شنكال نموذجٌ للحياة الديمقراطية

لفتت ريهام حسن الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال الانتباه الى الحيّل والألاعيب التي تحاك حول شنكال، وأشارت الى أن مجتمعهم ليس بحاجةٍ إلى الأشياء المادية، بل الوقوف على حقوقهم وحمايتها.

ارتكبت مرتزقة داعش مجازرٍ في شنكال بتاريخ الثالث من شباط عام 2014، حيث أُستهدف العديد من الايزيديين في هذه المجازر، وحُرقت العديد من النساء الايزيديات ضمن أقفاصٍ وأيضاً تم بيع الألاف منهن في أسواق النخاسة، فقد كان الجميع في حالة صمتٍ أثناء ارتكاب هذه المجازر، لكن أظهر القائد آبو طريق خلاص شنكال لمقاتلي الحرية من  بين أيدي المرتزقة، وبعد أن قام مقاتلي الحرية بتحرير شنكال بفكر وفلسفة القائد آبو من أيدي مرتزقة داعش، استمر المجتمع على هذا النهج من أجل حمايته، فمن جانبٍ كان المجتمع الايزيدي ضمن مقاومة الوجود أو الاوجود، ومن جانبٍ أخر بنى كلٍ من مجالسه ومؤسساته. 

بنى المجتمع الإيزيدي نموذج التنظيم والحماية بعد تحرير شنكال، وبنى الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال أيضاً منذ عشر سنواتٍ  مضت وقد أدار نفسه تحت ظل هذه الإدارة.

بُنيت هيئتنا بفكر القائد آبو

تحدثت ريهام حسن الرئيسة المشتركة لهيئة الإدارة الذاتية في شنكال، عن مقاومة مقاتلي الحرية وتحرير شنكال، وقيمتها بالقول "لم يرد أحدٍ بقاء المجتمع الايزيدي غير القائد آبو ومقاتلي الحرية، فمع نداء القائد آبو توجه مقاتلي الحرية إلى شنكال لتحرير المجتمع الايزيدي من الإبادة، ومن ثم بُنيت هيئة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال بفكر وفلسفة القائد آبو".

الحماية هي حق كل كائنٍ حي

وأوضحت ريهام حسن بأن الحماية هي حق كل كائنٍ حي، وتابعت "هذا هو مشروع الحل لجميع الشعوب المضطهدة، لذا بنينا  نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، من أجل تطوير الحياة الحرة لدى شعبنا الايزيدي، فهذا النموذج قد احتضن المجتمع بأكمله، فالإدارات التي كانت قد نظمت نفسها على عقلية الدولة تركوا شنكال بلا حماية، من أجل ذلك تبنى الشعب هذا النموذج (نموذج الإدارة الذاتية)، ووُثق الشعب الايزيدي بأن المجتمع يستطيع إدارة نفسه من دون الدولة، لذا ألان تناقش كلٍ من دول العالم هذا المشروع، لذا يبني هذا المشروع الحل الديمقراطي من أجل كافة الشعوب، فحق كل كائنٍ حي بأن يحمي نفسه، لهذا السبب يجب على كل شخصٍ بأن يرى قوات حمايتنا وأسايش أيزديخان كمشروعً".

يوجد مكانٍ لكل شخصٍ في الإدارة الذاتية

وتابعت ريهام حسن: "ففي هذا الوقت الأكثر قيمةً هي أن الشعب أعرب عن إرادته ببناء إدارةٌ ذاتية، فعندما نتفوه بكلمة الإدارة الذاتية، فإننا نُعّرف عن إرادة مجتمعٍ بالكامل، تقود حركة حرية المرأة الايزيدية الحياة ضمن الإدارة الذاتية وتمتلك مؤسساتٍ أيضاً، حيث أنها تدير جميع النساء وتدير نفسها بنفسها، وكذلك توجد أفرعٌ ومشاريع تدريب للمرأة ضمن الإدارة الذاتية، وفي الوقت ذاته فأن الشبيبة الايزيدية ومؤسساتها الدينية قسمٌ من هذا النموذج، فكل شخصٍ مشاركٌ ضمن الإدارة الذاتية، وكذلك الأمر فأن المجتمعات العربية والشيعية يعيشون في شنكال وهم قسمٌ من هذا النموذج أيضاً".

