أجاب الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF)، حول المؤامرة الدولية التي دخلت عامها الخامس والعشرين، وجاء القسم الأخير من المقابلة على النحو التالي:
كيف قيّم القائد أوجلان مؤامرة ومرحلة إمرالي من الناحية السياسية؟
لقد أصبح يوم الـ 9 من تشرين الأول 1998، هو اليوم الأول للمؤامرة، وقد تعرض القائد أوجلان لشبكة المؤامرة، والتي استمرت من دمشق وأثينا وموسكو وروما وبيشكيك ومينسك، ومرة أخرى عبر موسكو وأثينا إلى كينيا، حيث نشرت المؤامرة أذرعها مثل الأخطبوط في كل مكان، في الواقع، كان القائد أوجلان يريد وضع القضية الكردية على جدول أعمال أوروبا وتحقيق حل ديمقراطي، لكن أوروبا أغلقت أبوابها ومجالها الجوي أمام القائد أوجلان، ورفضته وأعلنت أنه "شخصاً غير مرغوب فيه"، وبهذه الطريقة كان مصمماً للقيام بدوره في إتمام مرحلة المؤامرة، وتم خلق جو، يوحي بأن الدولة التركية، تمارس الضغط على القوى الدولية وأنها تحصل على النتيجة المرجوة من هذا الأمر، ولكن، الحقيقة كانت على عكس هذا، فالمؤامرة، قد تم إتمامها بشكل متعمق من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وكانت عناصرها والمشاركون فيها كثيرون، وما كان يجري من نصيب تركيا، هو المشاركة في هذه المرحلة، وبهذا الصدد، كان أجاويد قد قال "لماذا قاموا بتسليم أوجلان لنا، لم أفهم بعد هذا الأمر"، وكان القائد قد أوضح بأن الخطوة الأولى للمؤامراة قد قامت بها بريطانيا، فإجراءات الرفض التي لم يتم اتخاذها ضد العديد من الشخصيات الثورية على مر التاريخ مثل لينين والخميني، اتُخذت بلا حدود ضد القائد أوجلان، وكان القائد أوجلان يقول ما يلي عندما كان يحلل الموقف السياسي والفلسفي القائم خلف المؤامرة: "يُقال بأن المؤامرة لها أساس منذ قرون، وأنا أوضح كل خطوة من خطواتها، وقد تحدثتُ عن تلك المؤامرات التي لعبت على الدوام دوراً حاسماً، ومن بين هذه المؤامرات ضد الكرد، مؤامرة أفواج الحميدية، مؤامرة عام 1914 ضد ملا سليم في بدليس، ومؤامرة 1925 ضد الشيخ سعيد، وفي العام 1930 المؤامرة ضد آغري، وفي العام 1937 المؤامرة ضد ديرسم، وفي العام 1959 قضية الـ 49، وفي العام 1960 قضية الـ 400، ومقتل فايق بوجاك وسعيد قرمز توبراك من قِبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما نُظمت المئات من المؤامرات بنفس العقلية منذ المرحلة الأيديولوجية لحزب العمال الكردستاني حتى الوقت الحاضر"، في الواقع، لقد نفذت الدولة التركية الاستعمارية والاستبدادية منذ البداية السياسة المؤامراتية ضد الشعب الكردي، وباعتبار أن لها خبرة تقليدية على مستوى الدولة، وباعتبار أنها قامت بالكثير من عمليات الاحتلال والإبادة الجماعية، كانت تعتقد بأنها ستغلب الكرد بسهولة، حيث إن التقليد الرائج للدولة التركية التي قضت في ليلة واحدة على مئات وزراء الصدر الأعظم والأشخاص من خلال المؤامرات، وعندما تتعلق المسألة بالكرد، مالذي لا يقومون بفعله...؟ ومن أظهر هذا الأمر للعيان بشكل ملموس، هو زعيم مقاومة ديرسم سيد رضا، فقد قال على المشنقة، "لم أتمكن من مواجهة أكاذبيكم وحيلكم، وأصبح هذا الأمر بالنسبة لي بمثابة ألم، وأنا بدوري لن أركع أمامكم، وليكن هذا ألماً لكم"، في الحقيقة، لم يكن من السهل خوض نضال دائم وناجح ضد الدولة التركية الاستعمارية التي هي بالأصل دولة مؤامراتية، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ، التي لم يتمكنوا فيها من تحقيق أي نتيجة ضد القائد أوجلان، وعلى عكس الأمثلة التاريخية، وبغض النظر عن التصفية، قال القائد أوجلان عن مرحلة إمرالي "إنها ولادتي الثالثة"، حيث إن نظام إمرالي قد بُني من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية، وما كان من نصيب الدولة التركية هو دور الحراسة، فإن إحدى القوة الرئيسة التي تجعل القائد أوجلان محتجزاً في إمرالي، هي قوى الحداثة الرأسمالية، لذلك، فإن إمرالي هو بمثابة مكان لنظام الإبادة الجماعية، وفي الوقت نفسه، هو المكان الذي يجري فيه نضال ومقاومة لا مثيل لهما ضد الإبادة الجماعية، فمع القضاء على حركة الحرية بقيادة حزب العمال الكردستاني والتي يُقال عنها بأنها الانتفاضة الأخيرة، ومع القضاء على القائد أوجلان في إمرالي، أرادوا إنهاءها بشكل كامل، وكان القائد أوجلان قد قال "لقد أصبح معتقل إمرالي بالنسبة لي ساحة المعركة الحقيقة، لكي أتمكن من فهم حقيقة الكرد وقضيتهم بشكل جيد، وأخلق فرص إيجاد الحل، وكانت نسبة الحقيقة في مرحلة إمرالي أعلى مما كان عليه في المراحل السابقة، وقد خلقت الكثير من التطورات المهمة من المجرد إلى الملموس، ومن الجزمية إلى الواقعية، ومن اللامبالاة إلى الإحساس، ومن الدولة القومية إلى الديمقراطية، ومن الاقتصادية نحو الحداثة الرأسمالية، ومن الحداثة الرأسمالية نحو الحداثة الديمقراطية، ومن المثالية نحو العلمية التاريخية"، وبهذا الشكل، يقيّم القائد أوجلان أمرالي على أنه نظام للإبادة الجماعية، ففي أسلوب القائد أوجلان يتواجد دائماً التجديد والحل، فبغض النظر عن الظروف القائمة، فإن خلق حالة جديدة وحل بديل هو سمة شخصية أساسية للقائد أوجلان، وقد حقق نجاح ذلك الأمر أيضاً ضمن نظام الإبادة الجماعية في إمرالي، والذي لم يكن يتوقعه أحد.
لم يتم تلقّي أية معلومات من القائد عبد الله أوجلان منذ 23 شهراً، ونهج اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT)، يسبب الشكوك، وقد ذكرتم قلق ومخاوف الحركة والشعب، وبهذا الصدد، ما هو الوضع الأخير؟
قال القائد أوجلان إن نظام إمرالي هو نظام إبادة جماعية، وفي هذا السياق، لم يطبق القانون في إمرالي بأي شكل من الأشكال، لقد عرف القائد أوجلان نفسه على أن معتقل سياسي، بينما يتم تنفيذ الممارسات التعسفية وحرب خاصة متى وكيفما رغبوا بطرق غير محدودة وبكل سهولة، ولا زالت الدولة التركية القمعية تصر على ممارسة ذلك، يعتقلون القائد أوجلان في إمرالي منذ 24 عاماً، ومن جهته لا زال يبدي مقاومة ونضال مع دخوله عام 25 من اعتقاله، سجن إمرالي هو نظام الإبادة، ويتم احتجاز القائد أوجلان كمعتقل سياسي، ووفقاً للظروف، باستثناء اللقاءات المحدودة مع العائلة والمحامين، ليس له أي اتصال بالعالم الخارجي، ولا يتم إجراء أي اتصال ولقاء معه، إن وضع القائد أوجلان لا يسمح له بمتابعة التطورات اليومية وإلقاء نظرة على الصحافة، بلا شك، تفكر دولة الاحتلال التركي عشرات ومئات المرات حول السياسية التي تنفذها على القائد أوجلان في إمرالي، فهذه السياسات ليست وفق قواعد القانون، وجعلوه يستخدم شهيقه وزفيره في النضال، كما صرح القائد أوجلان، هذه هي السياسات القومية لتركيا، لا يطبق أي قانون دولي لأجل القائد أوجلان وإمرالي، فأنهم ينتهكون قانونهم المحلي بكل بسهولة.
