الولايات المتحدة تكثف وجودها العسكري والسياسي في سوريا في إطار تعزيز نفوذها ومصالحها

أعلن البنتاغون أن عدد القوات الأميركية في سوريا قد تضاعف، فيما أرسل الرئيس الأميركي وفداً سياسياً رفيعاً للقاء القادة الجدد في دمشق، من جهة أخرى، ذكر تحليل بريطاني أن سقوط الأسد سيمثل نهاية لـ"الهلال الشيعي" وصعوداً لنفوذ تركيا في المنطقة.

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تكثيف واشنطن من وجودها العسكري والسياسي في سوريا، وزيادة نفوذ تركيا في هذا البلد على حساب إيران.

البنتاغون: عدد القوات الأميركية في سوريا تضاعف قبل الإطاحة بالأسد

أعلن البنتاغون أن عدد قوات الولايات المتحدة في سوريا تضاعف أكثر من الضعف - من 900 إلى نحو 2000 - قبل سقوط بشار الأسد، كاشفاً عن الزيادة العلنية لأول مرة، بحسب ما أورده موقع ديفينس نيوز الأميركي.

وفي خطوة نادرة، افتتح السكرتير الصحفي للبنتاغون اللواء بات رايدر الإيجاز الصحفي المنتظم الخميس في البنتاغون بالاعتراف، بحسب الموقع.

وقال: "علمت اليوم أنه في الواقع، يوجد قرابة 2000 جندي أميركي في سوريا".

وكان رايدر قد صرح للصحافيين في وقت سابق أن هناك 900 من هذه القوات في البلاد كجزء من معركة أميركا المستمرة منذ عقد من الزمان ضد داعش. وقال إن هذه القوات يتم نشرها لمدة تتراوح بين تسعة إلى اثني عشر شهراً في كل مرة، على عكس القوات الإضافية البالغ عددها 1100 جندي والتي يتم تعزيزها لفترة أقصر تتراوح بين 30 إلى 90 يوماً.

الولايات المتحدة ترسل دبلوماسيين للقاء الجولاني في دمشق

أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن دبلوماسيين كباراً إلى دمشق للقاء أبو محمد الجولاني الذين أطاحوا بالدكتاتور السوري بشار الأسد، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وتقود باربرا ليف، المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، الوفد، الذي يضم أيضاً روجر كارستينز، المبعوث الأمريكي الخاص للرهائن، ودانييل روبنشتاين، الذي اختارته إدارة بايدن لقيادة المشاركة الدبلوماسية مع سوريا، بحسب الصحيفة.

سيكون الاجتماع الجمعة أول اتصال رسمي شخصي بين الولايات المتحدة وزعماء هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم السريع الذي أطاح بالأسد وأطاح بنظامه قبل أسبوعين، بحسب ما أشارت إليه الصحيفة.

ورأت الصحيفة بأن الالالزيارة تأتي في الوقت الذي حث فيه الجولاني، الدول الغربية على رفع العقوبات عن سوريا، وفي الوقت الذي حاولت فيه واشنطن منع الجماعات "الإرهابية" بما في ذلك داعش من الاستفادة من فراغ السلطة الذي خلفه سقوط الأسد.

وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق يعمل الآن في مؤسسة أتلانتيك كاونسل البحثية: "إذا لم تعمل واشنطن وحلفاؤها بنشاط لضمان أن يكون قادة ومجموعات سوريا هم أولئك الذين تتوافق مصالحهم مع الولايات المتحدة، فإن الفراغ في سوريا سوف يملأه بالتأكيد بلد أو مجموعة مصالحها معادية لمصالحنا ومصالح حلفائنا".

ميزان القوى يتحول في الشرق الأوسط وبات لصالح تركيا على حساب إيران

ذكر تحليل لصحيفة غارديان البريطانية أن سقوط بشار الأسد يمثل نهاية "الهلال الشيعي" الذي طالما خشيته إيران وصعوداً لنفوذ تركيا، الأمر الذي يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي من القرن الأفريقي إلى بلاد الشام وأفغانستان.

واشار التحليل إلى أن دعم رجب طيب أردوغان للمتمردين السوريين قد أدى إلى رفع أنقرة إلى مرتبة القوة الإقليمية، التي يحيط نفوذها الآن بجميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة.

ورأت الصحيفة أن تركيا لعبت دوراً محورياً في انتصار المسلحين المفاجئ، مشيرة إلى أن أنقرة قدمت المعلومات الاستخباراتية والتوجيه والغطاء السياسي.