أعلنت لجنة التضامن مع عوائل شهداء لحزب العمال الكردستاني، خلال بيان استشهاد جعفر أنكيزك، وذكر البيان أن النضال من أجل حرية كردستان يكمل نصف قرن، مضيفاً أن حزب العمال الكردستاني وصل إلى اليوم هذا بتقديم تضحيات عظيمة في مواجهة سياسات الإنكار والتدمير التي تنتهجها الدولة التركية المستبدة، وتم في البيان الإعلان عن مساهمة جعفر أنكيزك ومكانته في النضال، وتقديم التعازي لعائلته والشعب الوطني الكردستاني.
المعلومات التفصيلية حول سجل رفيق دربنا جعفر أنكيزك هي كما يلي؛
الاسم الحركي: جعفر أنكيزك
الاسم والكنية: حسين أنكيزك
تاريخ ومكان الولادة: 1955\ مرعش
اسم الأم – الأب: ساجيه- محمد
تاريخ ومكان الانضمام: 1967\ مرعش
تاريخ ومكان الاستشهاد: 14. 03. 2024\ روج آفا
في هذه الفترة التي يتزايد فيها النضال التحرري الكردستاني بقيادة حزب العمال الكردستاني، ويكمل نصف قرن، على أساس حماية وجود الشعب الكردي وتحقيق حريته، تم تحقيق إنجازات عظيمة ومن أجل الوصول في هذه الأيام، بالدرجة الأولى، إلى القضاء على سياسات الإنكار والتدمير التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي الفاشية للإبادة الجماعية، وإبراز الهوية الكردية في العالم، تم تقديم تضحيات كبيرة
منذ البداية وحتى اليوم جمعنا آلاف الأبطال الفدائيين في صفوف الثورة وقدمنا الكثير من الشهداء، أنَّ مسيرة الحرية الكبرى التي بدأت بستة أشخاص ، فقد وصلت اليوم إلى الملايين وأضفت لها طابع وصفة عالمية من خلال عبورها حدود كردستان.
لا شك أن هذه كلها من نتاج وفضل التضحيات الكبيرة لشهدائنا الخالدين، والذي يمثل كل واحد منهم جزءً من نضالنا التحرري، والمقاتلين الابطال الذين يخوضون اليوم مقاومة كبيرة في الأنفاق ويقاتلون في جبهات القتال أمام كل أنواع الهجمات الوحشية، ويسطرون أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ حرية الشعوب.
إنَّ أحد الأبطال والقياديين الذي قدم نضالاً وجهداً كبيراً في الوصول إلى هذا المستوى من النضال التحرري الكردستاني ،واستمر في الخط الأبوجي النضالي في جميع الظروف، واستطاع أن يصبح أحد أبناء المفضلين لدى الشعب الكردي المقاوم ؛ كان لرفيقنا جعفر إنكيزك الفضل في تطوير الأعمال الأدبية في كردستان بقدر مقاومته لهجمات الإبادة الجماعية، وبمناسبة إعلان شهادته ولتحالقه بقافلة الشهداء نقدم تعازينا الحارة لعائلته العزيزة و شعبنا الوطني؛ في شخص الرفيق جعفر إنكيزك، شهداء الثورة، الذين رسموا بحياتهم العظيمة خط النضال والمقاومة، وقدموا التضحيات الكبيرة في سبيل خلق الحياة الحرة في كردستان، نستذكرهم باحترام واِمتِنان؛ ونؤكد بتحقيق الوعد الذي عاهدناه على أساس الحرية الجسدية للقائد آبو، ونهزم عقلية الإبادة الجماعية في شخص دولة الاحتلال التركي الفاشية، ونحيي أهداف وأحلام الشهداء الخالدين.
ولد رفيقنا جعفر إنكيزك عام 1955 في قرية بازلار، التابع لبازارجخا، لناحية مرعش وفي وسط منتشر فيه الثقافة والمعتقد العلوي ،ونشأت ومارست الثقافة الاجتماعية الكردية فيها بقوة.
واجهت مرعش وضواحيها سياسات التهجير والصهر والانحلال والتغيير الديمغرافي خلال الحكم العثماني وبعد قيام الجمهورية التركية، أصبحت المنطقة التي يتم فيها تنفيذ سياسات التتريك والهجرة أكثر من غيرها وكانت المنطقة تقريباً معزولة عن هويتها الطبيعية.
