كوفن: المجتمع الدولي موافق وشريك لتركيا في جرائمها

أوضحت الرئيسة المشتركة لـمؤتمر المجتمع الديمقراطي KCD المضربة عن الطعام ليلى كوفن بأن السكوت عن جريمة العزلة المشددة وإلتزام الصمت حيالها يعني المشاركة فيها.

وأعلنت الرئيسة المشتركة لـ مؤتمر المجتمع الديمقراطي KCD نائبة ولاية جولميرك في البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطيHDP ليلى كوفن المعتقلة في سجن مدينة آمد النموذج (E) الإضراب عن الطعام "إضراباً مفتوحاً" لا رجعة فيه منذ الثامن من تشرين الثاني الجاري احتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان.

وردت كوفن عبر محاميها على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) موجهة رسالة أشارت فيها لمحاولات القائد الكردي أوجلان لحل القضية الكردية بالشكل السلمي وتحقيق السلام في تركيا.

وأوضحت أن العالم وشعوب تركيا وكل شعوب المنطقة تأكدت من عزم وإصرار أوجلان على حل القضية الكردية بالطرق السلمية والديمقراطية.

وأشارت كوفن إلى مرحلة المفاوضات في الفترة من 2013-2015، بين أوجلان وتركيا وقالت: خلال "نحو ثلاثة سنوات من المفاوضات شهدت المنطقة سلاماً واستقراراً كبيرين. كما تم ملاحظة أن "مرحلة مشروع السلام" كانت مطلب وأمل كل المجتمع، لكن وللأسف وصلت المفاوضات إلى مرحلة كادت أن تحقق نتائج أفضل، تحركت بعض الجهات بعضها معروفة وبعضها غير معروفة لتقف في وجه المفاوضات وتمنع تطويرها واستمرارها، لتبدأ مرحلة جديدة من تأجيج الحرب".

وأوضحت كوفن أن الخطوة الأولى لعودة الصراع والحرب إلى المنطقة كانت عبر تشديد العزلة المفروضة على أوجلان وتابعت:

"العزلة منعت استمرار المفاوضات وإيصال صوت أوجلان إلى الخارج. وهنا نلاحظ أن تحليلات أوجلان باتت تتحقق واحدة تلو الأخرى، وهذا ما كان يرعب النظام المهيمن على المنطقة."

وأضافت "لهذا بادروغ إلى تشديد العزلة، ونحن نعلم جيداً أن هذه العزلة ما هي إلا مخطط خارجي. وما نلاحظه اليوم من مواقف غير إنسانية من قبل القوى الدولية من قضية العزلة المفروضة على أوجلان ما هي إلا تأكيد لما نقول. وعلى رأس هذه المؤسسات الدولية ذات المواقف المناهضة لحقوق الإنسان وهو موقف لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT) كذلك جميع المؤسسات والمنظمات الدولية تلتزم الصمت وتغض النظر حيال قضية العزلة المفروضة على أوجلان".

وأكدت أن "هذه القوى العالمية أدركت خطورة فكر وفلسفة أوجلان نموذج العيش وهيكلة المنطقة وفق فكر أوجلان يشكل تهديداً وخطراً على مصالح القوى العالمية في المنطقة، لهذا بادرت إلى تجريم ووصف الكرد والحركة الكردية بالإرهاب، تركيا بدروها أيضاً تعتمد على هذا التوصيف الغربي للكرد وكردستان وبهذا أعلنت الكرد إرهابيين. وإلى جانب هذا فإن بعض القوى تكتفي بالنظر والمشاهدة فقط".

وأوضحت كوفن أن العزلة المفروضة على أوجلان هي جريمة بحق الإنسانية، ولفتت إلى أن أوجلان محروم ومنذ سنوات من حق لقاء محاميه وعائلته إضافة إلى حرمانه من حق الحصول على اتصال هاتفي، وهذا غير الانتهاكات الأخرى بحقه منها ما هو معلوم وما هو غير معلوم في إيمرالي".

وأكدت رفضهم لسياسات المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والتزامها الصمت حيال العزلة.

وتابعت: "في الكثير من المدن والعواصم الأوروبية يتظاهر الآلاف من الكرد ضد هذه العزلة وعلى مدار العام، ولم تبق مؤسسة دولية أو منظمة دولية رسمية لم تعرض فيها هذه القضية على المسؤولين".

وأوضحت: "تخرج مسيرات، مظاهرات، تجمعات، اعتصامات وصولاً إلى حملات الإضراب عن الطعام والكثير من الفعاليات المشابهة الأخرى، لكن ورغم كل هذه المساعي فأن المنظمات الدولية تغض النظر وتتجاهل مطالب الجماهير. وبلا شك فإن هناك أسباب كثيرة تقف خلف هذا التجاهل المتعمد. لكن في النهاية لن يدوم هذا الوضع طويلاً لأنه مرفوض كلياً من قبل شعبنا وأصدقاء شعبنا والقوى الديمقراطية وعلى الجميع أن يكون واثقاً من هذا".

وأشارت كوفن إلى أنها ومن سجن آمد قلعة المقاومة قررت أن تدعم مطالب الشعب الكردي في كل العالم وأعلنت الإضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع مطالبهم.

وأضافت "هناك الآلاف من المناضلين، المقاومين، الفدائيين الوطنيين الذين يقومون بفعاليات مختلفة للمطالبة بحرية أوجلان. شعبنا بدأ نضاله ولا يزال يواصل المقاومة داخل السجون وخارجها للمطالبة بحقوقه المشروعة. أنا أيضاً كامرأة كردية تعرفت على فكر الحرية من خلال فكر أوجلان ، لذا اعتبر العزلة المفروضة على أوجلان هي عزلة مفروضة على ذاتي. لذا أعلنت إضرابي تضامناً مع مطالب شعبنا".

وتابعت: "لا شك أن قضية الشعب الكردي قضية كبيرة ولن أكون قادرة بمفردي على كسر العزلة المفروضة على إيمرالي، لكن بروح مقاومة سجن آمد انضممت عبر إضرابي إلى دعم مطالب شعبنا. الفعاليات التي بدأت وانطلقت من هذا السجن غيرت مصير الشعب الكردي وكانت منعطفاً تاريخياً للمقاومة. واحتراماً مني لهذه المقاومة بدأت إضرابي وتضامني مع شعبنا".

واختتمت الرئيسة المشتركة لـ مؤتمر المجتمع الديمقراطي KCD ليلى كوفن حديثها بالقول: "نضالنا مستمر حتى رفع العزلة عن أوجلان. رسالتي تضامنية مع أمهات السلام، أمهات السبت، أبناء شعبنا الوطني في أوروبا وجميع أجزاء كردستان الذين يؤكدون أن حرية أوجلان هي بداية حرية كردستان. نحن نؤكد أن الصمت وغض النظر على انتهاكات تركيا وجرائمها هو دعم وشراكة في الجريمة. الأهم في هذا اليوم أن يقوم كل منا من مكانه بواجبه الأخلاقي والإنساني ويتحمل مسؤولياته في هذه القضية. بهذا النضال المشترك فنحن قادرون على تحقيق السلام في مجتمعنا وكسر العزلة المفروضة على أوجلان ليقود المرحلة".