من القيادة الجديدة إلى الحرية الجسدية لأوجلان..دلالات المؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الديمقراطي

حمل المؤتمر الأخير لحزب الاتحاد الديمقراطي العديد من الرسائل سواء للمجتمع داخل سوريا أو لصناع القرار إقليميا ودوليا، لا سيما الشعار الذي رفعه المطالب بالحرية الجسدية للقائد أوجلان وترسيخ الإدارة الذاتية، كما أفرز قيادة جديدة للحزب.

انعقد المؤتمر العاشر لحزب الاتحاد الديمقراطي، تحت شعار (معاً من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، ترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا ديمقراطية)، بحضور  770 عضو يمثلون جميع ساحات الحزب في داخل وخارج سوريا، كما حضر ممثلين القوى والأحزاب السياسية السورية والكردستانية، ومن البلدان العربية وبعض من الأحزاب الاشتراكية العالمية؛ ومن الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية وحركة المجتمع الديمقراطي ومؤتمر ستار.

القيادة الجديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي

وانتخب المؤتمر بروين يوسف، وغريب حسو كرئاسة مشتركة جديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بدلاً عن صالح مسلم وآسيا عبد الله، وجرى الانتخاب عن طريق الانتخاب المباشر، وتمت الموافقة عليه من قبل جميع مندوبي الحزب المشاركين في المؤتمر، واختتم المؤتمر بانتخاب 90 عضواً  في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي .

وقلّص حزب الاتحاد الديمقراطي عدد أعضاء المجلس العام من 145 إلى 90 عضواً، وذلك بعد المصادقة عليه بالموافقة عليه بالإجماع على جميع المتغيرات والتعديلات التي طرأت على النظام الداخلي.

تقول زينب قنبر عضوة مجلس سوريا الديمقراطية في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن القيادة الجديدة لحزب الإتحاد الديمقراطي وهو استاذ غريب حسو وبروين يوسف هما من الرفاق المميزين و يمتلكون شعبية كبيرة بالاضافة للتفوق فكرياً وسياسيا ولهما تاريخ نضالي ومنذ بداية الحراك السوري كانا سباقان للانخراط والعمل، مبينة أن الأمور تمت بانتخابات شفافة.

 وأضافت، أن غريب حسو من الرفاق القدماء في صفوف الحزب وكان ممثلا للادارة الذاتية في شمال العراق، وعمل رئيساً مشتركاً لأكثر من دورة لتنظيمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا، وكان عضواً في حزب الاتحاد الديمقراطي منذ تأسيسه و وينتمي لعائلة وطنية.

وأشارت عضو مجلس سوريا الديمقراطية، إلى أنه يمكن أن ينجح غريب حسو بعد توليه رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي في تحسين العلاقة بين بشاور وروج آفا، لأنه سياسي ودبلوماسي و له اسلوب مميز في الطرح والتوصل لنتائج.

كما تطرقت "زينب قنبر" إلى دور بروين يوسف الرئيسة المشتركة الجديدة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بأن دورها لا يقل عن غريب حسو، حيث كانت رئيسة مشتركة لمقاطعة قامشلو، وعملت في مهام مختلفة ونجحت، وهي قوية ومتعمقة بالفكر، وتمتلك حيوية وطاقة وأسلوب تؤهلها للنجاح في مهامها، وهي أيضاً تنحدر من عائلة وطنية، مبينة أن لديها أمل وثقة بأنهما سينجحان في مهامهما.

ويقول جمال شيخموس، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن القيادة الجديدة بروين يوسف وغريب حسو أشخاص لائقين لديهما موسوعة فكرية جيدة ويتقبلان الآخر، وقريبين من نهج فلسفة الأمة الديموقراطية، وجاءوا عبر انتخابات ديموقراطية، وهي قيادة نزيهة، وتعمل المطلوب منها.

الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان

كانت حرية القائد أوجلان الشعار الرئيسي للحزب وهو "معاً من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو"، كما جاءت من نتائج المؤتمر العاشر للحزب تصعيد النضال بكافة الوسائل المشروعة من أجل تحقيق حرية القائد آبو الجسدية.

ويوضح شيخموس، أن الشعار الذي رفعه الحزب (معاً من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، ترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا ديمقراطية)، كان معبرا مائة بالمائة، لأن الحزب مدين لوجود فكر فلسفة الأمة الديمقراطية، وبوجود فكر القائد عبد الله، ولا يحكي شعارات، مبينا أن القائد عبد الله أوجلان هو أخرجهم من الظلمات، وهو الذي أضاء لهم الطريق، على عكس ذهنية الدولة القومية والعالم الواحد والشعار الواحد والقائد الواحد والأمة الواحدة، والتي تري أنه تنهار الدولة ولا تنهار تلك النظرية.

