شهدت مكتبة البلد بجوار أبرز ساحات الحرية في مصر وهو ميدان التحرير الذي كان شاهدًا على مطالبة ملايين المصريين بالحرية، على ميلاد كتاب "عبد الله أوجلان.. مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطي الجدران" الذي يتحدث عن القائد عبد الله أوجلان وتجربته بشقيها النضالي والفكري على طريق الحرية للشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط بشكل عام.
وتحدث إلهامي المليجي، منسق المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، أن الكتاب هو عمل جماعي، جاء من المبادرة العربية لحرية القائد عبد الله أوجلان، المبادرة العربية للقائد اوجلان هي تتكون من مجموعة من المثقفين والسياسيين المصريين والعرب، أحد العضوات طرحت فكرة اصدار هذا الكتاب، تقدم بعض الزملاء لتنفيذ هذه الفكرة، ومن المشاركين أحمد بهاء الدين شعبان ، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، والدكتور على ابو الخير، مشددًا على أن الكتاب هو عمل جماعي مبادرة جماعية، وليس عمل فردي.
وأكد المليجي في كلمته التي ألقاها في الندوة، أن الملمح الثاني، أن الكتاب يعد الأول الذي يتحدث عن القائد أوجلان ويصدر بالعربية، ويصدر من مصر، مبينًا أنه كان يوجد كتاب تحدث عن مؤامرة اختطافه، صدر عن ٢ مؤلفين، هما الاستاذ رجائي فايد رحمة الله عليه، وأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان، هذا الكتاب يتناول في مجمله حياة عبد الله أوجلان سواء فكره او سيرته، أو حياته الحزبية، التجربة الأولي الذي يصدر بالعربية، بطل هذا الكتاب هو القائد أوجلان.
وأضاف منسق المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، أن القائد عبد الله أوجلان ليس مفكر كردي فحسب، ولكنه مفكر أممي إذا جاز التعبير، أوجلان ليس مجرد مفكر أو سياسي أو كردي يهتم بالقضايا، ربط قضايا الكرد والأقليات في العالم، اجتهد وبحث عن حل لمشكلة الأقليات في العالم، وليس الكرد بعينهم، كما أن عبد الله أوجلان فضلا عن أنه مفكر وفيلسوف، فإنه مناضل له تجربة نضالية طويلة، بدأ مشواره بأنه نشأ في منطقة ريفية، تأثر بهذا المناخ الذي به ظلم اجتماعي واضح، بالتالي انحاز لفكر اليسار، ثم تطور فكره ما بين كردي وما بين قضايا المجتمع، وصل لقناعة أن قضايا المجتمع لا تنفصل عن العرق الذي ينتمي إليه، وتعرض للاضطهاد على مدى عقود
وبين المليجي، أن من ساهم بشكل أساسي في اختطاف أوجلان هي المخابرات الأمريكية والمخابرات الإسرائيلية، وكان أوجلان في كتاباته له موقف واحد لا لبس فيه من الأمريكان، وإذا قرأنا فكر أوجلان وحزب العمال ستجد أن كلها ضد فكر الإمبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، والدليل على ذلك أنه عندما سقطت عفرين دخلها الأتراك بغض طرف أمريكي، وتحالفت واشنطن مع الأكراد تحالف المضطر ضد جماعات داعش في شمال وشرق سوريا، وهو تحالف الضرورة،.
بينما كشف أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن القضية الكردية قضية عدل وحق مثلها مثل القضية الفلسطينية، و ارتباط جيلهم بالقضية الفلسطينية باعتبارها محور ارتكازها في وعيهم القومي، دفاعا عن المصالح المصرية الوطنية باعتبارها قضيتهم الاساسية، ارتباطنا بالقضبة الفلسطينية وبفكرة العدالة والدفاع عن الحق وحماية المصالح الوطنية، مشيرًا إلى أن ذلك ولد حساسية شديدة لكل قضية حق وعدل، والقضية الكردية قضية شعب له حقوق، المصريين والعرب يتحسسون من الحديث عن القضية الكردية.
وأكد شعبان في تصريح خاص لوكالة فرات، وقد تم تمزيق الشعب الكردي كما تم تمزيق الشعب العربي في اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، وهي قضية عادلة ينبغي النظر إليها من مفهوم يحترم الإرادة الشعبية، والثقافة العامة لكل المجتمع بصرف النظر عن المزاج القومي المتعصب الذي أحيانا يتجاوز الحدود، مبينًا أنه لا يجب أن يتصور الشعب الكردي في أي حال من الأحوال أن واشنطن وتل أبيب سيعطون حقوق الشعب الكردي.
