"المعنى الحقيقي لأسبوع البطولة"

يصف القائد عبدالله أوجلان حزب العمال الكردستاني بأنه "حزب الشهداء" وفي هذا الإطار تم اعتبار الفترة الممتدة من 21 إلى 28 آذار أسبوع البطولة.

تحدث القائد عبدالله أوجلان عن الأبطال الذين استشهدوا على مدى 42 عامًا في أوقات وأماكن مختلفة:

"هؤلاء أبطال عظماء، وهم ضمانة لاستمرار الانتصارات التي حققها نضالنا، وإضفاء معان أكبر على نوروز، وإن ولادة حزب العمال الكردستاني، ثم انتقاله إلى الميدان الإيديولوجي وبعدها إلى النضال السياسي، تحقق على هذا الأساس، وفيما بعد تجسدت هذه الظاهرة في شخص مظلوم دوغان، والتي جسدت المعنى الحقيقي لنوروز، واستحق أن يسمى بـ كاوا العصر، من خلال بطولتهم التي تحققت في أصعب وأحلك الظروف، واسترخصوا الموت في سبيل القضية الكبرى، وفي الوقت نفسه، وبدون تردد فتحوا الطريق أمام تحقيق النصر.

 في نوروز عام 1986، وبقيادة القائد العظيم معصوم قورقماز وصل نضال التحرر الوطني إلى مرحلة كبيرة جدًّا، وعلى الرغم من أن استشهاده شكّل خسارة كبيرة بالنسبة للنضال وبالنسبة لأبناء شعبنا أيضًا، إلا أن آمال العديد لم تحقق، وعلى العكس من ذلك، فقد تعاظمت المقاومة، وبهذا الشكل اتحدت وتلاحمت مقاومة السجون مع مقاومة الجبال، وتم تسمية الأسبوع الواقع بين 21- 28 آذار بأسبوع المقاومة، واكتسب معناه الحقيقي.

'رفيق الدرب معصوم قورقماز حوّلPKKإلى نداء للحرية'

بعد التحوّل الجماهيري الذي حققناه، أحرقت الفتيات أنفسهن في نوروز، لقد كانت هذه الفعاليات ممارسات بطولية كبيرة، حيث انطلق هذا الميراث في نوروز عام 1990، عندما أوقدت زكية آلكان شعلة الانتفاضة في جسدها، واستمرت في نوروز عام 1992 مع رهشان دميرال، وفي نوروز عام 1994 استمر هذا الميراث مع رفيقتي الدرب روناهي وبيريفان، وتحوّل إلى نداء للجماهير الشعبية، كما أطلق رفيق الدرب نداء من أجل توطيد الارتباط مع الحزب، وجعل من حزب العمال الكردستاني نداءً من أجل الحياة، وكما أن الرفيق معصوم قورقماز بقي مرتبطًا بالكريلا وتحوّل إلى صوت لها، فإن استشهاد هذه الفتيات أيضًا كانت بمثابة نداء 'للبدء بالانتفاضة، والإخلاص لها، توجهوا إلى الوطن، وتوجهوا إلى الوطنية، وحققوا اللحمة الوطنية، وأوقدوا شعلة النار' .

فرهاد كورتاي، هو أيضًا أضرم النار في جسده، كما توجد مقاومة الإضراب عن الطعام حتى الموت، هم يقولون "كان يجب أن نحقق وصية مظلوم دوغان، لذلك فإن الاضراب عن الطعام هو بمثانة نقد ذاتي". فرهاد ورفاقه أيضًا قالوا "كان من الضروري تنفيذ هذه العملية، عمليتنا هي بمثابة نقد ذاتي".

عمليات إضرام النار في الجسد، تعتبرها الأوساط المعادية، وكذلك الأشخاص الذين لا ينظرون إليها بتمعن، على أنها انتحار، وهكذا يتم تحليلها والكتابة عنها.

لا، الأمر ليس كذلك، فبالنظر إليها من أي جانب كان، نرى أن الشخص الذي يحاول تنفيذ مثل هذه العملية، فإنه يملك إرادة وقوة مقاومة كبيرة جدًّا.

زكية آلكان رأت أن الثورة ضعيفة في آمد، لأنها كانت صامتة في تلك الفترة، ولم تكن تتحلى بتلك الحماسة الكبيرة، ولم تكن في وضع يسمح لها بالاحتفال بنوروز.

كانت هناك حاجة إلى نار، إلى شعلة، بهذا الشكل نظرت الرفيقة زكية آلكان إلى الموضوع، ورأت أن عملية من هذا القبيل ستكون مناسبة، ومقاومتها كانت من أجل الجماهير، وبعد استشهاد وداد آيدن ظهر جليًّا أنها كانت تسعى إلى ظاهرة ذات معنى. حيث خرج مئات الآلاف من الآمديين إلى الميادين، ووضعوا بصمتهم على مرحلة مقدسة.

