تتمتع منطقة زيلان بموقع غني ومتنوع بأشجارها ونباتاتها المتنوعة وبحيواناتها العديدة. وتضم منطقة واسعة من الأراضي الزراعية، مراعي خصبة ومساحة كبيرة من الحقول والسهول.
إن ثروة منطقة زيلان لا تنتهي عند هذا الحد. فهي غنية بالمعادن الثمينة أيضاً.
احتضنت منطقة زيلان، التي يعود تاريخها لآلاف السنين، العديد من الحضارات، وإحدى هذه الحضارات هي الإمبراطورية الأورارتية. حيث تم وضع الأساس الأول للحضارة الأورارتية، وتوحدت خلالها القبائل الكردية، وتأسست الدولة. أصبحت حضارة أورارت في ارديش دولة، نمت بسرعة وأخذت مكانتها بين دول العالم لسنوات.
تتصف منطقة زيلان بموقعها الاستراتيجي جغرافياً حيث تقع في مثلث إيران، وان وبدليس. تعرف باسم بوابة الضفة الغربية، التي بدأت مع الصين والهند. كانت قرية شاه بازار في منطقة زيلان تعد مركزاً للتجارة.
لطالما كانت منطقة زيلان، التي تتصف بغناها في مجال الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة، هدفاً للهجمات، من حيث الجغرافيا والتاريخ الكردي.
حيث تم إحراق 44 قرية قبل 90 عاماً، أي في الثلاثينيات، وقتل ما بين 15 و 50 شخصاً، من بينهم نساء وأطفال ومسنين. وتعد هذه المجزرة من بين المجازر التي ارتكبت ضد الشعب الكردي في الأعوام المئة الأخيرة، رغم عدم عدها من بين مجازر الإبادة الجماعية. حيث أُرسِل الآلاف إلى السجن بعد الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الشعب الكردي، ورُحِل الآلاف منهم. وتم تقسيم الأراضي الأكثر إنتاجية وخصوبة في منطقة زيلان بين الدولة التركية والميليشيات التابعة لها. ودُفن الالاف من الاشخاص الذين تم قتلهم في أجزاء مختلفة من الوادي الثالث في منطقة زيلان.
ولم تكتف الدولة بهذا فقط، بل أقدم الرئيس التركي آنذاك كنعان ايفريم ورئيس وزرائه تورغوت أوزال على توطين المكون القرغيزي بين عامي 1982 و 1983 بدلاً من الشعب الكردي الذين تم إبادتهم وتهجيرهم من موطنهم الأصلي في وادي زيلان. حيث تم استخدام المكون القرغيزي الذين تم توطينهم في منطقة زيلان، كميليشيات تابعة للدولة التركية حينها.
وشيدت الدولة سد كوتشوبرو في وادي زيلان ونهر زيلان بين عامي 1978 و 1992. وكان الغرض الرئيسي من السد، الذي تم بناؤه لري الأراضي الزراعية، هو محو آثار الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الكردي، وإجبار السكان المحليين على الهجرة.
كانت ينابيع زيلان الساخنة التي يبلغ عمرها 100 عام مصدراً لاستشفاء سكان المنطقة وكل من يزورها، والتي هدمت من قبل الدولة في عام 2016.
تقع الينابيع بين قريتي دوغانجي وحسن عبدال في منطقة زيلان. يزور آلاف الأشخاص هذه الينابيع كل عام، ففي هذه الينابيع، يستمتع الناس بالطبيعة والماء من جهة، ومن جهة أخرى يعدون هذه الينابيع الدافئة مصدر شفاء لهم. وقد سيطر محافظ ارديش على بلدية منطقة زيلان عام 2016 بذريعة وجود "مقاتلو الكريلا".
وتم بيع مصادر المياه الساخنة في منطقة الينابيع الساخنة لشركة قريبة من حزب العدالة والتنمية لمدة 49 عاماً.
وتتمثل إحدى سياسات الدولة المستمرة في زيلان في بناء 4 محطات للطاقة الكهرومائية معاً. ما يريدون القيام به هنا مع مشاريع الكهرومائية HES، أن يكون لها تأثير جديد على الزراعة ومرة أخرى في مجال السكن بحيث يضطر سكان المنطقة إلى الهجرة وإخلاء الناس من المنطقة. وتحقيقاً لهذه الغاية، يجري بناء محطات الطاقة الكهرومائية في منطقة زيلان منذ عام 2014. تم تعليق مشروع الكهرومائية HES، من قبل المحكمة العليا في عام 2015 بسبب سخط الشعب ورفضهم لبناء هذا المشروع. ورغم قرار المجلس الأعلى، بدأ اكمال هذا المشروع منذ شهرين.
عندما يكتمل بناء محطات الطاقة الكهرومائية في زيلان، سيتم تدمير الأراضي الزراعية وسوف تجف الأودية. ونتيجة لذلك، ستختفي الزراعة والثروة الحيوانية، وسيضطر سكان المنطقة إلى الهجرة. لأن المكان أصبح مجرد مكان للإيجار، فلن تكون هناك حياة فيها. نتائج مشروع الطاقة الكهرومائية HES التي سيتم بناؤها في منطقة زيلان لا تنتهي عند هذا الحد. سيصبح نهر زيلان ملوثاً وجافاً، كما سيعرض إنتاج أسماك الكفال للخطر.
إن الهدف الرئيسي للدولة التركية في منطقة زيلان منذ ما يقرب من 90 عاماً، هو تدمير طبيعة وتاريخ وجغرافيا ومستقبل الشعب الكردي من خلال المذابح والتهجير وبناء السدود والنهب والاستغلال ومشروع الطاقة الكهرومائية HES.