استطاع مؤتمر ستار منذ تأسيسه في 15 كانون الثاني عام 2005 باسم "اتحاد ستار" أن يكون الملاذ الآمن للنساء ليلجأن إليه عند اشتداد مصاعبهن، ويعتبر مؤتمر ستار منظمة نسوية، تنشط في مناطق شمال وشرق سوريا، وفي لبنان وباشور كردستان(جنوب كردستان).
أهمية التنظيمات النسائية لمناهضة العنف
وحول أهمية التنظيمات النسائية في مناهضة العنف ضد المرأة بشمال وشرق سوريا، وأبرزها مؤتمرستار حدثتنا “رودين عيسى” عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة قامشلو قائلةً: "كل التنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا تسعى لمناهضة العنف ضد المرأة، وتمكينها من جميع النواحي، والسعي لتغيير ذهنية المجتمع من مجتمع ذكوري لديمقراطي، ورفع مستوى فكر الرجل ليتحلى بذهنية ديمقراطية حرة يقبل المرأة التي هي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر”.
الذهنية الذكورية خلقت العنف
وأوضحت رودين رأيهم كمؤتمر ستار باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وأبرز أسباب العنف في مجتمعنا قائلةً "أريد بدايةً تعريف مصطلح العنف ضد المرأة، بأنه كل عمل أو تصرف يعمل على إلحاق الأذى بالمرأة سواءً كان جسدياً أو نفسياً.. فزمن العنف على المرأة طويل متجذر بالتاريخ فمنذ ظهور ذهنية السلطة ظهر معها العنف عليها وبدأ يتفاقم حتى وصل إلى هذه المستويات الدنيئة في وقتنا الحالي".
وأضافت: "تعرضت المرأة في كل مراحل التاريخ للعنف، فمنذ المراحل الأولى بعد ظهور الذهنية الذكورية والمجتمع الأبوي بدأ تقييم الأنثى على أنها جسد، وفُتحت بيوت الدعارة وحُرقت ووصفت بالساحرة إلى الوصول لتقييد حريتها وسلب إرادتها عن طريق الدين تارةً والمجتمع تارةً أخرى، ولكنها لم تستسلم بل في كل مرحلة كانت تناضل ولم تقف مكتوفة الأيدي وترضى بهذا الواقع".
موضحةً بأن محطة نضال الأخوات ميرابال ضد الحاكم الديكتاتوري تروخيو كانت محطة من محطات نضال ومقاومة المرأة.
وأردفت: " الإعلان عن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي أقرته جمعية الأمم المتحدة عام 1999لم يأتِ من فراغ إنما جاء نتيجة حصيلة نضال المرأة في تلك الحقبة من الزمن".
وشددت بالقول: "ولأننا نحن مؤتمر ستار حركة نسائية تعمل على مناهضة كل أنواع العنف المُطبق على المرأة في العالم نتبنى كل نضالات المرأة، ونجعلها نقطة لانطلاقة جديدة بأسلوب جديد وتطوير النضال بروح كل من ناضلت في سبيل الحرية والديمقراطية".
آلية عمل مؤتمر ستار في مناهضة العنف وحول آلية عمل مؤتمر ستار في مناهضة العنف ضد المرأة ذكرت رودين عيسى بأنه من أولويات عملهن القضاء على العنف ضد المرأة، وتحسين واقع المرأة من خلال رفع مستوى الوعي لديها، من خلال الفعاليات المختلفة التي يُنظمها المؤتمر، وتابعت: "لم نكتفِي بالعمل ضمن بقعة معينة، ولم ننظر إليه من منظور ضيق وضمن جغرافية محددة، بل عملنا على استيعاب كافة التنظيمات النسائية من شمال وشرق سوريا وعلى مستوى سوريا والعالم، ونستطيع أن نعتبر أنفسنا سقفاً يضم كافة هذه التنظيمات والشخصيات التي تنادي بحرية المرأة وكسرالعنف بحقها ومن جميع الشعوب وتنظيمها، لأن الهدف واحد وهو حرية المرأة وديمقراطية المجتمع".
