لا تزال الحرب الطاحنة تدور رحاها على أرض السودان، دون تدخل فعلي لوقف الحرب بين طرفي النزاع، ولكن خرجت الأمم المتحدة عبر مراقبو العقوبات المستقلين في تقرير جديد أن قوات الدعم السريع قتلت ما بين 10 إلى 15 ألف شخص في مدينة واحدة، مما يثير التساؤلات حول تأثير تلك التقارير الأممية على تعامل المجتمع الدولي مع قوات الدعم السريع.
كشفت سلمى الشريف مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، أن أغلب إدانات الأمم المتحدة جاءت تأكيدا لتقاريرهم خاصة فيما يخص الاتجار والخطف في سياق العنف الجنسي المتصل بالنزاع.
وأكدت سلمى الشريف في تصريح خاص لوكالة فرات، أن التقارير الأممية أوردت أن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ممنهج وليس فعلا اعتباطيا وانه هناك اسواق بها نساء وفتيات وفي اتجار بالنساء وكل إشكال العنف الجنسي والعبودية الجنسية تمت ممارستها ضد النساء والفتيات على يد قوات الدعم السريع.
وأعربت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، أن تغير تلك التقارير الدولية من موقف المجتمع الدولي من قوات الدعم السريع، خاصة وأن قائد القوات حميدتي يدعي جنوحهم للسلم وما يحدث في الواقع من قواته هو توسيع رقعة حرب التضييق على المواطنين وزيادة الانتهاكات وملاحقة النازحين للمناطق الأكثر أمنا.
وأوضحت سلمى الشريف، أنها لا ترى أي ديموقراطية أو قضاء على الفلول كما يزعمون، ولكن الشعب السوداني فقط من يدفع الثمن وكنساء ندفعه بشكل أكثر.
وبينت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، أن دعوات التطبيع مع المليشيا في المناطق التي تحتلها بالكامل فاشلة لأنهم لا يصونون عهدا ولا عرضا ولا مالا وماهي إلا نوع جديد من السخرة.
كما كشفت سحر الجزولي، عضو لجان مقاومة الخرطوم، أنه مازال عناصر الدعم السريع يسيطرون على بيوت المواطنين وبالمقابل الجيش يقصف بالطيران، وبعض المواطنين رجعوا للخرطوم بعد اقتحام قوات الدعم السريع للمدن التي نزحوا اليها مثل مدينة ود مدني.
وأكدت سحر في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أنها قابلت بعض الأسر يقولون ان الوضع هادئ في جنوب الخرطوم مع استقرار التيار الكهربائي والماء، وفتحت بعض العيادات والأسواق.
وأضافت عضو لجان مقاومة الخرطوم، أنه تتواجد ارتكازات الدعم السريع على جانب الطريق وتخلو من ارتكازات الجيش.
كشف عادل عبد الباقي، رئيس تجمع منظمات المدني السودانية، أنه خلال الحرب السودانية الحالية يقوم طرفي الحرب بتجنيد الأطفال، وخاصة ما يشوب ذلك من استغلال الأطفال من فاقدي السند ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، غير تأثير الحرب على أكثر من مليون ومئتي ألف طفل سوداني وتعرضهم لأوضاع إنسانية صعبة.
وطالب عبد الباقي في تصريح خاص لوكالة فرات، المجتمع الدولي بإقرار وقف إطلاق النار لمدة 15يوم، و فتح ممرات آمنه لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين العُزّل، وتعزيز آلية حماية للمنظمات و الجهات الإنسانية العاملة في مجال الإغاثة، و السماح لمنظمات بدخول المناطق التي تخضع تحت سيطرة القوات المسلحة والدعم السريع، وقف القصف الممنهج بالطيران والأسلحة الثقيلة ووضع آلية لحماية المواطنين وممتلكاتهم من المتفلتين المستنفرين.