صبري أوك: استعمار القرن في مرحلة الانهيار

أكد عضو الهيئة الإدارة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، صبري أوك، أن القضاء على فاشية أردوغان سيؤدي إلى انهيار استعمار القرن الماضي، وقال " جميع المحاولات تصب في هذا الاتجاه ويمكن أن تكون هذه حربنا الأخيرة ضد الجمهورية التركية."

أشار صبري أوك في هذا الجزء الثاني من حديثه لوكالة أنباء فرات (ANF) إلى أن الربيع الحقيقي لشعوب الشرق الأوسط، يتجسد في القضاء على فاشية أردوغان المعادية للحرية والديمقراطية، كذلك الدول القومية وحكوماتها التي دخلت في مرحلة الانهيار.

ذكر أوك أن نظام أردوغان الفاشي يمثل استعمار القرن وهو يؤمن بقاءه على حساب محاربة الشعب الكردي وحركة الحرية ودخل في مرحلة لا عودة منها، وقال " دخل النظام الفاشي في مرحلة الانهيار، لذلك يتخبط محاولاً الإبقاء على سلطته".

وتابع حديثه مشيراً إلى الوضع في سوريا " الحل الأكثر صواباً وسهولة والأقرب إلى الديمقراطية؛ هو عقد المفاوضات ما بين إدارة شمال وشرق سوريا وحكومة دمشق في أقرب وقت ممكن والوصول إلى حل دائم."

ونوه صبري أوك إلى أن محادثات سوتشي وآستانا تجسد روح وفكر أردوغان وبوتين وروحاني، وتقوم على إحياء نهج الدولة القومية وإنكار الوجود الكردي؛ كما أن الجميع يقبلون بـ" جنيف" حتى من ضمنهم تلك المرتزقة الإرهابيين المدعومين من الدولة التركية الذين يسمون أنفسهم بـ " المعارضة".

وأضاف أوك مشيراً إلى وجود عدة منصات تمثل ما تسمى "المعارضة السورية" في كل من القاهرة وموسكو والرياض، ولها وجود في هيئة المفاوضات؛ وأن هناك خلاف ما بين تركيا والسعودية يتسبب في عدم توحيد هذه الجماعات؛ كما لمح إلى وجود نية لإحياء مؤتمر القاهرة وإشراك الكرد وشعوب شمال وشرق سوريا إلى هذا المؤتمر.

وشدد أوك على أن جميع المنصات المذكورة أعلاه، تسعى إلى الوصول لحل الأزمة السورية وفق أجنداتها ومصالحها، وقال " الأهم في هذا كله، أن الكرد وشعوب شمال وشرق سوريا لديهم مشروع واضح للحل وهي الأكثر استعداداً وهم أصحاب حق، لكن استبعادهم يأتي نتيجة الضغوط التركية و المواقف المتذبذبة للولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي والتنازلات الروسية للدولة التركية، الكرد وشعوب شمال وشرق سوريا ليس لهم حضور في جنيف وهذا لن يجلب الحل للأزمة السورية."

وأشار إلى أن الاحتلال القائم في سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي وإدلب يشير إلى أن أردوغان يمثل الآن كافة الفصائل المنضوية تحت مظلة ما تسمى " المعارضة السورية" والتي هي بالأساس تتشكل من داعش وجيهة النصرة وما يسمى بالجيش الحر.

وتابع أوك بقوله " في مثل وضع التشرذم هذا الذي تعاني منه هذه الفصائل المعارضة، يعتبر الحل الأكثر صواباً وسهولة والأقرب إلى الديمقراطية؛ هو عقد المفاوضات ما بين إدارة شمال وشرق سوريا وحكومة دمشق في أقرب وقت ممكن والوصول إلى حل دائم؛ وإذا ما حدث ذلك حينها ستضطر جنيف للقدوم إلى سوريا وعاصمتها دمشق، وروسيا إلى الآن لم تقرن أقوالها بأفعال في هذا الصدد، كما أن حكومة دمشق عليها أن تتقرب كما لو أن شيء لم يحصل طيلة الأعوام التسعة الماضية، وتقوم بتقارب حقيقي تجاه الحل، ويجدر بنا القول أنه في أي وضع مخالف لهذا، إجراء انتخابات تستبعد الكرد وإدارة شمال وشرق سوريا، ستكون خسارة لروسيا وحكومة دمشق؛ كما أن قول بشار الأسد " لو تفاوضنا ألف مرة مع الكرد، لن تكون هناك نتيجة..!!" غير منطقي ولا مسؤول؛ ولا بد من تغيير ذهنية البعث القائمة على إنكار الشعب الكردي، كما أننا بحسب متابعتنا نرى بكل وضوح أن الكرد وإدارة شمال وشرق سوريا مستعدون للحل ويدركون جيداً أهمية دور روسيا؛ ومن الملفت للنظر أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي لا يظهرون أي موقف إيجابي تجاه الكرد وإدارة شمال وشرق سوريا من الناحية السياسية."