وأوضح رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن علاقته بالقضية الكردية بدأت منذ ٢٥ عام، مع عملية اختطاف القائد عبد الله أوجلان بمؤامرة شاركت فيها كل الأنظمة، أوربية وغربية.وشرقية والمخابرات المركزية سي اي ايه، والموساد وغيرها، ثم اعتقلوه في جزيرة امرالي بعيداً عن أهله وناسه وحزبه، وكانت قضية غريبة لرجل اجتمعت عليه الأنظمة العالمية التي اختطفته وزجت به في السجن
وبين شعبان، أنه تقابل مع رجائي فايد رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، الذي بذل مجهود كبير لتعريف الشعب المصري بالقضية الكردية ثم بالقائد عبد الله أوجلان، مبينًا أنه تقابل مع رجائي فايد ثم اشترك معه في إخراج هذا الكتاب الذي جاء بعنوان أوجلان الزعيم والقضية واستغرق ٣ اسابيع و كان كتاب أولي، لا يتوفر به المعلومات المتاحة الآن ، ولكن ميزته ظهر بسرعة لسخونة الحدث، للتعريف بالقضية الكردية.
وتابع رئيس الحزب الاشتراكي المصري، تعلم عن قضية شعب وله وجود، وله ثقافة، اكتشفت أن رموز من أثروا في حياة الشعب المصري من أصول كردية ، مثل صلاح الدين الأيوبي، والشيخ محمد عبده، والفنانة سعاد حسني ونجاة الصغيرة، وقاسم امين، وعائلة بدرخان، وعائلة تيمور، وعائلة مشرفة، ومحمود المليجي، وعادل ادهم، فماذا بقي من الشعب المصري، حيث أن هناك تداخل عميق، هذه المنطقة كانت منطقة واحدة لا يوجد جواز سفر ولا حدود، حيث كانت مصر ملاذ لكل المضطهدين والباحثين عن الحرية ولكل أصحاب القضايا، وكان هناك رواق الأكراد في الأزهر مفتوح لعلماء الكرد، وصدرت أول جريدة كردية من مصر وهي جريدة كردستان، وكانت مصر ولازالت وستظل تجمع كل أنصار الحرية في العالم العربي والشرق الأوسط .
وأشارشعبان، إلى أنه فيما يخص القضية الفلسطينية كتب عن منطقة الشجاعية بغزة، والتي حدث بها معركة كبيرة خلال فترة ما بعد ٧ اكتوبر، وعندما قرأ عن الاسم وجد أن الشجاعية يعود إلى اسم أحد القادة الأكراد في الدولة الأيوبية خاض معركة كبيرة في مواجهة الصليبيين والفرنجة، لحماية من مصر والشام من غزوة لدخول تلك المناطق،قاده جيش أيوبي شجاع الدين عثمان الكردي. واستطاع أن يهزم الفرنجة في تلك المعركة، وهو استشهد في معركة أخرى ولذلك أطلقوا اسمه على كي كبير وأقاموا له نصب تذكاري، وبالتالي بعدما استشهد أطلقوا عليه وأصبح حي الشجاعية.
وأردف رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن أوجلان شخصية هامة جدا وهو يشبه ويقترب في ملامحه من شخصية نيلسون مانديلا، الذي بقى في محبسه ٢٧ سنة، وجلس في زنزانة منفردة حتى سقوط نظام الفصل العنصري، في جنوب أفريقيا، وخرج أصبح أيقونة للنظام التحرري في العالم كله، وأوجلان فيه هذه السمات لأنه جلس في المعتقل ٢٥ سنة لا يلتقي بأهله ولا ناسه ولا المواطنين ولا حزبه، فهو معزول عن كل شيئ، ومع ذلك استطاع أن يكتب ٤٠ ألف صفحة من الكتابة الفلسفية العميقة، فيها تحليل ورؤية وابتكار مكتوبة بدم القلب وليست كتابة فض مجالس، وهي كتابة حقيقية حتى من يختلف معه لا بد أن يحترم ما كتبه، لأنه انتزع نفسه في بيئة معادية ونجح في كتابة تلك الكتب، حتى من يضطلع على المانيفستو يجد أنها كتابات مفكر كبير يجب أن تضع كتاباته موضع النظر سواء اختلفت أو اتفقت معه.