ولكن على الرغم من ذلك، استمرت المقاومة الثقافية القوية للغاية في الوجود وخرج العديد من القادة العظماء من هذا المكان، نشأ رفيقنا جعفر إنكيزك في مثل هذا المركز، وعاش مع الأسئلة الأولية حول الحياة والعلاقات الاجتماعية والصراع الطبقي، والقمع، لقد طورت حيوية العقل الاجتماعي لديه موقفًا تجاه تصرفات دولة الاحتلال التركية.
إن الخصائص الموحدة والمشتركة والمقاومة للمجتمع الذي كان عضواً فيه، وجدت جواباً لها في شخصية رفيقنا جعفر ومشاعره وأفكاره، إحساسه بمعنى حياته مع العمل، فهو يواصل خصائص المجتمع الطبيعي، فهو يشكل شخصيته، التحق بالمدرسة الابتدائية في القرية التي ولد فيها، ومن ثم تابع دراسته في المدرسة الثانوية في بازارجخ وبعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة بمنطقة ديلوك، بدأ الدراسة في معهد التربية في مدينة مرعش وبعد تخرجه من معهد التربية عمل مدرساً في المرحلة الابتدائية.
انضم إلى حزب العمال الكردستاني في عام 1976
بدأ رفيقنا جعفر إنكيزك متابعة النضال الثوري في مرحلة الشبيبة الثورية عندما كان عمره 16 عامًا، لقد تأثر كثيرا بمقاومة واستشهاد سنان جمكيلر في قرية قريبة من قريته في أحدى هجمات دولة الاحتلال التركي ، واستمر حبه للحركة الثورية التركية حتى عام 1976.
التقى بثوار كردستان عام 1976 وفي نفس العام انضمَّ إلى الحركة الأبوجية ، التقى بالثوار العظماء حقي قرار وكمال بير وكان يناضل معهم في الأنشطة، لقد كان لجهود ونضال رفيقنا كمال بير على خط مرعش-ديلوك دوراً حاسماً في تطوير النضال التحرري الكردستاني وانضمام عدد كبير من الشبيبة الثورية في صفوف الثورة.
وانضم عدد كبير من الكوادر القيادية إلى صفوف حزب العمال الكردستاني على أساس هذه الأنشطة. لقد شارك رفيقنا جعفر إنكيزك بفعالية في كل هذه التطورات وبعد قيامه بعمل مكثف في منطقة جنوب غرب كردستان، ذهب عام 1979 إلى لبنان مع المجموعات الأولية لتلقي التدريب العسكري.
عندما كان في لبنان وسوريا، كانت له مشاركة قوية ، رفيقنا جعفر، الذي جعل من إيديولوجية القائد آبو أساس تكوينه، هيأ نفسه لتطور نضال مقاتلي الكريلا في كردستان من خلال انضمامه وتدربه في المجال العسكري وبعد التدريب عاد إلى المنطقة التي ترعرع فيها.
وكان من بين الذين اتخذوا الخطوات الأولى لتطوير نضال الكريلا في هذه المنطقة،و شارك في تطوير النضال ضد الانقلاب الفاشي في 12 أيلول 1980 ونتيجة للعديد من الاعتقالات، استمرت المجموعة، باعتبارها مجموعة ثورية صغيرة، في البقاء في جنوب روج آفا حتى عام 1981 وفي عام 1981، عاد إلى لبنان حيث كان يقيم القائد آبو واستمراراً لذلك، تم تنفيذ الأنشطة الشعبية في مناطق مثل حلب وعفرين،و حتى خريف عام 1982، في الساحات التي تم اليوم الإعلان عنها للعالم أجمع باسم ثورة روج آفا، تمكن من أن يصبح عضواُ للنضال التحرري كردستاني، وإرساء أسس الثورة الوطنية الديمقراطية.
وبفضل حياته المتواضعة، اكتسبت المشاركة التطوعية مكانة كبيرة في قلوب أهالي المنطقة ومن خلال قيادته للخطوط الحدودية، تولى مسؤولية نقل قيم القائد آبو التي خلقت بصعوبة إلى كردستان. وبعد أن تلقى العلاج لمدة عام في جنوب كردستان بسبب المرض، انتقل إلى منطقة بهدينان في عام 1983.