وتطرق عضو الهيئة الإدارية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) لموضوع الوحدة الوطنية الكردستانية، وقال " مسألة الوحدة الوطنية بالنسبة للكرد، هامة أكثر من أي وقت مضى، حيث أن المسألة بكل وضوح "مسألة بقاء أو فناء"؛ يجب تحليل موضوع الوحدة الوطنية الكردستانية جيداً، نعلم أن الشعب الأكثر تعرضاً للانقسام والتشرذم هو الشعب الكردي، لن أقول أنه قدرنا أو أن الكرد لا يتفقون لأنهم عانوا كثيراً وتعرضوا للمآسي؛ لكن يجب أن نتأكد أن لكل ذلك علاقة بالاستعمار القائم على مدار القرن الماضي وتأثيراتها على الطبقات الاجتماعية الكردية؛ نرى اليوم أن جميع المحاولات المستوحاة من التاريخ والمجتمع تطالب السياسيين الكرد بالتوجه على وجه السرعة صوب الوحدة الوطنية، وهذا أمل ومطلب كل كردي ومن يتهرب من هذه المسؤولية التاريخية لا يعفو عنه التاريخ والمجتمع، القائد آبو ناضل كثيراً من أجل الوحدة الوطنية وأوضح أفكاره وآراءه بهذا الصدد وكان يقول " ما لم يتم فهم الجدلية (الديالكتيك) القائمة بين أجزاء كردستان، من الصعب جداً الحديث عن تقرير جزء منها مصيرها دون الجزء الآخر، وما لم ننظر إلى مكتسبات أي جزء، مكسباً للأجزاء الأخرى من الوطن، سيكون من الصعب جداً الحفاظ على مكتسبات ذلك الجزء" بالطبع جميع القوى الاستعمارية تبني سياساتها تجاه الشعب الكردي على هذه الجدلية."

وأكد أوك على أن خطوات جدية تجاه الوحدة الوطنية، تم خطوها في 2013 وذلك عندما قدم القائد آبو صيغة للوحدة الوطنية واقترح السيد مسعود البارزاني وليلى زانا من أجل الرئاسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، وتم إيصال هذا الاقتراح بشكل مباشر للسيد مسعود البارزاني ولكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض، اتضح لاحقاً أن دولة الاحتلال التركي كانت وراء منع انعقاد المؤتمر الوطني ومن الواضح جداً أن الولايات المتحدة والقوى الدولية أيضاً كانت لهم دور في ذلك؛ وللملاحظة أن الروح الوطنية والنفير العام الوطني ظهر في تلك الحقبة ضد فاشية داعش، حيث أن كريلا كردستان أبدت مقاومة بطولية واسطورية للدفاع عن المكتسبات الكردستانية في خانقين وشنكال ومخمور، حتى أن السيد مسعود البارزاني توجه بنفسه إلى مخمور وبارك مقاومة وبطولة الكريلا، هذه جميعها كانت مواقف إيجابية وجيدة، لكن عندما بدأت الدولة التركية بممارسة الضغوط على حكومة إقليم جنوب كردستان، انقلبت الموازين والمواقف؛ لا زلنا نتذكر الكلمات التي تفوه بها أردوغان حيال إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) في فترة استفتاء الاستقلال، ورأينا كيف أعلنت القوى الاستعمارية وفي مقدمتها الدولة التركية موقفاً مشتركاً مناهضاً عندما تعلق الموضوع بحرية الشعب الكردي ووحدة صفوفه؛ علينا أن ننسى ذلك؛ لكننا ومع الأسف سمعنا فيما بعد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) يقول " لولا وجود حزب العمال الكردستاني (PKK) في روج آفا، لم تكن الدولة التركية لتحتل روج آفا وترتكب المجازر فيها..!! كما نرى جميعاً أنه لا وجود لحزب العمال الكردستاني في إدلب وكذلك في ليبيا؛ إذاً علينا أن نترك هذه العقلية التي لا تخدم."