تشارك اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT)، باعتبارها المؤسسة الأكثر تقديراً في الاتحاد الأوروبي، المعترف بها والمحددة من قبلهم في مجال القانون، في سياسات إمرالي للقوميين الأتراك، ففي المرة الأولى التي جلبوا فيها القائد أوجلان إلى إمرالي، من رحب به أولاً، كان ممثلاً عن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، كلمته الأولى التي قالها، كان ’ستبقى في هذا السجن، سنراجع أيضاً مجلس أوروبا ونحاول إيجاد بعض الحلول‘، اللجنة الأوروبية هذه نفسها، لا تقوم بمسؤوليتها القانونية حيال ما يحدث في إمرالي، كما أنها لا تتأثر بالسياسات القومية التركية في إمرالي، كما أنها لا ترى أيضاً ضرورة الإدلاء بتصريح للشعب الكردي والرأي العام العالمي عن وضع القائد أوجلان، اللجنة الأوروبية ومن خلال أعمالها الحالية، تصبح شريكة في هذه السياسات، إن الأخبار المتضاربة ناتجة عن اللجنة الأوروبية، خلقت مخاوف وقلق لحزبنا، شعبنا، وأصدقائنا، هل التقت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT) بالقائد أوجلان بالفعل أم لا؟ إذا لم تقابل القائد أوجلان بالفعل، عليها الإدلاء بتصريح بأنها لم تفعل، اللجنة الأوروبية ومن خلال ممارساتها الحالية، تخفي جرائم السياسة القومية التركية في إمرالي، وتتستر عليها وتخدمها، يجب على اللجنة الأوروبية هذه التخلص من هذا الموقف على الفور وفي أسرع وقت ممكن، وعليها إجراء اللقاء مع القائد أوجلان في أقرب وقت ممكن، لأجل دورها ومهمتها، وفيما يتعلق بنتائج اللقاء، يجب أن تكون أنسب طريقة اختيارية لها هي الكشف عنها للرأي العام.
في الواقع، لا نعرف ما يحدث في إمرالي، نحن نسمع أخبار متضاربة كثيراً، أيهما صحيح، لا نعلم، ما نعرفه جيداً أن هناك ضغط وعزلة شديدة على القائد عبد الله أوجلان، يتحلى القائد أوجلان بموقف لا مثيل له ويناضل ضد سياسة العزلة، لأنه لم يجري لقاء معه منذ عامين، كل المعلومات التي توردنا يكون مصدر قلق بالنسبة لنا، لهذا، ينتفض حزبنا، شعبنا وأصدقاؤنا دائماً لأجل وضع القائد أوجلان الصحي، ويبدون نضالاً وينظمون الأنشطة، الفشل في الحصول على معلومات واضحة حول وضع القائد أوجلان وعدم اليقين، أسوأ المواقف التي ينزعج منها المرء، في البداية، أن صحة القائد أوجلان وأمنه، لأجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، مواصلة حملة "حان وقت الحرية" في أجزاء كردستان الأربعة، في أوروبا وفي كل مكان مع أصدقائه، هو موقف، وتحقيق انتصار، ومسؤولية تاريخية، وبهذه المناسبة، أحيي شعبنا الذين شاركوا في حملة "حان وقت الحرية" ويواصلون نضالهم بإصرار، النضال الذي يتم إبداؤه سيتكلل بالنجاح بكل تأكيد، يجب أن يواصل شعبنا نضاله بالتصميم نفسه وأن يصعده أكثر فأكثر
