وعلى مدار سنوات ثلاث ونصف انقطعت جميع الأخبار عن القائد عبدالله أوجلان ووضعه داخل سجن إمرالي، وفُرضت عليه عزلة تامة وتم تجريده على نحو يخالف كافة المواثيق والقوانين ذات الصلة بحقوق الإنسان، وكذلك المخالفة لما تقتضيه ضرورات الحفاظ على الكرامة الإنسانية والآدمية، فضلاً عن كونه سجين سياسي ورأي وزعيم أمة كل ما اقترفه أنه دافع عن حقوق شعبه ونضال من أجل الحرية والديمقراطية.
في هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF) السياسي الجزائري القبائلي أكسل بلعباسي وهو السياسي المعارض بحركة استقلال القبائل (الماك) وهو مستشار رئيس الحكومة القبائلية المؤقتة، والذي دعا بمنتهى الصراحة والوضوح إلى ضرورة الإفراج عن القائد عبدالله أوجلان، مشيداً بتجربة الكرد النضالية والتعلم منها.
إلى نص الحوار:
-أنت تعرف بطبيعة الحال القائد عبدالله أوجلان والذي اعتقل بمؤامرة دولية، وفرضت عليه عزلة شديدة، لدرجة أنه لا يسمح لمحاميه وأهله بلقائه، فعلى مدار 3 سنوات ونصف ليست هناك أي معلومات عنه، كيف ترى هذا الأمر؟
أنا بذاتي أمضيت على الوثيقة التي خرجت للمطالبة بإطلاق سراح السيد عبدالله أوجلان باسمي وباسم حركة "الماك" ونحن نساند ونتمنى أيضاً أن يطلق سراح ليس السيد عبدالله أوجلان بل كل السجناء الكرد، السياسيين والمدافعين عن حقوقهم فقط، فالذي يدافع عن حقه في الوجود ليس من حق أحد أن يسلب حريته أو يسجنه أو يمارس عليه مثل تلك الممارسات التي تتبع ضد أوجلان، وما يتم ممارسته على السجناء الكرد.
-ماذا إذن عن القواسم المشتركة بينكم وبين الشعب الكردي؟
أؤكد أننا كشعب قبائلي نتفهم الشعب الكردي ونراه شعباً يشبهنا كثيراً في نضاله، والحقيقة أن النضال الكردي نضال قديم جداً، وكلما كانت هناك لقاءات لنا مع الإخوة الكرد نتعلم الكثير والكثير من نضالهم، ونحن لا نروي ذلك وقد لا يخرج للعلن، لكن نتمنى أن يخرج ذلك علناً مستقبلاً ويظهر للجميع أن الشعبين الكردي والقبائلي يشتركان على الأقل في النضال من أجل الحرية.
-ما الذي تود أن تضيفه بشأن حركتكم أيضاً؟
نحن نتكلم إلى شعب أخ عبر وكالتكم وهو الشعب الكردي، ونتمنى أن تكون الحرية للكرد وأنه آن لكل الشعوب الأمازيغية أن تعيش بحرية وسلام، لأن هذه الشعوب عانت كثيراً، وتمزقت وقتلت، ويجب أن يأتي يوماً ويعيش أبناؤنا وأحفادنا في سلم، ويجب أن نتحد بيننا كمناضلين ويدعم بعضنا بعضاً حتى لو كان ذلك معنوياً، لأن النضال ليس شيء سهلاً وهذا الدعم مهم جداً في صمودنا والوحدة، لأنه حين يقف معك أخاك في النضال، فإن هذا يساعد في العمل النضالي والصمود مستقبلاً، وأود أن أشير هنا في هذا السياق إلى أن هذه هي أول مرة أتحدث إلى صحفي كردي، وأتمنى ألا تكون آخر مرة.
-هل كانت لديكم فعاليات تخص الشعب القبائلي ومواقف معينة بشأن ما تعرض له الكرد من قبل من هجمات في باريس وفقدان البعض لحياتهم؟
بهذه المناسبة ألفت إلى أننا سنقوم بمظاهرة كبيرة في 14 أبريل وسنقوم بدعوة الأشخاص الذين نعرفهم من الكرد في هذه الفعالية، علماً أننا شاركنا بكثافة كقبائليين في فعاليات بباريس عندما تم التهجم على بعض الشخصيات الكردية وقتلهم في العاصمة الفرنسية، وكانت الأعلام القبائلية كانت بكثرة، وحتى الرئيس فرحات مهني ذهب بنفسه إلى تلك المظاهرة وأعلن بشكل رسمي مساندته للكرد، وكنا جنباً إلى جنب مع الإخوة الكرد في كل ما حصل لهم، وفي كل فرصة تتاح لنا فإننا نقف إلى جوارهم.