النيران التركية تلتهم غابات وأراضي إقليم كردستان وسط صمت حكومي مقلق 

تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها اليومية على مناطق مختلفة من إقليم كردستان، مما يؤدي إلى حرق مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية تحت أنظار حكومة الإقليم دون أي تدخل لإطفاء هذه الحرائق.

لم يمر يوم واحد دون أن يشن جيش الاحتلال التركي هجمات على مناطق متعددة من إقليم كردستان، مما يؤدي إلى اندلاع حرائق هائلة في الغابات والأراضي الزراعية. تأتي هذه الهجمات ضمن حملة مستمرة تستهدف ليس فقط الأرض والشعب الكردي، بل أيضاً البيئة والطبيعة في المنطقة.

وأفادت المعلومات لوكالة (روج نيوز)، بأن تركيا تستخدم كل الوسائل الممكنة للقضاء على الكرد، من العمليات العسكرية المباشرة إلى التدمير البيئي والزراعي. في السنوات الأخيرة، قامت القوات التركية بقطع الأشجار التي تشكل مصدر حياة للسكان في المناطق الحدودية بين شمال وجنوب كردستان، ونقلها إلى المدن التركية. شهدت مناطق مثل عفرين المحتلة قطع أشجار الزيتون أو إحراقها بالكامل.

تستهدف تركيا أيضاً إبادة الكرد في إقليم كردستان عبر قصف المناطق الحدودية مثل بنجوين، أسوس، بناري قنديل، بالاكايتي، برادوست، كارى، خاكورك، ومناطق الدفاع المشروع (زاب، متينا، آفشين، حفتانين، جمجو)، مما يؤدي إلى إشعال النيران في الغابات التي يمتد عمرها لعشرات الكيلومترات.

ومع ذلك، فإن موقف حكومة الإقليم يثير تساؤلات، حيث تكتفي بمشاهدة حرائق الغابات دون أي محاولة لإخمادها، وكأنها تنتظر احتراق كامل أراضي إقليم كردستان. لم تصدر الحكومة أي إدانة لهذه الأعمال العدائية، ما يزيد من معاناة السكان المحليين الذين يعتمدون على هذه الأراضي في معيشتهم.

وفقاً لإحصائية منظمة CPT الأمريكية، منذ عام 2015، تسببت الهجمات التركية في حرق مليون و800 ألف دونم من الأراضي. هذا الرقم الصادم يوضح حجم الكارثة البيئية والإنسانية التي تواجهها المنطقة.

في حين تسعى تركيا عبر هذه الهجمات إلى تدمير البيئة والطبيعة في بلاد ما بين النهرين، والتي تعتبر مهد الحضارات. من الضروري أن تتحرك حكومة الإقليم والمجتمع الدولي لوقف هذه الأعمال العدوانية وحماية البيئة والشعب في إقليم كردستان.