"خط النهاية" الأمريكي لمفاوضات وقف إطلاق النار.. هل يحمل جديداً لأبرياء غزة؟
حديث أمريكي ليس الأول عن الاقتراب من وقف إطلاق النار في غزة، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقول جازماً إن المفاوضات اقتربت من خط النهاية.
حديث أمريكي ليس الأول عن الاقتراب من وقف إطلاق النار في غزة، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يقول جازماً إن المفاوضات اقتربت من خط النهاية.
أعرب بلينكن خلال منتدى في كولورادو، يوم الجمعة، عن اعتقاده "أننا على بعد بضعة أمتار وأننا نتجه إلى خط النهاية للحصول على اتفاق يؤدي إلى وقف لإطلاق النار ويعيد الرهائن إلى ديارهم، ويضعنا على سكة أفضل في محاولة لبناء سلام واستقرار دائمين"، وفق تصريحاته التي أثارت الآمال لدى البعض فيما قلل كثيرون من أهميتها.
وقال بلينكن في تصريحاته إن "ثمة مسائل لا تزال تتطلب حلاً، (مسائل) برسم التفاوض. وهذا بالضبط ما نقوم به"، مذكراً بأن كلا من إسرائيل وحماس وافقتا على الاتفاق الإطار الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أسابيع عدة"، مضيفاً أن "القضية راهناً تتمثل في القدرة على إنهاء المفاوضات حول عدد من النقاط الحساسة والتي لم تصادق عليها حماس بعد".
حديث للاستهلاك الداخلي؟
في هذا السياق، يقول السفير معلوف مسعود سفير لبنان الأسبق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تصريحات أنتوني بلينكن مجرد كلام موجه للداخل الأمريكي في المقام الأول، وتحديداً للجاليات المسلمة والعربية والأفريقية الأمريكية، بأن الإدارة منصرفة لمعالجة أزمة غزة وتتحرك من أجل وقف إطلاق النار.
وأوضح معلوف أن هذا يأتي لأننا كما نعلم في سنة الانتخابات الرئاسية، وكثيراً من أبناء هذه الجاليات وخصوصاً الأفريقية ابتعدوا عن الرئيس جو بايدن والمرشح لولاية ثانية، علماً أن هؤلاء يتركزون فيما يعرف بالولايات المتأرجحة التي منحت للرئيس المنحدر من الحزب الديمقراطي الفوز خلال انتخابات 2020 على حساب خصمه ترامب الذي ينافسه أيضاً في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبلة، لكنها الآن ضده بسبب مواقف إدارته من الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
ويقول السفير معلوف مسعود إن سبباً آخر لهذه التصريحات يعود إلى أن الإدارة الحالية تحاول إرسال رسالة موجهة إلى الحزب الآخر أي الجمهوريين مفادها إثبات أن الرئيس جو بايدن يعمل بكامل قواه العقلية وأنه قادر على التعامل مع هذا الملف المعقد، بل ويتحدث عن اقتراب من وقف لإطلاق النار، وذلك وسط الشكوك العديدة التي تطال الرئيس الحالي بشأن قدراته الذهنية والعقلية.
ويلفت الدبلوماسي اللبناني السابق إلى أن هذه التصريحات من قبل وزير الخارجية الأمريكية ربما تحمل رسالة إلى إسرائيل كذلك، خاصة قبيل قدوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بناء على دعوة من نواب أمريكيين لإلقاء خطاب أمام الكونجرس الأمريكي الخطاب المقرر له يوم الأربعاء المقبل.
وبعد أكثر من 9 أشهر من الحرب المدمرة على قطاع غزة، لا تزال المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار متعثرة، فيما أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن "بلوغ خط النهاية" بالنسبة إلى وقف النار "ليس كافياً"، إذ شدد على ضرورة بلورة "خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب بهدف تجنب السقوط في الفوضى".
وعلى مدار الفترة الماضية عجت الولايات الأمريكية بالاحتجاجات التي ترفض نهج الإدارة الأمريكية تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لا سيما بين قطاعات الشباب والجاليات العربية والإسلامية والأفريقية، بل وأدت سياسة واشنطن الداعمة لإسرائيل رغم ما ارتكبت من مجازر يندى لها الجبين إلى استقالات لبعض المسؤولين داخل الإدارة الأمريكية.
يقول الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح الفلسطينية، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن التصريحات الأمريكية باقتراب موعد الوصول إلى اتفاق تهدئة ليست جديدة، فقد صدرت عن عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين في السابق، مضيفاً أن هذه التصريحات تكشف عن رغبة كبيرة لدى الديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية.
لكن الرقب أعرب عن اعتقاده أنه لا اتفاق بشأن وقف إطلاق النار قبل زيارة نتنياهو المقررة إلى واشنطن، مشيراً إلى هذه الزيارة ربما تحمل بعض المتغيرات، وقد يوافق الأخير بالفعل ويتم التوقيع على الاتفاق وقد لا يحدث ذلك، وبالتالي سيكون علينا الانتظار هنا إلى حين وصول نتنياهو إلى واشنطن.
وأعرب السياسي الفلسطيني كذلك عن توقعاته بأنه لن يتخذ أي قرار من قبل المسؤولين الإسرائيليين قبل هذه الزيارة، خاصة أنه في اللقاء الأمني الذي عقد بمشاركة أمريكية إسرائيلية فلسطينية كانت هناك عروض لإدارة المعبر بمشاركة السلطة الوطنية الفلسطينية ولكن دون علم نتيناهو، ولهذا ما يقوله بلينكن لا يعبر عن موقف حقيقي ولا يزال أمامنا وقتاً ننتظره إلى حين ما بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن الذي يرفض الاتفاق.
وتقول تقارير إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى ترتيب اجتماعين مع المرشحَين للرئاسة الأمريكية؛ الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن والرئيس السابق المرشح الجمهوري الحالي دونالد تراِمب، خلال زيارته المقررة إلى واشنطن والتي تتضمن إلقاء كلمة أمام الكونجرس.