أزمة بين السودان والإمارات..هل يتحول صراع المحاور العسكري إلى قطيعة سياسية
اندلعت أزمة دبلوماسية أخيرة بين السودان والإمارات، بعد حديث أحد أعضاء مجلس السيادة عن الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، مما نتج عنه طرد متبادل للدبلوماسيين.
اندلعت أزمة دبلوماسية أخيرة بين السودان والإمارات، بعد حديث أحد أعضاء مجلس السيادة عن الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، مما نتج عنه طرد متبادل للدبلوماسيين.
فاجئ عضو مجلس السيادة في السودان وأحد أعمدة المجلس العسكري بالبلاد ياسر العطا العالم اليومين الماضيين بخروجه في تصريحات مهاجماً الإمارات، وهو الحديث الذي نتج عنه طرد عدد من الدبلوماسيين السودانيين واعتبارهم غير مرغوب فيهم.
كشف اللواء رضوان أبو قرون، القائد الميداني لقوات درع السودان، والمنظمة إلى الجيش السوداني، أن حديث الفريق ياسر العطا عن الإمارات جاء متأخراً، وذلك لأن هناك عدد من الدول مثل الإمارات وتشاد وليبيا وجنوب السودان أصبحت تدعم التمرد وقوات الدعم السريع دعم مباشر، مبيناً أن المؤامرة حجمها كبير على الشعب السوداني.
وأكد أبو قرون في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الكلام الذي قاله الفريق ياسر يعتبر موقف شجاع، والسودان لا يستفيد من الإمارات شيء لا سياسياً ولا عسكرياً.
وأضاف القائد الميداني لقوات درع السودان، أن الإمارات وليبيا تقدمان دعم مفتوح بالبشر وبالسلاح، حيث أصبح يوجد 3 مليون جندي من القوات الأجنبية الذين تم تجنيدهم عن قوات الدعم السريع.
وبيّن أبو قرون، أن الإمارات تريد إطالة أمد الحرب، والإمارات تستفيد من مناجم الذهب التي تديرها قوات الدعم السريع وترسل الذهب الموجود بها إلى الإمارات، مشيراً إلى أنه يوجد مخطط لسياسة تدمير السودان والتجويع والتركيع وإنهاك الشعب السوداني والجيش السوداني وتدمير البنية التحتية، ثم يعمل المجتمع الدولي مع السودان بالمساومة على موارده الطبيعية.
وأشار القائد الميداني لقوات درع السودان، إلى أن دولة الإمارات عرضت عليه شخصياً دعمه في ليبيا عندما كان متمرد ضد الحكومة السودانية وذلك مقابل أن أعلن ولائي لقوات الدعم السريع.
بينما كشف كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه من المؤسف جدا ما حدث من طرد متبادل للدبلوماسيين بين البلدين، وهذا الكم من التراشق الإعلامي، ولكن للحقيقة فقد شهد السودان وخاصة بعد الثورة تدخلات سافرة في شؤونه، بعلم وموافقة هياكل السلطة الانتقالية مدنيين كانوا أم عسكريين، كلهم كانوا خاضعين للأجندة الأجنبية ووكلاء لدول خارجية على رأسها الإمارات.
وأكد كرار في تصريح خاص لوكالة فرات، أن سيناريو الشراكة مع العسكر وما تلا ذلك دخلت فيه الإمارات مع المفوضية الإفريقية وبالتالي فإننا نرى الآن النتيجة المباشرة لما كان يجري سابقا، والحرب الدائرة الآن هي حرب بالوكالة وتصفية حسابات أجنبية داخل السودان.
وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أنه كان الأجدى لطرفي الحرب الاستماع لصوت الشعب السوداني وإيقاف إطلاق النار وإيجاد حلول سياسية بدلاً عن الاقتتال، والشعب السوداني أصلاً سيعيد تقييم علاقاته مع الكل عندما يستعيد دولته التي تتمزق حاليا.
ويرى كرار، أن كل ما حدث هو نتاج التبعية المهينة التي وصمت الفترة الانتقالية ما بعد الثورة.
بينما كشف خليل محمد سليمان، المتحدث السابق لحركة العدل والمساواة السودانية، أن تصريحات ياسر العطا أثبتت أن هناك أكثر من مركز قرار في هذا المشهد العبثي، مبيناً أن حديث عضو مجلس السيادة هي هتافات لا تسمن، ولا تغني من جوع.
وأكد سليمان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه من المفترض أن تكون مهمة قيادات الجيش السوداني الأساسية ليست الهتافات، ولكن الضرورة تقتضي أن يخرج على الشعب السوداني جنرالاً، او القائد العام، أو رئيس الأركان بشكل يومي لتنوير الشعب بالموقف العملياتي، وما يدور.