السفير شريف شاهين: تركيا تستغل الخلافات الكردية لتمرير انتهاكاتها في العراق
قال شريف شاهين سفير مصر السابق في العراق، أن زيارة أردوغان للعراق تأتي وسط العديد من الملفات الشائكة على رأسها الانتهاكات التركية ضد الكرد في شمال العراق.
قال شريف شاهين سفير مصر السابق في العراق، أن زيارة أردوغان للعراق تأتي وسط العديد من الملفات الشائكة على رأسها الانتهاكات التركية ضد الكرد في شمال العراق.
تأتي زيارة أردوغان للعراق وسط العديد من الانتهاكات التركية لسيادة العراق، سواء بالقصف التركي للمناطق الكردية أو بمشاريع المياه الأحادية التي تهدد الأمن المائي لبلاد الرافدين، ولذلك حاورت "وكالة فرات" السفير شريف شاهين سفير مصر السابق في العراق، حول زيارة أردوغان وهل يمكنها وقف الانتهاكات التركية للعراق، وإلى نص الحوار:
كيف ترى زيارة أردوغان إلى العراق؟
هي زيارة تأتي بعد ١٣ عام من اضطرابات العلاقات بين تركيا والعراق، ووجود العديد من الملفات المتشابكة، على رأسها الملف الكردي، والاعتداءات التركية على الشعب الكردي، وقصف القرى الحدودية، خاصة في شنكال وجبال قنديل التي يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني يشن منها هجماته على الجيش التركي، ويأتي بعدها ملف المياه، وهو من الملفات الشائكة بين الدولتين.
كيف ترى أزمة المياه بين تركيا والعراق؟
في الواقع لا توجد اتفاقيات مياه بين العراق وتركيا، إذ تقوم تركيا باستغلال ملف المياه للضغط على العراق، خاصة وأن العراق دولة مصب مثلها مثل مصر، وتوجد منابع العديد من الأنهار في تركيا، خاصة نهر الفرات الذي ينبع من المرتفعات التركية، وأثرت المشاريع المائية التركية على واردات نهر الفرات، وباتت أداة ضغط في يد أنقرة.
كيف ترى الملف الكردي والانتهاكات التركية في الزيارة؟
تستغل تركيا الخلاف الكردي مع الحكومة العراقية المركزية في بغداد، وضعف الحكومة العراقية نفسها بسبب خلافات الأحزاب السياسية في العراق، بجانب الخلافات الكردية ما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وهو ما يؤثر على وحدة الموقف الكردي، الذي يفترض أن يكون موقف صلب، لأن إقليم كردستان هو عمق استراتيجي للعراق، وعرب العراق بشيعتهم وسنتهم هم عمق استراتيجي لإقليم كردستان، وهو عمق يخدم الموقف الكردي ضد الانتهاكات التركية.
كيف ترى الملف الاقتصادي بين هولير وأنقرة؟
الملف الاقتصادي هو ملف هام، وهو يعتبر سلاح هام أيضاً، لأن تركيا تعتبر منفذ صادرات الإقليم من النفط والغاز، وهو ما لم تستطيع أنقرة استغلاله، إذا حدث تنسيق كردي عراقي، وقتها سيكون سعر النفط مناسب، وذلك لأن أنقرة تستغل الوضع، وتحصل على النفط الكردي بثمن رخيص، ومن ناحية أخرى فإن العلاقات التركية مع هولير هي علاقات تنظر إلى المصلحة من جانب واحد، حيث توظف تركيا تلك العلاقات من أجل الهجوم على مقرات حزب العمال الكردستاني والقرى الكردية في شنكال وجبال قنديل.
هل يمكن أن تقوم العراق بدور الوسيط لحل القضية الكردية في تركيا والاستفادة من التجربة الكردية في العراق؟
الكرد وضعهم مختلف بين العراق وتركيا، لأن الكرد في العراق انتزعوا حقوقهم بفعل وحدة الموقف الكردي، والظروف التي وضعت فيها العراق، ولولا غزو العراق للكويت وخطأ حكومة صدام حسين لما نجح الإقليم في الحصول على الحكم الذاتي، بينما ترى حكومة أنقرة أنها تستطيع أن تفتئت على حقوق الكرد دون وجود حوار سياسي حقيقي مع المكون الكردي، لأن الحوار يحتاج إلى تكافؤ وقناعة، ولطالما يوجد انقسام كردي تستغله دول الجوار ما لم يتم التوصل لاتفاق بين الحكومة المركزية في العراق وإقليم كردستان.
كيف ترى نتائج الانتخابات البلدية في تركيا على أردوغان ودور الكرد بها؟
المفترض أن يعي أردوغان الدرس خاصة في تعامله مع الملف الكردي، وإلا فإن حزب العدالة والتنمية مهدد بخسارة جديدة في الانتخابات العامة القادمة، خاصة مدينة إسطنبول لأنها مؤشر مهم وقوي على تحول المزاج العام التركي، مما ينذر أردوغان بهزيمة أخرى ما لم يقرأ المشهد بطريقة سليمة.