"أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً"، هكذا قال برتولت بريخت، أحد أبرز الكتّاب المسرحيين في القرن العشرين، ليسلط الضوء على أهمية المسرح في تناول وحلّ مختلف القضايا المجتمعية بجميع تفرعاتها.
وبعد انطلاق ثورة شمال وشرق سوريا، حققت انفتاحات في مختلف مجالات الحياة بما فيها المسرح، وبدأ المسرح يعالج القضايا الشائعة في المجتمع.
وبعد تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش عام 2017، بدأ الشبيبة والمثقفون بالعودة إلى مدينتهم لينموا وينعشوا الثقافة، من خلال انضمامهم إلى المركز الثقافي في الرقة، في الفروع الفنية ضمن المركز، منها الدبكة والمسرح والغناء والرسم والموسيقا والآدب والشعر.
وفي 29 نيسان/ أبريل 2019، افتُتح المركز الثقافي الجديد ليكون بديلاً عن الذي دمّر خلال الحرب.
ودمّر المركز الثقافي بالرقة في السابع من آذار/ مارس 2013، بعد خروج المدينة عن سيطرة قوات حكومة دمشق بشكل كامل، وقصفت طائراتها بعد أن حوله مرتزقة جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) لمقر تابع لها وأغلقته بوجه سكان الرقة من الشباب والمثقفين.
ويصادف 27 من آذار اليوم العالمي للمسرح، واختير هذا اليوم لافتتاح مسرح الأمم عام 1962 في موسم المسرح بمدينة باريس الفرنسية، الذي كان يحمل اسم "مسرح سارة برنار/Bernhardt Sarah"، حيث تقدم بذات اليوم عروض مسرحية لمختلف المسارح العالمية والذي أصبح تقليداً عالمياً للاحتفال بالمسرح.
وفي السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الممثل المسرحي في مركز الثقافي بالرقة، أنس الجاسم، والذي تحدث عن دور المسرح في حّل القضايا المجتمعية، ونهوض الواقع المسرحي بعد سنوات من التحرير.
وقال أنس الجاسم: "نصادف 27 من شهر آذار يوم المسرح العالمي، ومكتب المسرح في المركز الثقافي يُحضر مسرحية تحت عنوان "العزف على حقائب الانتظار"، والتي تحاكي التشبث بالأرض رغم الحروب والصراعات التي مرت بها البلاد، ويعالج المسرح قضايا المجتمع منها المخدرات والهجرة".
انتعاش المسرح بعد التحرير
وأضاف: "انتعش المسرح بعد تحرير مدينة الرقة، حيث شارك مكتب المسرح في مركز الثقافي في عدة أعمال مسرحية، منها مهرجان ميتان الخامس، والمشاركة في عدة عروض مسرحية في القامشلي والرقة ومنبج".
وتابع: "قال بعد افتتاح المركز الثقافي في مدينة الرقة، افتتحنا باب التطوع أمام الفئة الشابة، حيث انضم 25 شاب وشابة إلى مكتب المسرح لتنمية موهبتهم التي اندثر خلال السنوات الفائتة، ويستمر مكتب المسرح على استقبال كافة الفئات الشبابية".
ومن الأعمال الذي شارك فيها أنس عبادي "عرائش القهر، السيد والخادم، وعملين "المونودرما" الشخصية الواحدة، تحت عنوان "صهيل"، للكاتب العراقي سعد هدابي، وعمل مسرحي يحاكي مقاومة الشهداء في شمال وشرق سوريا، وتقديم عروض مسرحية ناقدة".