بطلًا لنشاط طلابي.. القائد أوجلان يظهر في إحدى الجامعات المصرية
تبقى شخصية القائد أوجلان دائمًا مصدر إلهام وتأثير، بما يمتلك من "كاريزما" تخطت نطاق حدودها المحلية إلى نطاق إقليمي وعالمي رحب، تجتذب المريدين في كل شبر من المعمورة.
تبقى شخصية القائد أوجلان دائمًا مصدر إلهام وتأثير، بما يمتلك من "كاريزما" تخطت نطاق حدودها المحلية إلى نطاق إقليمي وعالمي رحب، تجتذب المريدين في كل شبر من المعمورة.
ولهذا ليس من المستغرب أن يظهر القائد "أبو" في إطار نشاط طلابي بإحدى الجامعات المصرية، حيث نظم طلاب الفرقة الثالثة بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة دمنهور المصرية نموذج محاكاة لعدد من الشخصيات ذات التأثير الوطني العابر للحدود، وكان على رأسهم القائد عبدالله أوجلان، إلى جانب الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والزعيم الليبي الراحل عمر المختار.
ويأتي هذا في وقت لا يزال القائد عبدالله أوجلان مسلوب من أدنى حقوقه، من جراء العزلة الجسدية التي فرضها عليه نظام القمع والفصل العنصري التركي، بوضعه في سجن إمرالي وحرمانه من التواصل مع ذويه ومحاميه منذ فترة طويلة، فيما يمر ربع قرن على مؤامرة اعتقاله، وذلك بالمخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة بملف حقوق الإنسان.
تفاصيل المحاكاة
تفاصيل هذا النشاط الطلابي يكشفها الأستاذ الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة دمنهور، إذ قال إن محاكاة شخصية عبدالله أوجلان أتت في إطار نشاط لطلاب الفرقة الثالثة بقسم التاريخ بالكلية، يتم تنفيذه في إطار مادة القضايا التاريخية المعاصرة، وتم اختيار عدد من الشخصيات المؤثرة، خصوصًا تلك التي يتخطى تأثيرها نطاقها المحلي ووصل إلى العالمية.
وأوضح الإمام، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه فيما يخص أوجلان، فقد تم إعداد نموذج يتضمن معلومات عن سيرته ومسيرته النضالية وأبرز محطات حياته، وتم تقسيمها على الطالب محمد تركي، الذي حاكى النصف الأول من حياته، والنصف الثاني روته الطالبة شيماء البنا، فيما تناولت الطالبة مريم الحاجري رؤية النظام التركي، والطالبة إيمان المرشدي عبرت عن رؤية الشعب الكردي، والطالبة هدي الجمل التي قدمت النقد الموضوعي، فيما استعرض الطالب محمد محي بعض الأقوال المأثورة للمفكر عبدالله أوجلان.
وأعرب الأستاذ الدكتور محمد رفعت الإمام عن شكره لطلابه الأعزاء على هذه المحاكاة، موجهًا تحية مصرية إلي القائد المفكر عبدالله أوجلان، الذي يعتبر أيقونة في البحث عن الحرية والعدل والمساواة، كما أنه بذل في سبيل ذلك جهودًا شاقة، وكان لديه إرادة واعية تسعى لتلك الأهداف ليس من أجل قوميته فقط، بل من أجل كافة الشعوب المضطهدة.
سيرة أوجلان
وأهم ما تضمنته المحاكاة من معلومات أن القائد عبدالله أوجلان ولد في 4 أبريل/نيسان عام 1948 في قرية أمارا بولاية أورفة الواقعة جنوب شرق تركيا، ويُعرف بـ"أبو" بين مريديه ومعناه العم وهو قائد حركة تحررية مسلحة هي حزب العمال الكردستاني.
كما درس العلوم السياسية في جامعة أنقرة، لكنه لم يكمل دراسته، فقد عاد إلى مدينة آمد (ديار بكر)، وقد تأثر بقوميته الكردية ونشط في الدعوة لها وأسس في عام 1978 حزب العمال الكردستاني، الذي بدأ في عام 1984 عمليات عسكرية في تركيا والعراق وإيران وسوريا، بغرض إنشاء وطن قومي للكرد.
مؤامرة الاعتقال
أشارت المحاكاة إلى أن أوجلان كان موجودًا في سوريا حتى عام 1998، في زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ولما تدهورت العلاقات السورية – التركية في تلك الفترة، هددت أنقرة دمشق على الملأ بخصوص دعمها لحزب أوجلان، ونتيجة لذلك اضطر أوجلان إلى الرحيل من الأراضي السورية، لكن السلطات السورية لم تسلمه إلى نظيرتها التركية.
بعد ذلك ذهب أوجلان إلى روسيا، ومن هناك إلى إيطاليا ثمّ اليونان، وفي عام 1998 وأثناء تواجده في إيطاليا طلبت الحكومة التركية تسليمه، وفي 15 فبراير/شباط 1999، تم القبض عليه في كينيا، بعملية مشتركة بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ووكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، وإسرائيل، ليتم نقله بعدها جوًا إلى الأراضي التركية للمحاكمة بطائرة خاصة، ثم يتم وضعه في الحجز الانفرادي في سجن إمرالي ببحر مرمرة.