وفي أزمير أيضًا أضرمت رهشان دميرال النار في جسدها؛ فكانت شعلة نار على قلعة إزمير، وكانت عمليتها بمثابة نداء للجماهير الكردية الموجودة في المدن الكبرى بـ ’العودة إلى الوطن، وعدم التخلي عن الروح الوطنية‘، وبلا شك فقد انسجمت عمليتها الفدائية كثيرًا مع النداءات التي وجهناها إلى الجماهير الكردية في المدن الكبرى تحت شعار ’عودوا إلى وطنكم، وساندوا الحرب الثورية‘. هذه المقاومة هي شعلتها، إنها عملية بطولية عظيمة.

ولدينا أيضًا شهداء نوروز في أوروبا، ومن المفيد التوقف عندهم، فالرفيقتان بيريفان (نيلكون يلدرم) وروناهي (بدرية تاش)، تركتا رسائل قيّمة وذات معنى كبير في كردستان. لقد شاهدت بعض أحاديثهما، والعديد من رسائلهما، كان لديهما بعض التحليلات والتقارير، وقد رأيت بعضًا منها.

هؤلاء الرفاق يسعون بشكل خاص إلى أن يكونوا مناضلين كما نرغب لهم أن يكونوا، ولكن من الغريب ألا تتم الاستجابة بشكل كافٍ للعمليات التي نفذوها، فمن أهم الخصائص التي تحلّى بها هؤلاء الرفاق هو عدم تعرضهم للتزييف والتطفل على الحياة، وفقدوا حياتهم بكل سهولة هناك، وكانوا منفتحين على الحياة الثورية. حقًا إنه موقف مثالي، لأن المهم هنا هو الإخلاص والمبدئية وعدم السماح بالتزييف، ويجب أن ننظر بهذا الشكل إلى هذه النماذج.

'فعالية الرفيقة سما يوجه فعالية بطولية'

عملية الرفيقة سما يوجه كانت من العمليات البطولية أيضًا، فكما هو معلوم، وقد نفذ الرفيق فكري بايكلدي عملية مماثلة في اليوم نفسه، في يوم استذكار هذه الرفيقة، وكانت العمليتان تنطويان على معان كبيرة، ومن الضرورة بمكان التمعّن جيدًا في هذا الأمر، واستخلاص بعض الدروس منه.

 يمكن للمرء أن يعتبرها بمثابة الطهارة بالنار، وبمثابة التمييز بين القوة والضعف، بين الطهارة والنجاسة، نحن أيضًا تعرفنا إلى سما يوجه، كانت تتولى بعض المهام بين صفوفنا، وأعتقد أن اسمها في ذلك الوقت كان سرهلدان، وكانت على الدوام تعيش روح الانتفاضة. لم تستسلم، لم تتخلَّ عن الانتفاضة، وبلا شك كانت شخصية تسعى على الدوام إلى تجسيد هذا الأمر.

شخصية زيلان، هي شخصية مماثلة أيضًا، لقد أضفت قوة وجمالًا على عمليتها، لقد كانت نموذجًا للنضال نفسه في ظروف السجن فكانت أكثر أهمية، وإذا تحدثنا عن عدم القبول بالحياة الاعتيادية، فإن مقاومة السجون هي مثال بارز جدًّا، لأن في السجون لا بد من الإجابة عن سؤال "كيف نعيش".

'البطولة هي الأبجدية التي سوف تغيّر حقيقة كردستان عبر الثورة'

في كردستان اليوم، يجب أن تكون الحياة بطولية من الناحية الفكرية والتنظيمية والعملية، لأن البطولة هي الأبجدية التي سوف تغيّر حقيقة كردستان عبر الثورة، فالظروف والمستجدات العالمية والتاريخية تفرض هذا الأمر بقوة؛ مثل هذه الخطوات تتحقق عبر الكثير من المحن والمصاعب الكبيرة، وخاصة إذا كان عدو الجيل الذي يعيش هذه المرحلة عدو غدار، وأصدقاؤه غدارون، وأفراده بائسون.

 وها هي البطولة تحقق النصر في مواجهة هذه المصاعب. لذلك، هناك حاجة ملحة وكبيرة للنضال والتضحية والشجاعة أكثر من أي وقت آخر، لأن الحملات التي ينظمها تنظيم كردستاني يقود طليعة الحركات الكردستانية، ويقود طليعة النضال من أجل الحرية، لا يمكن أن تغيّر الواقع المفروض من خلال إبداء البطولة، وكأحد مبادئ الديالكتيك الحتمية، فإن الذهنية المبدئية للبطولة، سوف تتحقق بنضال دؤوب وصعب حتى تحقيق النصر.

 وجميع الممارسات والتصرفات الأخرى هي تصرفات مخادعة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون عاملًا لتحقيق التقدم.

على هذا الأساس، فإننا بصدد إطلاق حملة نوروز كبيرة أخرى، حملة الربيع، وبكل فخر استطعتم الوصول إلى هذه الأيام.

 إنها حقًّا مرحلة انتصار مهمة من أجل التحرير، وموقف مهم وعظيم، ويجب أن تعلموا جيدًا كيف ستعملون حتى النهاية، وبروح مسؤولية عالية، يجب ألا يمر يوم، أو شهر أو حتى لحظة واحدة، دون أن تحققوا فيها النصر. يجب أن تفعلوا ذلك. وعلى هذا الأساس أحييكم جميعًا.