سنكون دائماً وراء قضيتنا

وأوضحت ريهام حسن بأنهم سيكونون دائماً وراء قضية الحرية، وقالت"قدمنا الألاف من الشهداء وتخطينا العديد من الصعوبات إلى أن وصلنا إلى هذا المستوى، حيث اُرتكبت العديد من المجازر بحق المجتمع الايزيدي في عام 2014 وواجهوا العديد من الصعوبات واستهدف العديد من الأشخاص أيضاً ، حيث أن هجمات دولة الاحتلال التركي مستمرةٌ منذ ذاك الوقت حتى ألان مستهدفين بها قاداتنا، قادات المجتمع الايزيدي سعيد، ديندار، دجوار، جكو، ومام زكي وغيرهم من الأشخاص... فهم كانوا جميعهم يمثلون إرادة المجتمع الايزيدي، ونحن كمجتمعٍ ايزيدي سنكون دائماً وراء هذه القضية ولن نتخلى أبداً عن قضية الحرية، لأن هذه القضية فقط طريق انتصار الشعب، ففي هذا الوقت أيضاً فأن قوات وحدات حماية المرأة في شنكال ووحدات حماية الشعب في شنكال واسايش ايزيدخان لا يحمون المجتمع الايزيدي فقط بل يحمون العراق أيضاً".

قامت تركيا بتدريب مرتزقة داعش

وذكرت ريهام حسن بأنَّ من قامت بدعم مرتزقة تنظيم داعش هي دولة الاحتلال التركي وقيمت كالتالي "بتاريخ 3 آب 2014، الذي قام بارتكاب الإبادة بحق المجتمع الإيزيدي هم مرتزقة تنظيم داعش، بالإضافة إلى ذلك، وكذلك التي قامت بتدريب عناصر تنظيم داعش ووجهتها إلى شنكال هي دولة الاحتلال التركي، لكن الذين قاموا بدحر تنظيم داعش ومرتزقتها في شنكال بمقاومتهم البطولية وبروح الصمود والإصرار والتضحيات الكبيرة وحرروا شنكال هم  قوات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ، وتقوم وحدات حماية شنكال ووحدات حماية المرأة في شنكال بالدفاع عن شنكال وحمايتها من المحتلين والمعتدين، وأننا كشعب فأننا تابعين للدولة العراقية، وأنَ إصرارنا على العمل والقيام بالأنشطة والفعاليات هو الذي منع العدو من القدوم إلى أرضنا واحتلالها بأيديهم القذرة".

دولة الاحتلال التركي احتلت العراق

أشارت ريهام حسن إلى أنَّ العراق احتلت من قبل دولة الاحتلال التركي الفاشية وقالت "تحاول دولة الاحتلال التركي احتلال سهل نينوى وبهذه الطريقة تسعى للوصول إلى جبال شنكال، ولأن منطقة  شنكال لها موقع ومكانة استراتيجية فهذا هو هدفهم، وعندما تقع شنكال بين أيديهم فسوف تقع منطقة نينوى أيضاً في أيديهم، ولو لم يتم تحرير شنكال أثناء شن تنظيم داعش لهجماته فأنّ نينوى لما كانت لتتحرر وقتها أيضاً، ولذلك يتوجب على العراق أن تنظر إلى قواتنا بعين الاعتبار وعلى محمل الجد. 

أهالي شنكال لا يستطيعون الذهاب إلى لالش

وقالت ريهام حسن بإنَّ الكثير من الإيزيديين لا يستطيعون الذهاب إلى معبد لالش النوراني لأنهم لا يخنعون ويستسلمون للعدو وتابعت حديثها "المئات من الأشخاص موجودين حالياً في السجون العراقية وبعض الأشخاص لا يستطيعون المرور عبر المناطق الخاضعة تحت السيطرة العراقية لأن هؤلاء الأشخاص يعتزون بأنفسهم ولم يستسلموا للمحتلين، الآن لا يستطيع الكثير من هؤلاء الأشخاص الذهاب إلى معبد لالش النوراني، لأنهم كانوا يقاومون في شنكال، ولا يمكنهم الذهاب إلى لالش النورانية، لذلك يقومون بتجريمهم ويتهمونهم بالإرهاب، وحتى الآن لا يزال العديد من أبناء المجتمع الإيزيدي معتقلين في السجون في جنوب كردستان، وكذلك يتم اختطاف الفتيات عندما يذهبنَ إلى جنوب كردستان.

