الخبر العاجل: الاحتلال التركي يقصف محيط سد تشرين

بعد رفض الوجود الأجنبي في ليبيا.. دلالات لقاء السيسي وحفتر

استقبل عبد الفتاح السيسي المشير خليفة حفتر، الأسبوع الماضي، لبحث سبل التعاون المشترك والأوضاع على الأراضي الليبية، وشدّدت القاهرة في تصريحات إعلامية أعقبت اللقاء على ضرورة منع التدخلات الخارجية، وإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

تزامنا مع زيارة حفتر للقاهرة توجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى أنقرة، للقاء أردوغان، وسط تباينات بشأن دوافع وتوقيت الزيارة التي ناقشت مبادرة البعثة الأممية لتشكيل حكومة موحدة، وهو ما اعتبره سياسيون ليبيون رسالة مختلفة الأهداف، حيث يتطلع الدبيبة إلى الدعم التركي في مواجهة خصومه السياسيين وتحاول تركيا تعزيز حضورها العسكري والسياسي على الساحة السياسية الليبية المتوقع أن تشهد تحولات كبيرة بعد إجراء الاستحقاقات الدستورية.

علاقات متوترة

 ومن ثم فإن الزيارة حملت أهداف لكلا الطرفين، فالدبيبة يسعى إلى إظهار العلاقة القوية بينه وبين تركيا لخصومه في الداخل وتحاول الأخيرة إرسال رسالة للمجتمع الدولي بسيطرتها على الأوضاع في ليبيا خاصة بعد انفتاحها على القائد العام للجيش الوطني الليبي، وفي سبتمبر من العام الماضي زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تركيا في إطار استعادة العلاقة بين البلدين وتناولت الزيارة مجموعة من المحاور أبرزها المحور والإقليمي في محاولة لخلق تفاهمات حول الوضع في ليبيا بعد إقدام أردوغان على توقيع اتفاقية مع الحكومة الليبية في الغرب بشأن ترسيم الحدود البحرية وهو ما رفضته مصر حينها.

سيناريوهات محتملة

تعكس زيارة الدبيبة لتركيا وزيارة خليفة حفتر للقاهرة سيناريوهات محتملة متباينة، فإذا تمت في إطار التفاهم المصري التركي فقد يكون الهدف منها هو الاستعداد التوفيق الطراف وانتخاب حكومة وحدة وطنية تجمع بين الشرق والغرب قبل إجراء الانتخابات، إلا أن هناك مؤشرات ترجح عودة الخلافات المصرية التركية عقب التغيير السياسي الحاد في سوريا وسيطرة مجموعات مسلحة موالية لأردوغان  على العملية السياسية بما يعيد ملف الخلاف بين البلدين إلى مربع الصفر نظرا لإصرار أردوغان على دعم الإسلام السياسي والجهادي بما يؤثر على الأمن الإقليمي وأمن الدول العربية والإسلامية، وهو ما عكسته تصريحات الرئيس المصري بشأن القوات الأجنبية والمرتزقة المتواجدة على الأراضي الليبية مطالبا بإجلاء تلك القوات وبدء عملية سياسية حقيقية تجمع الأطراف المختلفة في ليبيا. يأتي هذا تزامنا مع تحركات عسكرية في الشرق الليبي بدأت منذ أيام باشتباكات بين الأطراف المتناحرة ضمن الخطوات الاستباقية التي تتخذها الأطراف كافة قبل أي عملية تغيير سياسي خاصة بعد ظهور مطالبات دولية بضرورة تشكيل حكومة جديدة تجمع قيادات الشرق والغرب قبل بدء الانتخابات التشريعية لضمان نزاهتها وهو ما يواجه برفض قاطع من بعض الأطراف نظرا لتعارض الأجندة السياسية الجديدة مع مكتسباتها السياسية والعسكرية على الأرض.  

مبادرة أممية

لا يتوفر وصف.

خالد محمود الباحث في الشأن الليبي والمحلل السياسي قال في تصريح لوكالة  فرات للأنباء «ANF »، إنّ »الزيارة جاءت في إطار التنسيق المشترك لحفظ الأمن الليبي وتحقيق الاستقرار ومنع الجماعات الإرهابية من الحصول على مكتسبات سياسية أو عسكرية فضلا عن المتابعة الدورية المصرية للملف الليبي خاصة بعدما جرى من تغير سياسي في سوريا وهو ما يفرض على القاهرة الحضور القوي ضمن مهام حماية الأمن القومي والإقليمي»، وحول التفاهمات المصرية التركية فيما يخص الملف الليبي أكد أنها بالفعل تفاهمات لم ترق إلى مستوى التوافق فيما يخص هذا الملف، وهو ما انعكس في تصريحات الرئيس المصري بإجلاء القوات الأجنبية والمرتزقة.

لا يتوفر وصف.

عبدالستار حتيتة المحلل السياسي والباحث في الشأن الليبي أكد في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF »: أنّ «أنقرة والقاهرة  اتفقتا في سبتمبر الماضي خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تركيا على تنسيق مواقفهما في الملف الليبي، وهو ما تحاول تركيا تحقيقه الآن عبر العلاقة بين الشرق والغرب الليبي، بالعودة سيناريو دمج الحكومتين القائمتين في سلطة تنفيذية واحدة، وقد يحتفظ الدبيبة برئاستها، مقابل منح حقائب سيادية لشخصيات محسوبة على مجلس النواب، إلا أن تلك المساعي لن تحقق لتناقضها مع المعطيات السياسية على الأرض ومن ثم فإن زيارة حفتر ركزت على تداعيات التغيير السياسي في سوريا على الأوضاع الليبية وخاصة إشكالية القوات الأجنبية والوجود العسكري الروسي والتركي».