وأضاف، أن اتفاقيات سايكس بيكو، وبعدما تم إعلان أو  تقسيم كردستان على 4 دول هذه الدول تبنوا فكرة الدولة القومية، ولكن منذ عام ٢٠١١ إلى الآن الفكر القومي لم يعد له قبول بالشرق الأوسط والعالم بشكل عام، وفشلت هذه الذهنية وفشلت الأيديولوجية القومية وما عادت تلبي حاجات المجتمع، والدولة القومية تخدم القيادة والعصابة التي حول القيادة وتخدم الحزب الواحد، بل أصبحت تساهم الذهنية الشوفونية والقيم الغير أخلاقية.

وأشار العضو بحزب الاتحاد الديمقراطي، أن القائد عبد الله أوجلان جاء وخلص شمال شرق سوريا من هذه الذهنية بفضل فلسفته، وفكره المتنور، وبفضل فكر الأمة الديمقراطية، موضحا أنه رغم أن هذا الفكر لم يطبق مائة بالمائة ويمكن أن يطلق عليه البعض فكر خيالي، ولكنه نجح في شمال شرق سوريا أن يجعل الكردي والمسيحي والسرياني والتركماني وجميع الأطياف يجلسون مع بعض ويوجد تفاهمات نتيجة نظرتهم الإيجابية للأمة الديمقراطية ونظرتهم للأيديولوجيا الغير قومية، ويجتمعون على  الايديولوجيا التي تتبنى إرادة الشعوب، وتبني تحرير المرأة ، وتتبنى كل القيم الأخلاقية في المجتمع.

دعا شيخموس القيادة الجديدة أن ينتشر هذا الفكر في جميع دول العالم ومناقشته، مبينا أنه على الشعوب المضطهدة التي لم ترى النور في حياتها والشعوب التي لا زالت تحت الظلمات أن يتبنوا فلسفة القائد عبد الله أوجلان، لأنها الفلسفة التي تبني الإنسان وتبني مجتمع أخلاقي سياسي ديمقراطي تتعايش فيه جميع شعوب المنطقة وجميع المكونات وجميع الأديان وجميع الأطياف.

وبين عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، قائلاً: "لابد أن نعيد الدين الذي علينا للقائد اوجلان لأنه ضحى بحريته الجسدية وحياته ولو قبل القائد عبد الله أوجلان نظام تركيا يمكن أن يكون مسؤول بالكيان القديم أو رئيس الجمهورية أو وزير دفاع، ولكنه ضحى بنفسه من أجل الشعوب المضطهدة ومن أجل الإنسانية، ولذلك علينا واجب أننا بقدر الإمكان نطالب بالحرية الجسدية للقائد اوجلان الذي ضحى بكل مايملك من قوة من أجل الشعوب".

ترسيخ الإدارة الذاتية

كان الشعار الثاني الذي تبناه حزب الاتحاد الديمقراطي في مؤتمره هو ترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا ديمقراطية، وهو ما أكد عليه البيان الختامي للحزب الذي شدد على الحل السياسي للقضية الكردية، وترسيخ الإدارة الذاتية، وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، والعمل على تطوير نظام الحماية الذاتية وحرب الشعب الثورية والاقتصاد المجتمعي وتطوير العمل الدبلوماسي وعقد علاقات مع الأطراف الكردستانية والدولية والإقليمية والمجتمعية، وتعزيز وتقوية ودعم قوات سورية ديمقراطية.

 وشدد الحزب على أن حل الأزمة السورية لن يتم دون تحرير كامل الجغرافية السورية من الاحتلال التركي وعودة آمنة للمهجرين إلى أرضهم، ومناهضة عمليات التغيير الديمغرافي وكافة جرائم الحرب بحق الأهالي والمهجرين ومقدراتهم، وبشكل خاص ما يتعرض له السكان في عفرين وسري كانيه "رأس العين" وكري سبي "تل أبيض" وباقي المناطق السورية.

وحول تلك النقطة، يقول شيخموس، أن الشعار الثاني وهو ترسيخ الإدارة الذاتية  هو الأساس الذي يسعى إليه الحزب، وهو تثبيت الإدارة الذاتية، راجيًا أن يحدث اعتراف دولي عربي او أوروبي لأن الشعب في شمال شرق سوريا ناضل نيابة عن الشعوب الأوروبية والأمريكية وحتى العربية ضد داعش الذي قضي عليها ذهنية عبد الله أوجلان وحواري  القائد أوجلان الذين تتلمذوا على مبادئه وأفكاره  رغم كل كل ما يملك داعش من خراب.

وربط عضو حزب الاتحاد الديمقراطي بين قضيتي الحرية الجسدية للقائد وترسيخ الإدارة الذاتية، مبينًا أن أعضاء الحزب بذرة في هذه الفلسفة، وأنه يجب أن يناضلون  من أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، لأن ترسيخ الإدارة الذاتية وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية سيتحقق إذ تحققت الحرية الجسدية للقائد أوجلان، لأنه بتحرير أوجلان ستتحرر جميع المجتمعات المضطهدة .