واستمر رفيقنا جعفر إنكيزك في مسيرته الثورية دون توقف، ومن هناك توجه إلى خاكورك وعلى الرغم من رفيقنا كان يعاني بشدة من مرض اليرقان، إلا أنه لم ير أي صعوبة كعائق أمام مشاركته. وفي الفترة من 1984 إلى 1990،و قام بالأنشطة الكريلايتية في المناطق الممتدة من غرب زاب إلى جبل كابار، وقاوم الهجمات الاحتلالية لدولة الاحتلال التركي الفاشية، مع القائد الكبير عكيد (معصوم قرقماز)، وخاض مع الأبطال الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في النضال التحرري الكردستاني ؛مصطفى يندم، كاظم كولو، الشهيد عزيز، الشهيدة عزيمة ،حرب التحرير، لقد تلقوا الواجبات والمسؤوليات في قيادة المنطقة والمناطق الحدودية والتنسيق بين الإيالات، وحتى عندما لم يكن لديه مهمة رسمية، لم يتورع عن رفع مستوى المشاركة لمقاتل كان الأكثر إخلاصاً والتزاماً وصدقاً وتضحيةً، ولا يراقب إلا نجاح الثورة ووضع خبرته ومعرفته في خدمة رفاقه في جميع الظروف، فقام بالأنشطة التعليمية التي حددها حزب العمال الكردستاني بأنها الطريق الرئيسي للنصر.
لقد عمل على تدريب الآلاف من الكوادر
وفي عام 1990، عاد إلى ساحة القائد آبو ،و درس في أكاديمية معصوم قرقماز حتى خريف عام 1991 وفي عملية التدريب عزز شخصيته القيادية من خلال تحمل المسؤولية، لقد هيَّأ رفيقنا جعفر الذي أراد في البداية للذهاب إلى بوطان نفسه، وتم تعيينه في منطقة تولهيلدان، وقاد الأنشطة والتنظيمات الشعبية بشكل مثمر في مناطق مرعش وسمسور.
وفي عام 1994، عاد من جديد إلى ساحة القائد آبو وبعد عملية تدريب ناجحة، اتجه إلى منطقة بوطان وحتى عام 1999، شارك في العمل على المستوى الإداري في منطقة بوتان - بهدينان، وكانت له جهود كبيرة في تصعيد النضال التحرري الكردستاني،كان رفيقنا جعفر إنكيزك، الذي كان متمسكًا بشدة بخط المقاومة الذي حدده القائد آبو، يتخذ موقفًا ضد المفاهيم والمواقف الرجعية وسياسة التصفية المناهضة للثورة.
وبغض النظر عما إذا كان العمل والمهام الموكل إليه صغيراً ام كبيراً، فقد ولّد لديه مشاركة حيوية تطوعية ومن أجل وضع ما تعلمه من القائد آبو في خدمة النضال في كل فرصة، قام بأنشطة تربوية في كل ساحة ذهب إليه بحس عالٍ من المسؤولية وكان له دور كبيراً في وصول آلاف من الكوادر و المناضلين.
بقي رفيقنا جعفر إنكيزك، بعد المؤامرة الدولية على القائد آبو في مناطق الدفاع المشروع ، و بقدر ما هو فدائي ومقاتل ضد الإبادة الجماعية، فهد قائد يقود الحرب وبفهمه العميق للأيديولوجية، نجح في إيصال النجاح التنظيمي إلى الجميع، وفي نفس الوقت كان كاتباً وباحثاً وكاتباً لأفكاره، وبإيمانه بنجاح الثورة، ومشاعره بالحرية و دراساته حول تاريخ الكرد وواقعهم الاجتماعي، التي كان عضواً فيها، استطاع أن يحويلها إلى أعمالٍ مكتوبة.
بين الأعوام 1999-2010، قام بتأليف كتاب بحث وتحقيق عن زرادشت بالإضافة إلى الأعمال العامة، استطاع رفيقنا جعفر بالرغم من سياسات الصهر والانحلال لدولة الاحتلال التركي، أن يحافظ على لغته وثقافته، ليصبح كردياً، وفي الوقت نفسه، كتب روايات باللغة الكردية اسمها "BÊNAV" و"BERXÉN ME" لقد كان رفيقنا جعفر إنكيزك ثوريا متعدد الأوجه، ففي نجاحه الثوري الذي دام نصف قرن، لم يقتصر أبدا على أداء مهمة أو نشاط واحد فقط، كان يقيم كل لحظة بأنشطة مختلفة. إلى جانب التدريب والتنظيم والبحث والاستقصاء، ساهم في أنشطة الاعلام الحر، و لعب دوراً كبيراً ومهماً في تولي مسؤولية إذاعة صوت الكريلا في تغيير حياة المجتمع و رفع مستوى نضال مقاتلي الكريلا.
