إيران تطرق باب المفاوضات النووية وسط غياب الرد الأمريكي الرسمي

عقب إعلان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، موافقته الضمنية بشأن استعدادهم لاستئناف المفاوضات الخاصة بالمشروع النووي، أعلن جيش إيراني عن إنتاج صاروخ باليستي جديد بمدى يبلغ 1700 كيلومتر، وذلك خلال زيارة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

لعبت التغيرات السياسية الجديدة بمنطقة الشرق الأوسط دورا بارزا في مراجعة طهران لسياساتها الخارجية، خاصة بعد نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليعود الملف النووي إلى الصدارة مجددا وسط تساؤلات عدة، حول موقف ترامب من هذا الملف بعد أن قرر الانسحاب من مفاوضات 5+1 خلال ولايته الرئاسية الأولى، فضلا عن موقفه المتشدد من طهران ودعمه المطلق لخصمها في المنطقة. 

مرونة أمريكية

نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف رجح في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي، مرونة في التفاوض من قبل الأميركيين وذلك في أعقاب تصريح للرئيس الأميركي، أكد خلاله ضرورة التوصل إلى اتفاق وتجنب توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية، ما خلق حالة من التفاؤل في الأوساط السياسية الإيرانية وسط توقعات بإمكانية استئناف المفاوضات مرة أخرى في جنيف وتحقيق انفراجة في القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية والإيرانية، تزامنا مع استمرار سياسة التلويح بالقوة من خلال الإعلان عن إنتاج المزيد من الصواريخ الباليستية التي شملتها مفاوضات جنيف دون أن تقتصر على الملف النووي، حيث طالبت القوى الأوروبية المنخرطة في تلك المفاوضات ضرورة شمولها لإشكالية توسع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط إلى جانب مشكلة الصواريخ الباليستية.

إشارات غامضة

لا يتوفر وصف.

الدكتور نبيل العتوم المحلل السياسي والباحث المختص بالشؤون الإيرانية أكد في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنه «حتى الآن، لم تُظهر الإدارة الأمريكية أي إشارة واضحة بشأن استئناف المفاوضات مع طهران، ويبدو أن التركيز الأساسي ينصب على متابعة التطورات الميدانية وردع إيران عن المضي قدمًا في برنامجها النووي. وفي ظل التصعيد الحالي، تدرس واشنطن خيارات مختلفة تشمل دعم إسرائيل في حال قررت توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية».

بحسب التقارير، هناك تزايد في الحديث داخل الأوساط الأمريكية عن إبقاء الخيار العسكري على الطاولة، لكن تنفيذ ضربة نووية لا يزال غير مرجح نظرًا للمخاطر الاستراتيجية والتداعيات الإقليمية الخطيرة. كما أكدت مصادر أمريكية أن إسرائيل لن تستطيع استهداف المنشآت النووية الإيرانية دون دعم عسكري ولوجستي من واشنطن، رغم أنها قد تتصرف بمفردها إذا رأت أن التهديد أصبح وشيكًا، أما بشأن مشروع قرار أمريكي محدد، فليس هناك معلومات مؤكدة عن نص رسمي، لكن بعض التقارير تشير إلى أن هناك ضغوطًا داخلية في واشنطن لاتخاذ موقف أكثر صرامة، سيما مع تصاعد مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران إلى 70-80٪، وهو مستوى يقترب من العتبة النووية، وبشكل عام، تظل الخيارات مفتوحة، ولكن هناك تردد أمريكي واضح في الدفع نحو مواجهة مباشرة، مع استمرار الضغوط الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية كأدوات رئيسية للردع.

توسع النفوذ

لا يتوفر وصف.

الدكتور غازي فيصل الدبلوماسي العراقي السابق أكد في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنّ «تعيينات ترامب في الإدارة الجديدة لا توحي بمرونة تجاه الملف النووي الإيراني، خاصة في سياق التوتر المتصاعد بالشرق الأوسط والناجم عن السياسات التوسعية، لكن هذا الأمر قد لا يعني بالضرورة إغفال خصوصية الملف النووي واحتمال فصله عن السياسة العامة تجاه طهران خاصة وأن ما يشغل الإدارة الأمريكية هو النفوذ الإيراني في المنطقة ومدى تهديدها لأمن المنطقة»، وسبق وأن دعا النائب مايك والتز، الذي اختاره ترامب مستشارا للأمن القومي، إلى التشدد مع إيران  التي تمثل تهديدا مباشرا لأمن تل أبيب عبر حلفائها ومن ثم يبقى الملف النووي رهينة للسياقات الأمنية التي من المرجح على الإدارة الأمريكية وضعها في الاعتبار قبل اتخاذ أية قرارات بشأن الملف النووي.