وأضاف أوك في حديثه عن الوحدة الوطنية الكردستانية، مشيراً إلى ضرورة تجاوز جميع تلك المواقف الجزئية والعمل من أجل مستقبل كريم للشعب الكردي وديمومة المكتسبات التي حصل عليها الكرد بدماء الشهداء، والدور الذي يقوم به المثقفين والفنانين من جميع أجزاء كردستان، هام جداً، وقال " سيكون من المهم جداً أن تبادر الشبيبة الكردستانية وكذلك تنظيمات المرأة الكردستانية إلى القيام بمثل هذه المبادرة الوطنية الكردستانية، إضافة إلى الشخصيات الاجتماعية والوطنية الاعتبارية عليهم أن يقوموا بالدور المناط بهم في هذه المرحلة الحساسة؛ لا بد أن تكون هناك مسيرات وتظاهرات وفعاليات واسعة في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي المهجر، كما على كافة القيادات السياسية الكردية أن يتحدثوا إلى بعضهم البعض وجهاً لوجه، ولا بد من التشهير بالشخصيات والأطراف التي تلعب دوراً هداماً وسلبياً تجاه الوحدة الوطنية الكردستانية."

واختتم عضو الهيئة الإدارية لـ (KCK) حديثه بالتطرق إلى اللقاء الأخير الذين عقده القائد عبدالله أوجلان مع أخيه محمد أوجلان، على أعقاب الحريق المفتعل الذي نشب في جزيرة إمرالي وردود الفعل الشعبية الرافضة لسياسة العزلة المطلقة المفروضة على القائد في سجن جزيرة إمرالي، وقال " إن نضال القائد آبو بأكمله منذ البداية هو إحياء "الكردي الميت" وتحرير "الكردي العبد"، حتى ليس الشعب الكردي فقط بل من أجل تحقيق حياة حرة وديمقراطية لشعوب تركيا ويناضل من أجل ديمقراطية الشرق الأوسط، ووضع الحلول والنماذج ووجهات النظر لتحقيق كل هذا، فقد كرس حياته كلها لذلك. بحث الحلول المحتملة مع الدولة التركية وعرض تلك الحلول على الدولة التركية وداعاها للحوار أجل تنوير المجتمع، إن مقاربة الدولة التركية للقائد آبو هي مقاربتها لحركة الحرية والشعب الكردي، كما تعني العزلة المطلقة على القائد، مشروع تصفية لحزب العمال الكردستاني، وقد حشدت الدولة التركية جميع طاقاتها من أجل تنفيذ ذلك، لكنها الآن في حالة فشل ذريع وتتعرض للانهيار في مواجهة المقاومة العظيمة التي يبديها القائد وحركتنا وشعبنا، ويجب أن ندرك تماماً أن القضاء على فاشية أردوغان يعني القضاء على العقلية الاستعمارية القائمة على مدار القرن الماضي، وربما تكون هذه الحرب الأخيرة التي نخوضها ضد الدولة الجمهورية التركية؛ صحيح أننا دفعنا تضحيات باهظة في هذه المرحلة، لكن فاشية أردوغان لم تصل إلى هدفها بكل تأكيد، بل على العكس دخلت في مرحلة الانهيار وجميعنا نرى الأزمة الاقتصادية والسياسية العميقة التي تعيشها تركيا اليوم، إضافة إلى عزلتها عن المجتمع الدولي، كل ذلك بفضل مقاومتنا ونضالنا المبارك"

وتابع " لطالما فضل القائد آبو الحل الديمقراطي، بالطبع هناك نضال قائم من أجل إيجاد مكان للكرد. كما إن حقيقة أن الكرد يستندون في نضالهم ومقاومتهم على إرادتهم الحرة وقواهم الذاتية، هي أعظم قيمة أكسبها القائد آبو للشعب الكردي؛ هنا  ندعو شعبنا وأصدقاءنا إلى الاستمرار في نضالهم ومقاومتهم وفعالياتهم لكسر العزلة المفروضة على القائد آبو والدفاع عن كرامتهم وإرادتهم وحريتهم ومستقبلهم؛ كما يجب أن تكون حرية القائد آبو على رأس أولوياتنا لأن كل شيء مرتبط به ومرهون به.