كوباني... المدينة التي لم تسقط - 2
كيف كانت مدينة المقاومة كوباني قبل 15 أيلول 2014؟ في المدينة التي اندلعت فيها ثورة روجآفا في 19 تموز 2012 وتصدرت قيادة نظام المقاطعات، وأي مكان كانت حتى هجمات 15 أيلول؟
كيف كانت مدينة المقاومة كوباني قبل 15 أيلول 2014؟ في المدينة التي اندلعت فيها ثورة روجآفا في 19 تموز 2012 وتصدرت قيادة نظام المقاطعات، وأي مكان كانت حتى هجمات 15 أيلول؟
تقع مدينة كوباني على بعد 30 كيلوميراً غرب نهر الفرات، وتبعد مسافة 150 كيلومتراً عن مدينة حلب، وتقع على الحدود الفاصلة بين غرب وشمال كردستان، في الواقع، كانت مثل مدينة صغيرة وغير معروفة، قبل ثورة روجآفا ومقاومة الانتصار التاريخية لكوباني، وهناك العديد من الأبحاث التاريخية حول اسم كوباني، حيث تؤكد هذه الأبحاث أن هذا الاسم لا يأتي من اسم الشركة الفرنسية "كومباني"، لأن تاريخ كوباني يمتد للفترة الحورية والميتانية للعام 1650 قبل الميلاد، ولوجود العديد من الينابيع فيها، كان يُقال عنها "كانيه باني"، ما يتضح بأنه تتواجد في هذه الجغرافية عشيرتين كبيرتين باسم "كوما بانيا جير وجور"، لذلك تم اختصار تسمية هذه الجغرافيا وتسميتها باسم "كوباني".
وكانت كوباني خلال فترة حكم إدارة دمشق تابعة لمدينة حلب، وكانت قبل الحرب العالمية الأولى، ترزح تحت حكم الاحتلال العثماني، ومن ثم أصبحت تحت السلطة الحاكمة لفرنسا، وبعد إنشاء الجمهورية السورية، وُضعت الحدود بينها وبين بلدة برسوس التابعة لمدينة رها، وفي العام 1980، قامت إدارة دمشق بتسميها باسم "عين العرب"، وقد نسبت إدارة دمشق هذا الأسم للمدينة لوجود الينابيع فيها، حيث كان أهالي كوباني في تلك الفترة يسمحون لرعاة الغنم العرب بسقاية أغنامهم، لذلك أصبح اسمها "عين العرب".
وتبلغ مساحة مركز مدينة كوباني 3033 كيلومتر مربع، حيث تتبع لها 5 نواحي، وهي صرين وقنه وشيران وجليه بالإضافة لـ 366 قرية، وتبلغ نسبة السكان الكرد فيها 90%، لكن يتواجد فيها الأرمن والعرب أيضاً، ويعمل أهالي الذين يعيشون في كوباني بالأعمال الزراعية وتربية الحيوانات، ونظراً لانعدام فرص العمل في المنطقة، يتوجه غالبية الأهالي إلى مناطق مثل الرقة وحلب من أجل العمل، كما أن كوباني تشتهر بحفر آبار المياه الجوفية، وقد أوصلوا مهنتهم هذه إلى جميع أرجاء العالم.
التاريخ: 19 تموز 2012
إن تاريخ 19 تموز 2012، الذي يُعتبر بداية إنطلاق ثورة روجآفا، تعني بالنسبة لكوباني مرحلة جديدة، وأصبحت متنفساً ضد ظلم وقمع النظام اللذان استمرا لسنوات طويلة، وبات أهالي المنطقة الذين كانوا يعيشون حالةً من عدم الاستقرار بسبب ضغوط النظام، يتحركون بحرية وبات أيضاً قادراً على التجول بكل سعادة في شوارع مدينتهم حتى الصباح.
نظام المقاطعة والإدارة الجديدة
لقد أخرج أهالي كوباني قوات النظام من المدينة، واتخذوا الخطوة الأولى من أجل بناء إدارتهم الذاتية، وتم الإعلان في 27 كانون الثاني 2014، عن الإدارة الذاتية في مقاطعة كوباني، وفي الاجتماع الذي عُقد في مركز باقي خدو للثقافة والفن بمشاركة أعضاء المجلس التشريعي، تم انتخاب لجان الإدارة الذاتية المكونة من ممثلين عن 6 أحزاب سياسية ومنظمات شعبية ديمقراطية ووجهاء المنطقة.
وكما هو الحال في روجآفا بأكمله، فإن منطقة كوباني أيضاً تُدار من خلال دستور تحت مسمى العقد الاجتماعي، وأساس هذا العقد هما الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكما هو الحال في جميع المناطق، يتكون جزء كبير من الإدارة في مدينة كوباني مدينة المقاومة من المرأة، وإن مدينة كوباني التي تُدار بنجاح، تُعتبر مثالاً لنموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية، هي منطقة في غاية الأهمية بالنسبة لشعوب كردستان وبالأخص لروجآفا، ففي العام 1979، عندما انتقل القائد عبدالله أوجلان إلى سوريا، كان قد جاء إلى كوباني، لهذا السبب، تُعتبر مدينة كوباني مكاناً مهماً للغاية أيضاً بالنسبة لنضال حرية كردستان.