مؤتمر الإسلام الديمقراطي يدعو إلى بناء سوريا تضم جميع السوريين في جوٍ من العيش المشترك
دعا مؤتمر الإٍسلام الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا إلى بناء سوريا تضم كل السوريين بكافة مكوناتها وأطيافها في جوٍ من الألفة والأخوة والتسامح والعيش المشترك.
دعا مؤتمر الإٍسلام الديمقراطي في إقليم شمال وشرق سوريا إلى بناء سوريا تضم كل السوريين بكافة مكوناتها وأطيافها في جوٍ من الألفة والأخوة والتسامح والعيش المشترك.
أصدرت الهيئة الإدارية لمؤتمر الإسلام الديمقراطي لشمال وشرق سوريا بياناً كتابياً بشأن الأوضاع الراهنة في سوريا بعد سقوط نظام البعث، وجاء في نص البيان ما يلي:
"قال الله سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ}، في ظل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا، والتي شهدنا فيها قبل أيام سقوط أحد رموز الظلم والطغيان المتمثل في النظام البعثي البائد، لا يسعنا نحن السوريين إلا أن نستبشر خيراً في الأيام القادمة، وأن نبني بلدنا ونداوي جِراحاتنا في جوٍ من الألفة والأخوة والتسامح والعيش المشترك، وأن يكون شعارنا واحداً متمثلاً في "سوريا لكل السوريين"؛ لأن أبناء وبنات هذا البلد انتفضوا في وجه العقلية الأمنية المستبدة الإقصائية التي حكمت وطغت في هذا البلد وعلى هذا الشعب لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان.
إننا في مؤتمر الإسلام الديمقراطي لشمال وشرق سوريا، نتابع من كثب مجريات الأحداث في بلدنا سوريا ونجدد أملنا في انتهاء المأساة السورية، ونرجو من الله عزَّ وجل أن يكون هذا النصر، نصراً لكل السوريين على مختلف انتماءاتهم الدينية والإثنية، وأن يقرر السوريون مصائرهم بأيديهم وألا يَدَعوا للأجندات الإقليمية والدولية مجالاً، لتتحكم بتوجهاتهم وقراراتهم.
إن سقوط طغيان البعث في سوريا يوم السادس من جمادى الآخرة 1446 هجرية والموافق يوم الثامن من كانون الأول 2024م، هو حدثٌ عظيم يستدعي مِنّا جميعاً أن نفرح ونتعاضد ونتفق ونتكافل لأجل بناء سوريا الجديدة، سوريا الحرة، سوريا الحضارة؛ وإذ نقول ونطلب ذلك من كل سوريٍ حر غيور على مختلف مشاربه، نخشى في الوقت ذاته على سوريا من قوى الظلام التي لا تريد الخير لسوريا وشعبها.
فمنذ أيام وفي الوقت الذي تسود الفرحة كل أرجاء سوريا، سمعنا ورأينا وشهدنا صوراً وتصريحات لها دلالاتٌ سلبية على الواقع السوري الجديد، وهي إشاراتٌ على محاولة دخول أجندة الإسلام السياسي المتمثل في نظام الحكم التركي على خط دمشق، ومحاولة التأثير على توجهات حكام الشام الجدد، وتوجهات بعض الجهات الإقليمية في محاولة تحديد أو تعيين من يمثلون الشعب الكردي وإظهار البعض الآخر أنفسهم ممثلين عن الكرد، في محاولة بائسةٍ ناقصة لتعريف دمشق بماهية الشعب الكردي، وهو الشعب الغني عن التعريف بما قدمه من إنجازات وشخصيات على مر تاريخ المنطقة الإنساني والإسلامي.
إن الشعب الكردي في سوريا ليس بحاجة وصيٍ عليه، يملي عليه ما يجب أن يفعله أو يحدد له سبيله وممثليه، فهو يؤمن تماماً بانتمائه السوري ويستعد للتخلص من كل أشكال الظلم والاضطهاد وإنكار الهوية التي كان يعاني منها زمن النظام البعثي، ويعرف اختيار سبيله وممثليه سواءً على الصعيد السياسي والقانوني أو الديني؛ فقد أكد الشعب الكردي على مر سنوات الثورة السورية على انتمائه السوري ودفاعه المتفاني عن الأرض السورية في وجه كل محاولات الاحتلال وشارك بقوة وفاعلية في هزيمة أعتى القوى الظلامية التكفيرية، وبنى نموذجاً إدارياً حلالاً وطرح مشروعاً لحل الأزمة السورية، يتمثل في أخوة الشعوب والتعايش المشترك فيما بين جميع المكونات العرقية والإثنية على الأرض السورية، بشكلٍ نراه يحاكي سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في وثيقة المدينة المنورة.
ونحن في مؤتمر الإسلام الديمقراطي لشمال وشرق سوريا، تأكيداً على حديث السيد أحمد الشرع حينما قال: "الكرد جزء من الوطن، تعرضوا لظلمٍ كبير كما تعرضنا نحن، وبزوال النظام قد يزول الظلم الذي وقع عليهم"، نرى أن الشعب الكردي هو جزء أساسي من الوطن السوري، وقد تعرض للظلم والإنكار ومحاولات الإبادة الثقافية والجسدية من قبل النظام البائد، ولا بد أن يظهر الحق ويزول الظلم ويعيش هذا الشعب على أرضه سوريا، متمتعاً بكل حقوقه الثقافية والاجتماعية والسياسية.
ختاماً، لقد حثّ الإسلام على الألفة والعيش المشترك بين الناس، وعدَّ المحبة والتعاون من أسس بناء مجتمع قوي ومتماسك، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة دعوات لترك الخصومات والمنازعات، والتركيز على الاتصال الإنساني وبناء العلاقات الطيبة؛ وقال رسول الله (ﷺ): "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً"، مما يعكس أهمية التواضع وتجنب النزاعات من أجل العيش سوياً بسلام".