ومثَّل منظومة المجتمع الكردستاني في المنطقة الشرقية لمدة ثلاث سنوات واستمرارا للنضال شارك الدورات التدريبية المركزية، ومارس عمله في أكاديمية العلوم الاجتماعية التي أنشئت تحت رعاية لجنة العلم والتنوير ،وفي هذه الفترة أكمل رواية تصف كردستان الشرقية.
ركز الرفيق جعفر إنكيزك عمله على تطوير الأدب الكردي، وإحياء الواقع الاجتماعي الكردي والثروة الثقافية من خلال الأدب، وكتب العديد من الأعمال الجديدة. لقد قدم مساهمات كبيرة في الأدب الكردي من خلال أعماله” GEWRO” و”GEWRÊ”، “HER TIŞTÊ ME”،” “SERKET، "SISÊ"استناداً إلى نهج حزب العمال الكردستاني في التعامل مع الأعمال الأدبية بمنظور جديد، تم اتخاذ خطوات ناجحة لتطوير الأدب الثوري، أدب الكريلا.
وعلى أساس نتائج مؤتمر الأدب الكردي الأول الذي عقد في مناطق الدفاع المشروع، فقد أداروا عملهم بحماس كبير وحساسية عالية، لقد أعطى رفيقنا جعفر إنكيزك، أهمية كبيرة للأدب الكردي في مجال إعادة بناء المجتمع، بقلمه القوي، كما خاض نضالاً قوياً ضد الإبادة الثقافية، أصبح مبدعاً لأعمال قيمة ستبقى إلى الأبد في تاريخ كردستان .
طوال حياته الثورية، اتخذ رفيقنا جعفر إنكيزك فلسفة القائد آبو في الحياة الحرة، ومبادئ نضال الأبوجي، وخط النضال والمقاومة لحزب العمال الكردستاني مرشدًا له، وكان يهدف إلى أداء واجباته بنجاح،و في الفترة الثالثة من وجود الحزب، ومع تغير النموذج، شهد القائد آبو تأملات عميقة ومن أجل فهم وتنفيذ النموذج الاجتماعي الديمقراطي والبيئي والقائم على حرية المرأة، تصرف بتفهم وإحساس عالي ومع العلم أن الرفاقية الحقيقية للمرأة هو المقياس الأساسي لنضال حزب العمال الكردستاني، فقد عمقوا دراساتهم لفهم واقع حزب الحياة الحرة الكردستاني وعلى أساس إنشاء نموذج المجتمع الديمقراطي، فقد عززوا فهمهم للواجبات الفكرية والأخلاقية والسياسية.
كان ناشطاً في المجال الأدبي في روج آفا
وأخيراً دخل ساحة ثورة روج آفا وواصل أعماله الأدبية هناك وخلال إقامته في روج آفا، في الوقت نفسه، بدأ العلاج على أساس مكافحة المرض الذي طالما ظهر في حياته الثورية، لكنه لم يمنعه أبداً من التقدم في حياته الثورية، لقد كرس رفيقنا جعفر إنكيزك حياته كلها لحرية كردستان، وشعر بإثارة ثورة روج آفا وبينما كان يعاني من المرض، واصل أبحاثه وأعماله الأدبية،و بتاريخ 14.03.2024 انضم إلى شهداء كردستان الخالدين في المستشفى الذي كان يعالج فيه، تاركاً وراءه قدراً كبيراً من النضال وفهم الحرية والشعور بالانتماء للوطن.
مرة أخر نقدم تعازينا الحارة لعائلة رفيقنا العزيز جعفر إنكيزك، ولشعب كردستان الوطني، وللشعب المتمسك بقيم الحرية والديمقراطية؛ ونجدد وعدنا بأننا بالتأكيد سنحقق أهدافهم وأحلامهم بكوردستان حرة وحياة حرة.