رسالة منظومة المجتمع الكردستاني بمناسبة السنة الجديدة: سنصعد من وتيرة النضال
نشر المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) رسالة بمناسبة قدوم العام الجديد، تمنّى فيها أن يصبح العام 2023 عاماً لحرية الشعوب والمضطهدين والنساء والبشرية جمعاء.
نشر المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) رسالة بمناسبة قدوم العام الجديد، تمنّى فيها أن يصبح العام 2023 عاماً لحرية الشعوب والمضطهدين والنساء والبشرية جمعاء.
" هذه الذكرى بالنسبة للمسيحيين تعني الميلاد، حيث يتم الاحتفال به في هذا العصر كعيد رأس السنة، وباسم الحركة، نهنئ عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة للمجتمع المسيحي، لشعبنا والإنسانية، ونتمنى أن يجلب العام الجديد الحرية للشعوب، المضطهدين، المرأة، والإنسانية.
نحن نودع عام 2022 ونتركه خلفنا، حيث تم إبداء نضال ومقاومة عظيمتين فيه، ونستقل عاماً جديداً، كان العام 2022 هو العام الذي شهد شدة الحرب العالمية الثالثة، كانت الحرب العالمية الثالثة هي المرة الأولى التي اندلعت فيها الحرب الأوكرانية خارج الشرق الأوسط، حتى لو توسعت ساحة الحرب بهذا الشكل، فهي منذ البداية لها طابع الهجوم على المجتمع والطبيعة، وتندلع في جميع أنحاء المجتمع، وفي الوقت الذي تنهب فيه الحداثة الرأسمالية المجتمعات وتقضي على المجتمع والطبيعة، وتزيد من ظاهرة عدم المساواة بين الشعب، بدأت الحرب العالمية الثالثة نتيجة أزمة نظام الحداثة الرأسمالية، ويعمق مرحلة الأزمة الحالية أكثر فأكثر، كما أنه يتم تدمير المجتمع في ظل نظام الحرب وحكم الحداثة الرأسمالية، أكثر من ذي قبل، لأن نظام الحداثة الرأسمالية تواصل سلطتها وحكمها من خلال قضائها على القيم الاجتماعية وتدمير المجتمع، يقترب نظام الحداثة الرأسمالية من الطبيعية أيضاً بنفس النهج، وفي العصر الحالي، يتم نهب الطبيعة بشكل خطير، كما أنه يتم القضاء على التربة، الهواء، الماء، الغابات، والبيئة بشكل شمولي، جميع هذه الممارسات الوحشية بحق الطبيعة هي نتيجة محاولة نظام الحداثة الرأسمالية لزيادة أرباحه، ونتيجة هذا النهج، يتزايد ظاهرة عدم المساواة والمجاعة في داخل المجتمعات يوماً بعد يوم، القليل من الأشخاص في العالم يعيشون في حالة من الثراء، لكن البقية يعانون من الفقر والجوع، لقد أضطر الملايين من الأشخاص على الهجرة والنزوح وتركوا ديارهم ومنازلهم خلفهم بسبب الحرب والجوع، لم يشهد التاريخ مثل هذا التهديد والمخاطر على الإنسانية في أية مرحلة من مراحلها عبر التاريخ، وكل هذه المشاكل يسببها نظام الحداثة الرأسمالية، وقد ازدادت أكثر في عام 2022.
