فواز العنزي: السعودية ترسي مكانتها كقوة فاعلة تحت قيادة محمد بن سلمان
تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة تنخرط فيها السعودية بقوة على مدار السنوات الماضية، بسياسات تحمل كثيراً من ملامح التغير في أفكار المملكة وتوجهاتها على كافة الأصعدة.
تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة تنخرط فيها السعودية بقوة على مدار السنوات الماضية، بسياسات تحمل كثيراً من ملامح التغير في أفكار المملكة وتوجهاتها على كافة الأصعدة.
وللنقاش والحديث حول سياسات السعودية لا سيما رؤى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، الدكتور فواز كاسب العنزي الباحث السعودي في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، الذي أكد أن مكانة المملكة تتعاظم على الصعيد الخارجي، فضلاً عن التعامل مع كثير من القضايا الداخلية التي تعكس أننا أمام قيادة شاملة وبصمة فريدة لولي العهد.
نص الحوار:
*كيف تغير وجه السعودية تحت قيادة ولي العهد الأمر محمد بن سلمان؟
- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، قائد شاب يتمتع برؤية استراتيجية وقدرة استثنائية على مواجهة التحديات المحلية والإقليمية والعالمية. تحت قيادته، استطاعت المملكة العربية السعودية أن ترسي مكانتها كقوة فاعلة ومؤثرة في مختلف القضايا، سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي، من خلال اتخاذ قرارات جريئة وتبني سياسات تهدف إلى تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي والدولي.
*ما أبرز الملفات الداخلية التي تعكس ما تحدثت عنه؟
- على صعيد السياسة الداخلية والتعامل مع الأزمات الكبرى، قاد الأمير محمد بن سلمان المملكة في التصدي لجائحة كوفيد-19 بحزم وفعالية، حيث أشرف على تنفيذ تدابير صحية صارمة وبرامج اقتصادية داعمة. وأظهر الأمير محمد بن سلمان قيادة حازمة عبر تعزيز البنية التحتية الصحية، وتقديم العلاج المجاني، وتوسيع حملات التطعيم، ما جعل المملكة نموذجاً في التعامل مع الأزمات الصحية. كما استطاع عبر رؤيته الشاملة أن يطلق مشاريع تقنية، مثل تطبيق "توكلنا"، لتسهيل حياة المواطنين والمقيمين، مؤكداً التزامه برفاهية المجتمع السعودي في جميع الظروف.
*العالم العربي أمام تحديات إقليمية صعبة، كيف يتعامل الأمير محمد بن سلمان معها؟
- على المستوى الخارجي، يتجلى سلوك الأمير محمد بن سلمان السياسي في دعمه الثابت للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد اتخذت المملكة بقيادته موقفاً حازماً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ملتزمةً بالمبادرة العربية للسلام، ومؤكدةً ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما تعكس مواقف المملكة تجاه الأزمات الإقليمية، مثل الأزمة في اليمن، دورها كقوة استقرار في المنطقة، حيث تقود التحالفات التي تدعم الدول الشقيقة وتعزز من تماسك الأمة العربية.
*من الملاحظ أن دور المملكة تجاوز الخطوط الإقليمية، إلى أي مدى تتفق مع ذلك؟
- على صعيد الأزمات الدولية فقد برز دوره المملكة كوسيط، فضلاً عن تطوير العقيدة الأمنية، فقد تميزت المملكة بقيادة الأمير محمد بن سلمان بدورها كوسيط إيجابي في الأزمات العالمية، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، فمن خلال جهوده، نجحت الرياض في التوسط للإفراج عن الأسرى المحتجزين وقدمت مساعدات إنسانية لكييف، مما يعزز صورة المملكة كداعم للسلام والاستقرار الدولي.
*وماذا عن تطوير العقيدة الأمنية؟
- في سياق العقيدة الأمنية، أظهر الأمير محمد بن سلمان فهماً عميقاً للمتغيرات الدولية والإقليمية، حيث طورت المملكة عقيدتها الأمنية لتكون أكثر مرونة، تجمع بين القوة العسكرية والشراكات الدولية، ما يعزز من استقلالية القرار الوطني وقدرة المملكة على مواجهة التحديات الأمنية.
*عودة مرة أخرى للداخل السعودي، ماذا عن ملفات التنمية السياسية؟
- يرى الأمير محمد بن سلمان أن التنمية السياسية ليست مجرد بنية مؤسسية، بل عملية تهدف إلى إشراك الشباب في الحياة السياسية وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني. وضمن إطار رؤية 2030، يسعى الأمير إلى بناء نظام سياسي يتسم بالكفاءة والشفافية، ويعزز دور المواطنين في صنع القرار، ما يضع المملكة على مسار سياسي مستدام يساهم في بناء مجتمع سعودي فاعل ومؤثر.
*كان لدى الأمير كذلك اهتماماً كبيراً بالبيئة والاستدامة والمبادرات الخضراء، ماذا عن هذا المجال؟
- تجسد مبادرات الأمير محمد بن سلمان مثل "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" التزام المملكة العميق بالبيئة والتنمية المستدامة، حيث تهدف هذه المبادرات إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة الغطاء النباتي، ما يعكس توجه الأمير نحو بناء مستقبل يحترم البيئة ويسهم في الاستدامة العالمية. وهذه الرؤية الطموحة تجعل من السعودية شريكاً دولياً رئيسياً في دبلوماسية المناخ وحماية كوكب الأرض.
*هل لديك ما تود إضافته؟
- ما أريد قوله إن الأمير محمد بن سلمان يتسم بالقيادة الشاملة ولديه بصمته الفريدة، فبفضل رؤيته العميقة وقراراته الجريئة، أعاد تشكيل ملامح المملكة العربية السعودية لتكون دولة قوية ومستدامة، قادرة على تحقيق التوازن بين مصالحها الوطنية والتحديات الدولية. إن السياسات التي يقودها تعكس حكمةً ومرونةً في التعامل مع الأزمات، سواءً على المستوى المحلي أو الدولي، مما يجعل منه قائداً استثنائياً يسعى لتحقيق ازدهار المملكة واستقرار المنطقة، ويعزز مكانة السعودية كقوة إقليمية وعالمية تستمد قيمها من تاريخها العريق وتطلعاتها المستقبلية.