ونوهت: "فعندما نناضل من أجل إنهاء العنف ضد المرأة لا ننظر لهذا الموضوع من جانبٍ واحدة، إنما نحلل كل الجوانب التي تؤدي لحالات العنف، ونبحث عن الأسباب ومن ثم الحلول، وبرأينا أن العنف على الرجل هو عنف على المرأة والعنف على البيئة هو عنف على المرأة والعنف على الطفل هو عنف على المرأة، وبالتالي العنف على أي فئة في المجتمع هو عنف على المرأة، لذا فحالما ينتهي العنف على المرأة سينتهي على المجتمع ككل والعكس صحيح".
مبينةً بأن العنف ضد المرأة ظهر مع ظهور السلطة، وزادت: "فبظهور النظام الرأسمالي ظهر فكر الدولة والهرمية، والذي بدوره خلف رجل غير حر يعنف المرأة ويخدم الدولة، والدولة تخدم النظام الرأسمالي وهذ النظام يخدم السلطة وكلها على حساب المرأة، لأن المرأة لم تقبل الظلم عليها وعلى مجتمعها لذا تم استهدافها بشكل خاص من قبل الأنظمة الرأسمالية والسلطوية منذ فجر التاريخ".
البحث عن الأسباب
وحول تقييم مؤتمر ستار لحالات العنف ضد المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل خاص أشارت رودين إلى أن العنف تفاقم بشكل كبير وبكافة حالاته مؤخراً، وقالت: "ذلك نتيجة وعيها لأنه كلما زاد وعيها زاد نضالها وإرادتها في تحقيق حريتها، وأشد أنواع العنف كان على يد رأس النظام التركي أردوغان والذي نستطيع تسميته بتريخيو العصر، لا بل جرائمه فاقت كل المراحل التي عُنفت فيها المرأة عبر التاريخ، وذلك نتيجة زيادة وعيها ونضالها للمطالبة بحقوقها، ففي المناطق التي يحتلها مع مرتزقته تتعرض المرأة لشتى أنواع العنف والترهيب من قتل واغتصاب واستغلال وسجن، فكلما يزداد وعي المرأة تزداد الهجمات عليها من قبل الذهنية الذكورية المستبدة".
ولكسر العنف ضد المرأة أوضحت رودين بأن مؤتمر ستار وضع إنهاء العنف بحق المرأة من أولوياته، وتابعت: "فمن هذا المنطلق سعينا لإنشاء هيكلية خاصة لتنظيم المرأة في كافة النواحي من خلال لجان تتدخل في جميع مفاصل المجتمع، وإيجاد سبب الخلل وحله من خلال المنسقية، فعلى سبيل المثال إن كان هناك خلل أو عنف على المرأة سببه انهيار اقتصاد المرأة تحاول لجنة الاقتصاد إيجاد حلول لتقوية اقتصادها، وهكذا الحال في كافة اللجان الأخرى فنحن نعمل كجسد واحد لمعرفة سبب الداء ومن ثم تقديم الدواء”.
دورات تدريبية توعوية للرجل
وذكرت رودين "رغم كل نضال مؤتمر ستار وكافة التنظيمات النسائية إلا إننا لا نستطيع القول بأننا أنهينا العنف على المرأة، وذلك بسبب الذهنية الذكورية في المجتمع والتي يعززها الاحتلال من خلال جرائمه في المنطقة والحرب الخاصة التي يتبعها ويستهدف فيها المرأة بشكلٍ خاص.. والسبب الآخرهوالصمت الدولي حيال الجرائم التي ترتكب بحق المرأة وعدم محاسبة المجرمين، وهذا يشجعهم على تكرارها دون خوف، ولكن نضالنا مستمر وعلى أوسع نطاق لإنهاء العنف بحق المرأة، وللوقوف في وجه الحرب الخاصة وكسرالذهنية الذكورية بدأنا تجربة جديدة وهي إقامة دورات تدريبية توعوية للرجل أيضاً، لأن المرأة نصف المجتمع والنصف الآخر هو الرجل لذا يتطلب توعية النصفين لخلق مجتمع سوي ديمقراطي حر، وكي لا يتم استغلاله من قبل الأعداء ضمن الحروب الخاصة.
واختتمت عضوة منسقية مؤتمرستار في مقاطعة قامشلو رودين عيسى حديثها قائلةً: "علينا نحن النساء في جميع العالم أن نرص صفوفنا ونكون يداً واحدة لإنهاء العنف بحقنا وخلق مجتمع ديمقراطي حر".