بالوحدة والتكاتف سيتم إنهاء الإبادة

وذكرت ريهام حسن بأنَّه عندما يتوحد المجتمع الإيزيدي ستنتهي الإبادة، وقالت" أملنا في المجتمع الإيزيدي أن يتحد لإنهاء المجازر والسياسات الفاسدة، ولا ينبغي لشعبنا القول بأنَّ الإبادة قد انتهت ، بسبب هذه السياسات الحالية، يمكننا القول بأنَّ التهديد بالمجازر لا يزال قائماً، وحدتنا اليوم هي قواتنا العسكرية ومجالسنا ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبفكر وفلسفة القائد آبو، التي أصبحت الأمل والحل لجميع مشاكل المجتمع، نحن اليوم مثال للحياة الحرة."

يجب رؤية المجازر

وأعلنت الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال ريهام حسن أخيراً بأنَّه على الحكومة العراقية الوقوف على هذه المجازر والاعتراف بها وقالت "العالم كله يعلم أن مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي هم من قاموا بارتكاب المجازر بحق المجتمع الإيزيدي، وينبغي علينا الفصل بين ارتكاب الإبادة وشن الهجمات ، لأنهم أرادوا تدمير المجتمع الإيزيدي من جذوره، لقد استهدفوا الآلاف من النساء والأطفال الإيزيديين وقاموا ببيع الكثير من النساء في سوق النخاسة وكما استهدفوا الرجال الإيزيدين، ولا يزال مصير الكثير منهم مجهولاً، نحيي قوات سوريا الديمقراطية والبيت الإيزيدي لروج آفا الذين قاموا بمساعدتنا في تحرير أسرانا من مرتزقة تنظيم داعش، لقد رأت16 دولة هذه المجازر ،لكن الحكومة العراقية لم تبالي وتتخذ موقفاً حيال هذه المجازر لم تعترف بها  ولم تسمح للشعب بأن يدير وينظم مشاريعه الديمقراطية، بل أصبحت عقبة في طريقهم ،تحاول كسر إرادة الشعب، في كثير من الأحيان زارت هيئات دبلوماسية وإدارية العديد من المراكز والمؤسسات الإدارية التابعة للحكومة العراقية لأجل تحديد موقفها من المجازر والاعتراف بها وإعلانها مجازر ضد الإنسانية، ولكنهم لم يتخذوا موقفاً ولم  يأخذوها بعين الاعتبار ،لأنه  في حال الاعتراف بها كمجازر ضد الإنسانية  حينها يتوجب عليهم فتح محاكم وسيكونون هم المذنبين، إلا أن العراق لا يعتبر نفسه مذنب، وحتى اليوم لم يتخذوا خطوة لتضميد جراح المجتمع الإيزيدي ، لم تعترف بالمجازر، وحتى أنَّ الدول التي اعترفت بالمجازر لم تحرك ساكناً ولم تفعل لنا شيئاً، الجميع يعلم بأنَّ داعش ارتكبت المجازر بحق المجتمع الإيزيدي بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكي لا يعاود الحزب الديمقراطي الكردستاني ما فعله وقام به في شنكال أثناء فترة الإبادة مرة أخرى ولا يخدع المجتمع، قام عوائل الشهداء والإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال بإغلاق الطريق أمام  الحزب الديمقراطي الكردستاني  حتى لا يتوغل في منطقة شنكال، ومن أجل إخفاء هذه الحقيقة والتستر عليها، كلما اقترب الثالث من شهر آب، لا يتم ذكر الإبادة بحق المجتمع الإيزيدي ويتم التذكير بالأمور المادية فقط، حيث يصرحون بأنَّنا سنعيد المهاجرين أو سنقوم بإعادة إعمار شنكال وبالتالي يحاولون  أن يقتربوا من المجتمع الإيزيدي، لكن نحن كمجتمع ايزيدي نقول أننا لسنا بحاجة لهذه الأشياء المادية، ما نعتبره ضروريا هو الوقوف  على حقوق المجتمع الإيزيدي وحمايتها، نحن لن نعمل تحت قيادة هؤلاء الأشخاص الذين حاولوا تدمير مجتمعنا، سنعزز إدارتنا الذاتية الديمقراطية".