على الرغم من نشأة القيادية في وحدات المرأة الحرة – ستار (YJA-Star)، غمزة لاجين الاسم الحركي روناهي آمارا، في مدينتي تركيا الكبرى كوجا ألي وإزمير، إلا أنها نشأت مع قصص الوطن ومجزرة ديرسم، كما أن مجزرة ديرسم وقضايا المرأة شكل تأثيراً كبيراً عليها، وشاركت في نشاطات الشبيبة الوطنية في إزمير وكوجا ألي، لم تنحني لاجين أمام عنف والدها الذي مارسه بحق والدتها، وقاومت حتى في تلك السنوات ضد العنف الممارس بحق المرأة، لقد انضمت لاجين، التي كانت تأمل في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي، إلى صفوف قوات الكريلا في عام 2011، لأجل السير على خط النضال من أجل حرية الشعب الكردي، واستشهدت لاجين في جنوب كردستان جراء هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة في 18 آب 2022.
تحدثت والدتها سفيم ساغلام، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، عن حياة ابنتها، وذكرت إن ابنتها بدأت بالبحث عن هويتها في صغرها وكانت تقول لهم دائماً "حدثوني عن كردستان".
بدأت الجحيم بعد الزواج
وذكرت الأم سيفم ساغلام، أنهم من أصول ديرسم ولكنهم هجروا إلى مدينة موش، وأنها تزوجت في سن الـ 20، وتابعت قائلةً: "كنت صغيرة، لم أكن أعرف كيفية رفض الزواج ومعارضتهم، وبدأ الجحيم بالنسبة لي، ولدت ابنتي غمزة في عام 1992، لقد تعرضتُ للعنف بعدما بلغت ابنتي غمزة 3 سنوات، كان زوجي يتحجج كل يوم ويقدم أعذار مختلفة لأجل مواصلة عنفه علي، وأجهضت جنيني بعد 6 أشهر من حملي نتيجة العنف، لم تكن ابنتي غمزة تقبل العنف والإهانة بحقي، كان العنف يؤثر عليها، وأنهيت علاقتي مع الشخص الذي كنت متزوجة منه بعد ولادة ابني ولاط".
وذكرت الأم سفيم، بأنهم تخلصوا من عنف زوجها بفضل موقف غمزة، وأضافت قائلةً: "بعد أن بلغت غمزة سن السادسة من عمرها قالت لي ذات يوم، أمي سأطلقك منه، وكررت كلامها، أنه لا يستطيع أن يهينك ويمارس العنف بحقك، أنت لست عبيدة لديه، لا يمكنني قبول هذه الإهانات والعنف أبداً، ثم أظهرت موقف أمام والدها وعارضته وقالت له، سأطلق أمي منك بعد هذه الساعة، وأصبحت واعيةً بفضل ابنتي وموقفها الشجاع، وبعدها انتقلنا إلى مدينة كوجا ألي، والتحقت غمزة بمدرستها هناك، وكنت أيضاً أعمل لأجل تلبية احتياجات المنزل، كانت غمزة مختلفة جداً، وأثناء حديثها كانت تبين أكبر من عمرها بكثير، لأنها كانت مفتوحة العقل وواعية جداً، إذا كنت على قيد الحياة وأعيش بسلام اليوم، فهذا بفضلها".
تحدثوا لي عن كردستان
وأشارت الأم سفيم، إلى أن ابنتها غمزة كانت دائماً في خضم الأبحاث والحقائق، وتابعت قائلةً: "عندما كانت تأتي من المدرسة، كانت تقول لخالها ’حدثني عن كردستان ومجزرة ديرسم، أريد أن أعرف الحقيقة المعدومة‘، كانت تعاني من الضغوطات والمشاكل لأنها كانت تدرس في مدينة فاشية، على الرغم من ذلك، فأنها لم تستلم ولم تنحني أيضاً، وكانوا يقولون لها ’أنتي كردية وعلوية لا يمكنك الدراسة هنا أو تكوني بيننا‘، مع ذلك، فأنها لم تخف منهم ولم تترك مدرستها، وعندما كان لا يوجد دروس وحصص، كانت تأتي إلي وتقول ’أمي أذهبي إلى المنزل سأعمل بدلاً منك‘، أعني أنها لم تكن تفكر بنفسها فحسب، بل كانت تفكر أيضاً في الأشخاص من حولها، لذلك كانت محبوبة من قبل جميع من حولها".