ازدادت ممارسات التدمير والحرب ضد المجتمع والطبيعة من قبل نظام الحداثة الرأسمالية في عام 2022، وفي مواجهة هذا النظام والنهج، تم إبداء نضال عظيم وكان عام 2022 عاماً مليئاً بالمقاومة والنضال، لقد خاص الشعب، المرأة، البيئيون، الاشتراكيون، الشبيبة، العمال، الكادحين، والفقراء، بشكل عام، في عام 2022، نضالاً عظيماً في كل مجالات الحياة لأجل تحقيق الديمقراطية، العدالة والحرية، كما أنهم أبدوا نضالاً قوياً ضد اضطهاد الحداثة الرأسمالية وممارسات التدمير بحق الطبيعة والمجتمع وواصلوه بلا هوادة، وتم خوض مثل هذه المقاومة العظيمة ضد الحداثة الرأسمالية من قبل جميع شرائح المجتمع، وقد أعرب المجتمع والإنسانية مطالبهما تجاه الحداثة الرأسمالية التي تفرض الدمار على المجتمع والطبيعة، بكل قوة، لذلك، فهم من تركوا بصمتهم على عام 2022 وليس الحداثة الرأسمالية المدمرة والسلطوية، إن الذين تركوا بصمتهم على العام، هم أولئك الأشخاص العظماء الذين تصرفوا بفكر ووعي وأصبحوا أنصاراً للديمقراطية وناضلوا في هذا السبيل وخلقوا القيم، لهذا، أصبح عام 2022 عاماً مليئاً بالنضال العظيم، وفي ظله تقدم فكر المساواة، الحرية، والديمقراطية في جميع مجالات الحياة، وتم خلق وتحديد بديل ضد نظام الحداثة الرأسمالية الذي يسعى لتدمير المجتمع والطبيعة والقضاء على الإنسانية، وهو الحداثة الديمقراطية التي تنتهج الحياة الحرة والانسجام مع الطبيعة.
السمات التي برزت أكثر في عام 2022، بلا شك كانت البحث عن حرية المرأة والنضال من أجلها، أبدت المرأة المقاومة أكثر الراديكالية والتغيير ضد نظام الذهنية الذكورية وهو السبب الرئيسي للدمار والقمع منذ التاريخ حتى عصرنا الحالي والذي يستمر تحت غطاء نظام الحداثة الرأسمالية، ومن جهة أخرى، أثبتت أن حقيقة ’مستوى حرية المرأة يعكس مستوى حرية المجتمع‘، تم فهمها بشكل أكبر، كما أنها وصلت إلى المستوى الذي تبناها المجتمع ضد نظام الحداثة الرأسمالية الذي يكون ذهنية ونظام الهيمنة الذكورية قويتين فيه، لذا، أصبحت النسخة المعادية للمجتمع والنساء والمتحيزين على أساس الجنس ولنضال المرأة من أجل الحرية، هي الديناميكي وأساس كافة التطورات، وأن القيادة التي تديرها المرأة في شرق كردستان وإيران، خلقت تطورات عظيمة مع نضالها ومقاومتها، ومثال واقعي وملموس على ذلك، شعار ’المرأة، الحياة، الحرية‘ التي برزت في شرق كردستان وإيران، يتم ترديده الآن في جميع أنحاء العالم، ويظهر المستوى الذي وصل إليه النضال من أجل حرية المرأة والمرأة القيادية في ثورتها بنفسها، بكل وضوح إن نهج ونظام هيمنة الذهنية الذكورية قد دخل في مرحلة الانهيار الوشيك، وستصبح الواقع المؤكد الآن أن التاريخ سيشهد أنه وبمبادرة قيادة المرأة ونضالها، ستصبح الحياة حرة ويتم تحرير المجتمع والطبيعة من الدمار.
وفي عام 2022، أن من أكثر الشعوب الذين تعرضوا للاعتداءات العنصرية، الاحتلال والإبادة الجماعية، وناضلوا ضد هذه الهجمات الوحشية أكثر من غيرهم وأبدوا مقاومة لا مثيل لها، هو الشعب الكردي، وعلاوة على ذلك، أن سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ودولة الاحتلال التركي القاتلة، اللتان تتصرفان بنهج معادي للشعب الكردي، كثفت من هجماتها الاحتلالية والإبادة الجماعية في شمال كردستان، جنوب كردستان، روج آفا، مخمور، شنكال، ومناطق الدفاع المشروع، إضافة إلى جميع الأماكن التي يتواجد فيها أبناء الشعب الكردي، وناهيك عن الهجمات الجسدية، كثفت سلطة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية من حملات الإبادة السياسية وجميع أنواع الهجمات القذرة للحرب الخاصة، والمثال الواقعي الذي حدث مؤخراً، هي مجزرة باريس الثانية، حيث تم ارتكابها مثل الهجمات الأخرى ضد الكرد، إن الذي نفذ الهجوم الثاني في باريس، هي حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إن الشعب الكردستاني الوطني ناضل ضد كل هذه الهجمات بلا هوادة وجعل من عام 2022 عام المقاومة والنضال.