واستكمل شعبان أن أهم الأفكار التي طرحها عبد الله أوجلان هي فكرة الأمة الديمقراطية، وهي فكرة تبدو في أول وهلة أنها نوع من الأحلام والأوهام الرومانسية، التي ترغب في حل المشكلة الكردية بشكل غير تقليدي، ولكن عندما تتعمق بها تكتشف أن بها جانب حقيقي بحب النظر إليه باهتمام
بينما الدكتورة في العلوم السياسية، فرناز عطية، والباحثة في شؤون الشرق الأوسط ، أكدت أن عنوان الكتاب معبر عن الكتاب وأفكار أوجلان والفترة النضالية التي خاضها سواء فترة النضال أو فترة الاختطاف والاعتقال ، اعتقدت القوى الدولية المتأمرة أن خطف وسجن القائد في سجن امرالي سينهي القضية الكردية ويوقفه عن النضال والابداع الفكري لقد اعتقدوا أن باعتقاله سيتوقف الفكر والإنتاج المسهب ، أو ستعرقله حوائط السجن والجدران، ولكنه حدث العكس، المعتقل الخاص به تحول إلى مدرسة فكرية، كان فكره شامل لجوانب عديدة جدا سياسية. واجتماعية واقتصادية، وفلسفية.
وأكدت عطية في مداخلتها، أن فكر عبد الله أوجلان لأول مرة تنجذب إليه، يوجد به صعوبات لأنه يأخذ الجانب الفلسفي إلا أن تلك الصعوبات هي ما تحفز على البراءة مرة واثنين وثلاثة
وأضافت الباحثة في الشأن الكردي، أنها أعدت الجزء الخاص عن المرأة، ورغم أنها كانت مضطلعة على هذا القسم من فكر القائد أوجلان، ولكنها عندما جاءت تقرأ وتكتب من مرافعات القائد أوجلان اكتشفت جوانب لم تكن تسلط عليها الضوء من قبل ومرت عليها مرور الكرام إلا أنها بدأت تستوقفها، هي ميزة ليست موجودة عند كثير من المفكرين.
وتساءلت عطية بعد أن قرأت فكر القائد عبد الله أوجلان عن المرأة عن جدوى التأثر بالغرب مع وجود نماذج مثل عبد الله أوجلان، خاصة وأنه عاش الواقع وحاول أن يجد حلول لازماته، وهي ليست مشكلات مقنعة أو زائفة، ولكنه تحدث عن واقع المرأة في الشرق الأوسط ليست المرأة العربية أو الكردية فقط، لكن واقع المرأة عموماً، لأنه حتى في الغرب هناك تعنيف للمرأة وعدم مساواة بينها وبين الرجل واستغلال لها، فعلى سبيل المثال، في الاعلانات يستغلوا عنصر المرأة لجنون من خلفها أرباح طائلة، ولا تجني هي سوى القليل من المال. وأكدت عطية أن نموذج المرأة الحرة لدى القائدأوجلان شي فريد من نوعه وهو مكسب لكل النساء في العالم العربي والعالم.
كشف الدكتور علي أبو الخير الباحث المتقاعد في وزارة التعليم المصرية وأستاذ زائر في التاريخ الإسلامي، أنه في عام ١٩٨٠ زار دهوك والسليمانية وقضاء خانقين وصلاح الدين وتعرف على مظلومية الشعب الكردي، مبينًا أن الطلاب المصريين يدرسون وعد بلفور وسايكس بيكو ولكن قليل من العرب من يهتمون باتفاقيات مثل سيفر ولوزان، وترك العرب الكرد يواجهون مصيرهم في مهاباد وفي شمال كردستان، بل إن كثيرون اتهموا الأكراد ولم يدينوا صدام حسين وتركيا بعد مجزرة حلبجة.
وأكد أبو الخير في كلمته في الندوة، أنه أثناء كتابة رجائي فايد وبهاء الدين شعبان لكتابهم "اوجلان الزعيم والقضية" أصدر سلسلة مقالات في جريدة الوفد عن القضية الكردية.
واعتبر الباحث المتقاعد في وزارة التعليم المصرية والأستاذ الزائر في التاريخ الإسلامي، أن التخلف عن القضية الكردية هو تخلف عن الإنسانية والفكرية والإسلامية كلها في درب من الدروب، مطالبًا المبادرة العربية لحرية أوجلان بإرسال ملف القائد أوجلان إلى الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي ، خاصة وان الشعب الكردي هو شعب مسلم سني، فلماذا لا يكون لهم صوت في هذه القضية، وإرسال مطالبات لكل تلك المنظمات بالإضافة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي وكل المنظمات الإقليمية والدولية. وأكد أهمية بل مزيد من الجهود في سبيل إطلاق سراح القائد أوجلان وحل القضية الكردية.