وأتت تصريحات البرلماني المصري عاطف مغاوري، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، في تعقيب على الهجمات التركية المتواصلة للاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، مشدداً على ضرورة أن يتم وضع حد لهذا العنف والخصومة التي تشكل تركيبة العلاقات بين الكرد والأتراك خاصة في شمالي سوريا وشمالي العراق، لحقن الدماء ووقف سقوط هؤلاء الضحايا الأبرياء.
وأضاف مغاوري أن إطلاق النظام التركي سراح أوجلان وفتح حوار مع الكرد بما يحافظ على وحدة الدول وفي نفس الوقت يحترم حقوق الآخر هو المفتاح لحل هذه القضية، لأن نفي الآخر لن يحل مثل هذه المشكلات، وكما أن الصراع مع الكرد يضع أنقرة في قفص الاتهامات بأن لديها أطماع توسعية، ومن ثم فإن وقف التدخلات التركية في شمال سوريا وإنهاء الدعم التركي المقدم للتنظيمات الإرهابية التي تشكلت في سوريا أمر ضروري.
استمرار سجن أوجلان
ووجه البرلماني المصري رسالة كذلك إلى الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا دعاهم فيها إلى ضرورة التمسك بلحمة ووحدة الأراضي السورية، لأن هذا سيسقط أي دعاوى لتركيا لشن هجمات على مناطق الكرد بداعي أنها لا تخضع للسيادة السورية، مشدداً على ضرورة أن تعيد أنقرة النظر في حبس عبدالله أوجلان الذي المسجون منذ التسعينيات، مؤكداً أن هذا أمر غير مستصاغ.
والجدير بالذكر أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا ترفض رفضاً تاماً أي مساع للانفصال عن الدولة السورية أو تقسيمها، بل تتمسك بوحدتها وسيادتها على أراضيها، لكنها تؤمن في الوقت ذاته بإمكانية إقامة نظام سياسي ديمقراطي يتيح للمناطق التي تتمتع بخصوصية ثقافية واجتماعية مختلفة أن يكون لها نظامها الإداري أو التنفيذي الخاص بها بما يراعي تلك الخصوصيات، ويتيح لأبنائها التمتع بحقوق هويتهم في إطار الدولة الواحدة، وكذلك ترفض فكرة الدولة القومية التي صنعتها قوى الإمبريالية العالمية والتي تحولت إلى أداة لقمع القوميات الأخرى لحساب القومية التي تحكم البلاد.
وأكد مغاوري أن تقليل الحكومة التركية من الحقوق الثقافية والاجتماعية للكرد غير مقبول، فهم جزء من النسيج الوطني داخل الدولة التركية، وفي نفس الوقت عليها عدم المساس بأراضي سوريا والعراق، كما أنه من غير المقبول أن تنتهك أنقرة سيادة سوريا والعراق بداعي محاربة حزب العمال الكردستاني، فهذا ليس من حقها، خاصة أن الشرق الأوسط لم يعد يحتمل مزيداً من الإجرام وحرب المدنيين.
عدم تكرار الإبادة
وفي سياق تصريحاته أيضاً، قال الدكتور عاطف مغاوري إننا نرى مواقف تركيا الرافضة "للمجازر الصهيونية وحرب الإبادة" بحق الشعب الفلطسيني، وبالتالي على الحكومة التركية ألا ترفضها في فلسطين وترتكبها في شمال وشرق سوريا أو في الجنوب الشرقي من الأراضي التركية، كما شدد على ضرورة أن يكون هناك تفاوض بين الترك والكرد، وأن تكون كل الأمور مطروحة على الطاولة من أجل التوصل إلى حل ينهي ثنائية العنف هذه.
ودعا البرلماني المصري النظام التركي إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الكرد لتكوين الأحزاب السياسية بمنتهى الحرية، وكذلك احترام نتائج الانتخابات البلدية التي تأتي بالقيادات الكردية بدلاً من حلها، مشيراً إلى أن السلطات التركية بمجرد ما أن ترى حزباً كردياً يظهر ولديه إيمان بالحقوق الثقافية والاجتماعية للكرد أو حتى مجرد تعاطف سرعان ما تتخذ إجراءات ضده سواء عبر إلقاء القبض على قياداته وإحالتهم إلى المحاكم أو حل هذا الحزب.
الفكرة لا تموت
ولفت مغاوري إلى ضرورة أن يأخذ النظام التركي في اعتباره أن العنف لن يحقق أية نتائج، لأن الأفكار لا يمكن أن تموت بالحلول الأمنية أو الإجراءات الاستثنائية، وإنما يجب اللجوء إلى الحوار، خاصة أن التفاعل طبيعي بين الكرد والأتراك، كما شدد على ضرورة أن يكون هناك حوار عربي كردي في بلادنا العربية من أجل الحقوق الثقافية والاجتماعية للكرد دون المساس بوحدة الدول، وكذلك الحال في الداخل التركي، لأن المنطقة لا تتحمل.
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، قال مغاوري: "أنا أعلم علم اليقين أن هناك قيادات كردية نعتز بها ونقدر مواقفها، وهي ضد الانفصال والاستقلال أو تشكيل دول منفصلة، لكنها مع السعي إلى نيل الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للكرد".