أكد الصحفي المصري ورئيس وكالة انباء الحدث وليد الرمالي، من خلال حوار خاص مع وكالة فرات للانباء، بأن تركيا تستغل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، في استخدامها أسلحة محرمة دولياً ضد الكرد في شمال العراق، ونوه بأنه يجب على الصحفيين ان يقفوا في خندق واحد وفضح جرائم تركيا وما تفعله ضد الكرد وأشار بأنه يجب ان يقوم جميع الصحفيين بنشر ماحدث للانسان الكردي جراء هذه الأسلحة، التي ستترك اثرها علي الاجيال القادمة.
وفيما يلي نص الحوار:
-رأينا من خلال عدّة مشاهد، أستخدام تركيا اسلحة كيماوية، ورأينا ايضا ادلة مثل تعرض مقاتلي الكريلا لحالات الاختناق وحروق في الجلد، بماذا تفسر استخدام تركيا لهذا النوع من الأسلحة؟
اعتقد بأن استخدام تركيا للأسلحة الكيماوية في حربها الغير العادلة ضد الكرد العزل اوحتى ضد مقاتلي الكريلا الشجعان بأنه دليل ضعف، خسة ونذالة، وهو ماعودّتنا عليه تركيا منذ زمن، فهي لم توفر جهداً في حربها ضد الكرد وعندما تفشل في القضاء على المقاومة الشجاعة لمقاتلي الكريلا تلجأ لأستخدام اسلحتها القذرة والمحرمة دولياً، وهو إن دل علي شئ فأنما يدل علي فشلها في حربها ضد مقاتلي الكريلا لذلك تستخدم هذه الأسلحة المحرّمة دولياً وقد سبق ان اعترف خلوصي اكار وزير الدفاع التركي بأنه استخدم القنابل المسيلة للدموع ضد الكرد وهذا الاعتراف هو غيض من فيض من الاسلحة المحرمة التي يستخدمها الجيش التركي ضد الكرد كما ان منظمة أطباء ضد الاسلحة الكيماوية قد صورت مشاهد فيديو وصور للمصابين جراء هذه الاسلحة المحرمة، بينما المجتمع الدولي في حالة صمت دائم ضد ممارسات تركيا العدائية والمجرمة.
-هذه ليست المرة الاولى التي تستخدم تركيا فيها الاسلحة الكيماوية والجرثومية ضد الكرد في كل من شمال كردستان وجنوبها وحتى غربها برأيك لماذا هذا الصمت الدولي والالتزام بالبكم من قبل المجتمع الدولي؟
للأسف المجتمع الدولي مشغول حاليا بالحرب الروسية الاوكرانية وتركيا لاعب دولي مهم في وسط هذه الحرب وقد استطاعت اللعب على كل الاطراف فهي عضو في حلف الناتو بينما لها علاقات قوية مع روسيا حتى أن روسيا سبق وأن أستخدمت حق الفيتو تسعة مرات ضد إصدار قرارات تدين الممارسات التركية ضد الكرد .
واللافت، رغم ان العالم كله تضرر من الحرب الروسية الاوكرانية الّا أن الكرد هم اكثر من تأثروا من هذه الحرب، حيث أنه لكي لاننسى فقد قامت هذه الحرب علي خلفية محاولة اوكرانيا الانضمام لحلف شمال الاطلسي ( الناتو ) وفي المقابل رفضت روسيا هذا الامر واقامت الدنيا ولم تقعدها وبدأت حربها علي اوكرانيا .
ولكن في تسلسل الاحداث خرجت السويد وفنلندا عن حيادهما الطويل وطالبا بالانضمام لحلف الناتو الذي وافق على الفور ولكن وفقا للائحة الحلف يجب ان توافق كل الدول الأعضاء على إنضمام اي عضو جديد. وبالفعل قد وافقت كل الدول ماعدا تركيا التي طالبت بطرد اعضاء حزب العمال الكردستاني من السويد وفنلندا وكذلك طرد انصار فتح الله غولن .
وللأسف فإن السويد وفنلندا ضحوا بالكرد ليصبحوا هم من اكثر ضحايا توابع الحرب الروسية الاوكرانية ويتم التضحية بهم من قبل السويد وفنلندا واوروبا التي طالما صدعتنا بدفاعها عن حقوق الانسان بينما تخلّوا عن الكرد في اول محطة.