بلا شك، أن المقاومة الأكثر قوة وعظمة تم خوضها من قبل مقاتلو حركة التحرر الكردستانية، لقد قاوم مقاتلو حركة التحرر الكردستانية ضد هجمات الاحتلال في البداية في مناطق الدفاع المشروع وأيضاً في جميع ساحات تمركزهم، بروح الفدائية الآبوجية، وأفشلوا هجمات الاحتلال والإبادة الجماعية، أقدم النظام الفاشي القاتل على استخدام جميع أنواع الأسلحة المحظورة بما في ذلك الأسلحة الكيماوية التي بحوزتها في عام 2022، لأجل تحقيق مخططاته وأهدافه الاحتلالية التي يسعى إليها، وبدأ بتنفيذ كافة الأساليب القذرة، فهو كان يأمل تحقيق الانتصار أمام مقاومة الكريلا بهذه الطريقة، لكن قوات الكريلا أحبطت هذا الهجوم بروح الفدائية الآبوجية والتكتيكات الكريلاتية الحديثة ومنعوا العدو من الوصول إلى مبتغاه، ودفع مقاتلو حركة التحرر الكردستانية التاريخ نحو الديمقراطية والحرية، وأصبحت تلك القوة التي خلقت أكبر وأعظم تقدم في التاريخ، إذا تمكنت حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية من تحقيق أهدافها، عندها لم يكن سيتم إبادة الشعب الكردي فقط، بل في الوقت نفسه، كان سيقضى على التطور الديمقراطي في تركيا والشرق الأوسط بأكمله وسيسود نظام من الذهنية الإرهابية لتنظيم داعش على العالم بأسره، لكن وبفضل النضال والمقاومة، توشك حكومة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية على الانهيار، وفي هذا السياق، ازداد أمل ومعنويات القوى الديمقراطية وأصبحت قريبة من النصر أكثر من أي وقت مضى، من الواضح أن عام 2022، كان عام فشل لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، لكنه أيضاً عام عظيم لنصر الشعب الكردي.
قدم أصدقاء الشعب الكردي دعماً قوياً للشعب الكردي من أجل ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان وضد الهجمات على الشعب الكردي وكردستان وزادوا من نضال شعبنا من أجل الحرية من خلال دعمهم ومساندتهم، لقد قدموا مساهمة مهمة من أجل النجاح والنصر، وقد دعمت قوى ومؤسسات الحداثة الرأسمالية حكومة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية الفاشية، وأصبحوا شركاء في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها هذه الحكومة ضد شعبنا، وفي الوقت نفسه، دافع المفكرون، الكتاب، الفنانون، الأكاديميون، السياسيون، الأمميون، المرأة، والشبيبة من جميع أنحاء العالم، عن القائد أوجلان، وقدموا دعمهم للنضال من أجل الحرية للشعب الكردي وأظهروا صداقتهم وولائهم لشعبنا، باسم الحركة وشعبنا، نشكر أصدقائنا والمرأة على دعمهم للشعب الكردي ومساهمتهم ذات المعنى، ونعبر لهم عن تحياتنا الثورية واحترامنا.
نهنئ الشعب، المرأة والإنسانية جمعاء بقدوم العام الجديد 2023، وفي شخص شهداء عام 2022، الذين ملأوا عام 2022 بالمقاومة وانتصروا وجعلونا نبدأ عامنا الجديد 2023 بأمل أكبر في تحقيق النصر والحرية، نستذكر جميع شهداء الثورة والديمقراطية بكل احترام وامتنان، ونؤكد مجدداً أن الشهداء هم خالقو قيمنا الديمقراطية، ورواد لمقاومتنا، ونكرر العهد بالنصر الذي قدمناه للشهداء مرة أخرى.
من الواضح أنه في عام 2023، هناك مهام أكبر أمامنا كقوى الديمقراطية والحرية، وسنكون مصممين ومقاومين من أجل القيام بمهامها التي وضعها التاريخ على عاتقنا وسنقوم بمسؤوليتنا الثورية على أكمل وجه، وعلى هذا الأساس، ندعو قوى الديمقراطية في العالم أجمع إلى تصعيد وتيرة النضال وبناء الحياة من منظور الحداثة الديمقراطية وأن يجعلوا من عام 2023 عاماً للنصر".