عبر 3 مسارات.. تونس تتحرك تحسباً لإعادة تركيا مقاتلين تونسيين من سوريا
تؤكد العديد من التقارير على مدار الأيام الماضية أن تونس تتخذ عديداً من الإجراءت؛ تحسباً لمخطط تركي بإعادة مقاتلين تونسيين من سوريا وليبيا إلى الأراضي التونسية.
تؤكد العديد من التقارير على مدار الأيام الماضية أن تونس تتخذ عديداً من الإجراءت؛ تحسباً لمخطط تركي بإعادة مقاتلين تونسيين من سوريا وليبيا إلى الأراضي التونسية.
تونس التي انتفضت قبل نحو 3 أعوام ضد حكم حركة النهضة التابعة لتنظيم الإخوان الدولي الإرهابي وأسقطتها، كانت في مواجهة شديدة، بل شرسة مع تركيا حليفة الحركة ومع الجماعة، خاصة وأن السلطات التونسية الحالية لم تنسى قط تورط هؤلاء في تسفير آلاف الشباب التونسي للقتال في سوريا مروراً بليبيا ثم تركيا.
وكان التونسيون يدركون أنه سيأتي وقت ما ليتم إعادة توظيف هؤلاء المقاتلين والإرهابيين التونسيين مرة أخرى عبر إعادتهم إلى تونس، وربما يكون الوضع الحالي هو الوقت المناسب، مع سيطرة هيئة تحرير الشام على الحكم في سوريا برعاية تركية – إخوانية، وفي ظل المواجهة الشرسة للرئيس التونسي قيس سعيد مع تنظيم الإخوان وأنقرة.
ماذا حدث؟
ما حدث أن شركة الخطوط الجوية التونسية أعلنت قبل أيام إجراءات جديدة لاستقبال ركاب الرحلات الجوية القادمة من تركيا، والتي أوضحت أنه تبعاً لقرار من السلطات التونسية للمطارات، سيتم استقبال جميع الرحلات القادمة من تركيا في المحطة رقم 2 بمطار تونس قرطاج الدولي، بغرض توفير مراقبة أمنية أكثر تشدداً.
وتؤكد العديد من الإحصاءات أن التونسيين يشكلون العدد الأكبر من بين المقاتلين الأجانب أو العناصر المتطرفة الأجنبية الموالية للنظام التركي على الأراضي السورية، إذ تقول إحصاءات رسمية أن عددهم يصل إلى 3 آلاف عنصر اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة وأفكاراً شديدة التطرف، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أن العدد قد يصل إلى 6 آلاف على الأقل، بينهم مئات النساء، ولهذا فإن عودة أي عناصر منهم إلى البلاد تشكل خطورة كبيرة.
"مخطط تركي قذر"
في هذا السياق، يقول النقابي الأمني التونسي السابق وليد زروق إن الدولة التونسية تتعامل مع مسألة العائدين من بؤر التوتر على 3 مستويات؛ أمنياً وقضائياً واستخباراتياً، في ظل حالة من التعقيد والتصعيد الإقليمي، وفي ظل ما يجري بسوريا، وكذلك الوضع في ليبيا.
ويكشف زروق، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه وسط هذه الأجواء اتخذت السلطات التونسية قراراً بتحويل جميع رحلات الطيران القادمة من تركيا إلى الصالة رقم 2 المخصصة بالأساس لرحلات الحج؛ ليتم إخضاع هؤلاء لإجراءت فحص دقيقة ومراجعة تحسباً لأن يكون من بينهم عناصر إرهابية قادمة من سوريا أو ليبيا.
ويقول النقابي الأمني التونسي السابق إن المخابرات التركية تقود تنظيم الإخوان الدولي الإرهابي، "وتنفذ مؤامرة صهيونية أمريكية" لضرب استقرار دول المنطقة، بدليل ما حدث في سوريا من قبلهم، معتبراً أنه لم يسقطوا نظام بشار الأسد وإنما أسقطوا الدولة السورية، وكذلك فعلوا في ليبيا.
مرتع للعناصر الإرهابية
وأضاف أن تركيا والإخوان حولوا سوريا إلى مرتع للعناصر الإرهابية والمقاتلين الأجانب، ونفس الأمر في ليبيا، وبالتالي، فإن هذا يتطلب أن تكون هناك يقظة من قبل السلطات التونسية، كي لا يتم نقل هؤلاء إلى أراضينا ويعاد توظيفهم؛ لتنفيذ "المخططات الإخوانية التركية الصهيونية القذرة"، خصوصاً أن أعداد التونسيين الذين سافروا إلى بؤر التوتر ليست بالقليلة.
ويقول زروق إن تركيا لعبت دوراً قذراً منذ البداية، عندما تعاونت مع حركة النهضة الإخوانية، وبعض الجمعيات في إغواء الشباب التونسي، ودفعت الأموال لهم، وتم تسفيرهم للقتال في مناطق مثل سوريا وليبيا، وبالتالي فإن عودة هؤلاء أيضاً تشكل خطورة كبيرة على الدولة، وسط بعض المعلومات عن نقلهم إلى مناطق أخرى، أو تحريكهم من سوريا إلى مناطق جديدة مثل ليبيا المجاورة، أو ربما إعادتهم إلى الأراضي التونسية.
أعداد مقلقة
وتوصل فريق عمل من خبراء الأمم المتحدة عام 2015 إلى أن التونسيين هم الأكثر انضماماً إلى التنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق، فقد زاد عدد هؤلاء عن 5500 شاباً، يتوزعون بنحو 4000 في سوريا، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن.
كما كانت هناك دراسة أجراها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى عام 2018 كشفت أن المقاتلين التونسيين كانوا الفئة الأكبر للمقاتلين الأجانب المنخرطين في سوريا والعراق، كما أشار التقرير إلى تواجد المقاتلين التونسيين في ليبيا ووصفه بالمقلق، وهؤلاء تم تسفيرهم منذ بداية عام 2011.
جيوش متنقلة
ويقول حازم العبيدي المحلل السياسي العراقي إن هؤلاء يأتون ضمن ما يسمى بـ"الجيوش المتنقلة"، والذين يتم توظيفهم من قبل بعض الدول التي تستخدم تنظيمات إرهابية مثل الإخوان والقاعدة وداعش لتنفيذ أجندات ومخططات في المنطقة بالتعاون مع دول إقليمية مثل تركيا.
وأضاف، في اتصال لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن مخاوف الدولة التونسية تجاه هؤلاء مشروعة، لا سيما وأنه بالتأكيد ستكون هناك حاجة إلى نقل هؤلاء من سوريا، وتوجيههم إلى مناطق جديدة، وإذا عادوا إلى تونس فإنهم سيشكلون خطورة كبيرة ليس عليها فقط، بل على دول مثل شمال أفريقيا.
وعلى مدار الأشهر الماضية دخل الرئيس التركي أردوغان في صدامات مباشرة مع السلطات التونسية، على خلفية خطوات الأخيرة ضد جماعة الإخوان أو حركة النهضة، خصوصاً القبض على عدد من المتورطين في شبكات تسفير الشباب للقتال في سوريا، وإنهاء العمل ببعض الاتفاقات التي أبرمها إخوان تونس مع أنقرة