كانت دائماً تتعمق بالقضايا المتعلقة بالوطن
وفي متابعة حديثها، صرحت ساغلام ان ابنتها انضمت الى صفوف الكريلا في العام 2011 وقالت:" عندما كنا في ازمير ايضاً كان لديها بعض الأصدقاء يتحدثون عن مشاكل النساء، السياسة، ديرسم والوطن، وبعد ان اتينا الى ازمير كانت قد بدأت بأعمال الشبيبة، بعد انضمامها، لم أرها لمدة طويلة، في أحد الأيام سمعت صوتها عبر التلفاز، لم تكن هنالك صورة، لقد تعرفت عليها من خلال صوتها، أحسست بشعور مختلف جداً".
كانت دائماً تبحث
وذكرت ساغلام أن مجزرة ديرسم أثرت كثيراً على ابنتها وقالت:" كانت تبحث دائماً، كانت فضولية جداً، تقرأ الكتب حول مجزرة ديرسم، وتسألني، كانت تركز كثيراً على مجزرة ديرسم، كانت قد أثرت عليها، عندما بلغت عمر الـ 16 سنة، كانت في عملية البحث عن هويتها، ما هي المرأة، كيف يتم إخضاعها، كيف تصبح قوية، أعني أنها كانت دائماً في هذا البحث، أعني أن العنف الذي تعرضت له كان له تأثير كبير عليها، تحقيقها عن هوية المرأة حررني من العنف".
كانت تقول إنها ستحمي حق الشعب الكردي
وذكرت ساغلام ان ابنتها غمزة بموقفها، كانت دائماً امرأة حرة، وقالت:" كانت مختلفة جداً، لم تفكر بنفسها ابداً، كانت دائماً تقول: امي، سوف ادرس، سأصبح محامية واحمي حقوق الشعب الكردي، كان هذا حلمها، كانت امرأة نشيطة جداً والحديث عنها صعب، كانت غمزة هي الشمس، العطر والحرية بالنسبة لنا، كانت امرأة حرة كانت بموقفها تعلن عن كل شي يخصها، انا فخورة بها، كثيراً ما أرادت ان تذهب الى ديرسم، كانت تقول دائماً: سأذهب يوما ما الى ديرسم، ولكن بسبب ان وضعنا الاقتصادي المتردي، لم نستطع ان نرسلها، ولكن بعد انضمامها، لا أعلم ما إذا ذهبت الى ديرسم أم لم تذهب، قبل أسبوع من استشهادها، كان قلبي يحن اليها ودخل توتر الى قلبي، ولاط أخبرني يوما، امي تعالي الى آمد، هكذا قال وانا توترت أكثر، وبعد ذلك آتى ولاط الى المنزل وقال، هناك هجمات ولكن لا يوجد شيء واضح، بعد كلامه لم اعد اعلم ماذا أقول، أعني دائماً كنت أقول إنني أريد رؤيتها حتى لو للمرة الأخيرة، وبعد ذلك جاءني خبر استشهادها".
نحن سوف نستمر بنضالنا
ولفتت ساغلام الانتباه الى هجمات الدولة التركية على الكرد وأنهت حديثها كالتالي: "نحن لا نعيش بشكل حر، نحن كنساء لا نعلم متى وكيف سوف نقتل، يا ترى بهذا القتل والمجازر الوحشية ماذا سيحققون؟ الى متى... هناك معايير للحرب ايضاً، ولكن حربهم ليس لها أية معايير، لا يوجد شيء كهذا في أي مكان من العالم، يجب على الشعب ايضاً ان يخرج ضد هذه الحرب، يتم قتلنا في كل مكان، أعني لماذا، لماذا يتم قتلنا، يجب علينا ان نتوحد، إذا لم نتوحد، أشياء كثيرة سوف تحدث لنا، ينبغي ألا نبقى صامتين وان نقف ضد الحرب ونناضل، نحن ايضاً ما دمنا أحياء سوف نستمر بنضالنا، نحن موجودون، لا أحد يستطيع إنكارنا، نحن كرد، علويون ولا أحد يستطيع ان يتجاهل هذا، نحن ايضاً لا نقبل بهذا، لكي نستطيع أن نعيش يجب علينا أن نناضل، آلامنا كثيرة، ولكن من اجل أرضنا ومن اجل وطننا، ولكي لا تزداد آلامنا يجب علينا أن نقاوم من اجل الحياة".