أصبحت زيارة مزار الشهداء واجباً لا يمكن تجاوزه عند الكثير من الأسر الكردية في قرى ومدن روجافا،وبشكل خاص تلك التي ودعت الشهداء الذين سقطوا على يد الاحتلال التركي في مقاومة العصر والكرامة .
ويكتظ مزار الشهداء( مقاومة العصر) الواقع في ناحية احرص في مناطق الشهباء بالزوار من اهالي عفرين المهجرين قسراً والذين اعتادوا على زيارة اضرحة الشهداء خلال ايام الاسبوع بشكل مستمر.
وقد تختلف طقوس زيارة الاضرحة من شخص الى اخر فهنالك من يضع الزهور على الاضرحة وهنالك من يشعل الشموع وايضا من يترك قطعة من القماش او الاوشحة التي تخصه بالقرب من الضريح وهنالك من يقوم برش الماء على الاضرحة،وسط مشاعر الحزن لفراقهم مع التأكيد على مواصلة نضالهم واهدافهم وتجديد العهد لهم على المضي على درب المقاومة حتى تحقيق اهدافهم
وهذا مايؤكده الشاب شيار السيد والذي يتبع طقساً اثناء زيارته لاضرحة الشهداء والتي تختلف عن بقية الطقوس لما تحمله من مشاعر انسانية نبيلة اتجاه الشهداء حيث يحرص على زيارة المزار كل يوم بعد انتهائه من اداء عمله في مستودع للمواد الغذائية ليتوجه الى منزله لينال قسط من الراحة ومن ثم يحمل جهاز تسجيل موسيقي (mp3) ويتوجه الى مزار الشهداء والجلوس بجوارهم وتشغيل الاغاني الوطنية للشهداء حتى ساعات الليل الاخيرة ويشير شيار لوكالة فرات للانباء ANFحول هذه اللحظات التي يعيشها بجوار الشهداء قائلا: عندما اجلس هنا اتمنى لو كان هؤلاء بيننا الان كما انني اعاهدهم بانني سابقى على تواصل معهم من خلال زياراتي الدائمه لهم .
ويتابع: عندما كنا في عفرين كنا نزور اضرحة الشهداء بشكل مستمر هنالك روابط قوية مابيننا نحن والشهداء فالشهداء هم قدوتنا وهؤلاء قدمو الكثير من اجلنا ومهما فعلنا لن نستطيع الوصول الى مستوى نضالهم .
واشار:نعاهد هؤلاء الشهداء باننا سنبقى سائرين على دربهم حتى تحرير عفرين ونؤكد بأن الاحتلال التركي لن يدوم طويلا لعفرين فالشهداء هم الاساس في مبادئنا واخلاقياتنا .
ومضى بالقول:منذ تأسيس هذا المزار وتشيع اول شهيد اليه حرصت على التواجد في كل تلك المراسم وحتى يومنا هذا بالاضافة لحرصي على تشغيل الاغاني الوطنية لهم كل مساء ومنها اغاني (خليل خمكين) لدي قناعة تامة بأنهم يسمعون اصوات الموسيقى والاغاني التي اقوم بتشغيلها فهم كما نقول دائما احياء ولايموتون.
وتابع:الكثير من الاهالي يسألونني عن مشاعري واحاسيسي عندما ازور الشهداء فاقول لهم بأن الشهداء ينادوننا وبأنه يجب ان نجدد لهم العهد باستمرار، وبأننا سنحرر عفرين ومزارات شهدائنا التي دمرها الاحتلال التركي ومرتزقته .
اما المواطن وليد علي والذي يحرص على العمل بكل جد وبدون كلل وملل على الاعتناء باضرحة الشهداء وزرع انواع عديدة من الورود والتواصل مع الزائرين والاجابة على استفساراتهم واسئلتهم عن حياة الشهداء وبطولاتهم،فيشير من خلال حديثه لوكالة فرات للانباء ANFبأن الشهداء احياء دائما في قلوبهم.
ويتابع: مع بدء موجة التهجير القسري الى مناطق الشهباء نتيجة الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين، عملت في احدى الكومينات وكنت مع الانتهاء من العمل اتوجه الى مزار الشهداء في ناحية احرص حيث كنت اقوم باعمال الصيانه هنا وتسوية الاتربة وزراعة الاشجار وكان ابني يساعدني احيانا قمنا بزراعه 12 شجرة في البداية عندما كان يشيع الشهداء كنت حريص على ان اقوم بعملية الحفر ووضع عدد من اوراق الزيتون مع جثمان الشهيد لان الزيتون له معنى كبير ودلالات كثيرة واهمها بأن عفرين كانت تشتهر بالزيتون وكانت غنية بها
واختتم المواطن وليد حديثه قائلاً: مهما قدمنا من خدمات لن نوفيهم حقوقهم فالشهداء هم اغلى مافي هذا الكون.