-رأينا تصريح رئيسة نقابة الاطباء في تركيا شيبنام فينجانجي وهي تطالب بفتح تحقيق باستخدام تركيا اسلحة كيماوية ضد قوات الكريلا وسرعان ما قامت السلطات التركية باعتقال فينجانجي كيف تفسر ذلك؟
اي امرٍ يتعلق بالكرد تركيا تصبح دولة مستبدة وقمعية ولذلك فهي لن تسمح لاي كائن كان بالوقوف ضد عدوانها على الكرد وهي تستخدم في ذلك كل الوسائل الغير العادلة وتعتقل اي مطالب بحقوق الكرد اواي مدافع عنهم والتاريخ والحاضر يشهدان بذلك ولهذا فان الكرد ليس امامهم الا المقاومة فهي السلاح الوحيد الذي تخشاه تركيا .
كما أن تركيا تخشى التهاون في اي امر يتعلق بالكرد حتى لاتتفاجئ بهم وهم يطالبون بدولة مستقلة وللعلم فالكرد الموجودون في العالم يقبع اغلبهم داخل تركيا وهي لاتعترف بذلك وتسميهم اتراك الجبال .
اما عن فينجانجي، رئيسة نقابة الأطباء الأتراك، والتي فحصت الفيديوهات التي تؤكد استخدام الجيش التركي للاسلحة الكيماوية فكل مافعلته انها قالت لوكالة فرانس برس، إنها دعت فقط إلى "تحقيق فعال" في الادعاءات
فكان جزاؤها ان يتم اعتقالها، وأتهمت من قِبل اردوغان انها تتحدث بلغة الارهاب وهذا مايؤكد ان تركيا نظام قمعي مستبد يرفض الاعتراف باخطائه ومُصر على الاستمرار في ظلمه للكرد حتى النهاية.
-برأيك هل تركيا تستغل العالم المنشغل بالحرب الاوكرانية الروسية، بأستخدامها السلاح الكيماوي، ام تأخد الموافقة من المجتمع الدولي ؟
تركيا بالفعل تستغل انشغال العالم بالحرب الروسية الاوكرانية وتستمر في ظلمها للكرد، واعتقد ان تركيا ليس لديها اي موافقة من المجتمع الدولي باستخدام هذه الاسلحة الكيماوية ولكنها فقط تستغل صمت المجتمع الدولي علي ماتفعله بحق الكرد فطالما انها لاتجد العقوبة المناسبة علي ماتفعله فانه ينطبق عليها المثل العربي القائل بان من آمن العقوبة اساء الادب .
-كيف تفسرموقف السيادة العراقية بأستخدام دولة مثل الدولة التركية اسلحة كيماوية على اراضيها والذي يخلف اضرار جسمية ليس فقط على الانسان بل على طبيعة المنطقة ايضا؟
الدولة العراقية هي للاسف مشغولة بصراعاتها الداخلية بين الشيعة بعضهم البعض وبين السنة بل وبين الكرد انفسهم، ولنا في موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني وآل البرزاني افضل دليل فقد سبق وان صادرالحزب الديمقراطي الكردستاني ١٢٠٠ قناع واقي من الاسلحة الكيماوية كانت ذاهبة لمقاتلي الكريلا لتحميهم من هجمات الجيش التركي، وهو موقف يحسب ضد آل البرزاني الذين رفضوا مناصرة الكريلا، بل انهم مرتبطين بعلاقات قوية اقتصادية مع تركيا وهو أمر يندى له الجبين.
-كيف يجب على الصحافة والاعلام العمل في سبيل فضح هذه الجرائم بحق الانسانية ؟
اعتقد انه يقع على عاتق كل وسائل الإعلام في المنطقة العربية والعالم، دور مهم في فضح الممارسات التركية ضد الكرد وضد الانسانية كلها واننا كصحفيين واعلاميين لنا دورمهم ويجب علينا جميعاً ان نقف في نفس الخندق للدفاع عن حقوق المواطن الكردي وكشف مايحدث داخل المناطق الكردية في العراق وسوريا وتركيا من استخدام للاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا لذلك يجب ان يقوم الجميع بنشرماحدث للانسان الكردي من جراء هذه الاسلحة التي ستترك اثرها علي الاجيال القادمة.