إن الأفعال المرتكبة للدولة التركية ومن بينها المؤامرة ضد القائد أوجلان، هي موجهة ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، ونتيجة لذلك، تقوم منذ العام 2015 وحتى الوقت الراهن بإنشاء الخطط وشن الهجمات، والحلقة الأخيرة لهذا الأمر، كانت شن الهجمات على زاب وآفاشين ومتينا، ولدحر هذه الهجمات، تتواصل المقاومة على أشدها، ماذا يتوجب القيام به لدحر هذه المؤامرة المستمرة؟
كما هو معروف، لم يقتصر عمل القائد أوجلان فقط بتطوير وجهات نظر الحل على مستوى النموذجي من أجل إيجاد حل للقضية الكردية وإرساء الديمقراطية في تركيا، بل في الواقع، بذل جهداً كبيراً من أجل توعية المجتمع وإيجاد الحل، وتهيئة الرأي العام وفتح شرخ في ذهنية الدولة التركية، لكن الدولة الفاشية المتمثلة في حزب العدالة والتنمية، جعلت من كل الجهود المسؤولة والإيجابية للقائد أوجلان ضحية لحساباتها التكتيكية اليومية وأفشلتها، مفضلةً الإصرار على سياسة الإنكار والمحو، وإننا نعلم ونفترض بأن دولة حزب العدالة والتنمية عقدت بعد العام 2015 العديد من اللقاءات مع القائد أوجلان على مستويات وأوقات مختلفة، وكما كانت من قبل، فإن سياسة دولة حزب العدالة والتنمية بشأن القائد أوجلان، هي التضحية بكل شيء في سبيل حساباتها التكتيكية اليومية، ومما لا شك فيه، إن الذي يعلم جيداً بهذا الأمر هو القائد أوجلان، وباعتبار أن القائد أوجلان على دارية تامة بذلك، وبحكم المسؤولية تجاه الشعب والتاريخ كما هو الحال دائماً، وبطريقة مرتبطة بالحقيقة، لم يقدم أي تنازلات بأي شكل من الأشكال، واتخذ من الإصرار على مبادئه أساساً له، وعندما أدركت دولة حزب العدالة والتنمية أنها لا تستطيع التوصل إلى نتيجة عن طريق إمرالي، سرعان ما نفذت أساليب الحرب الخاصة التي أعدتها منذ البداية لكسر إرادة الشعب وتصفية حزب العمال الكردستاني، وكما هو معروف، هناك "حركة طوفان" في تاريخ كردستان، وكما سبق وأوضحت ، فإن حركة الطوفان، هي حركة تجر معها كل شيء يصادفها وتبتلعها وتدمر وتقضي على كل شيء، فالدولة التركية الاستعمارية الاستبدادية التي لها خبرة وباع طويل في هذه المواضيع، واصلت بدون توقف حركات من هذا القبيل بأسماء ومفاهيم مختلفة، وكما هو معروف؛ نفذت الدولة السريلانكية استراتيجية دفن ومحو مقاتلي كريلا التاميل، لقد وضعت دولة حزب العدالة والتنمية مفهوم الحرب الجديد موضع التنفيذ من خلال استخلاص النتائج ليس فقط من تجاربها التاريخية الخاصة ولكن أيضاً من خلال الأمثلة العملية العالمية، حيث إن الخطوة الأولى والرئيسية لهذا الأمر، هي بدون أدنى شك إمرالي، وقامت بفرض العزلة لسنوات طويلة على القائد أوجلان، بسبب هذه السياسية ونتيجة لها، وكلما زاد القمع والتعذيب في إمرالي، كلما كان موقف القائد أوجلان ومقاومته أكثر أهمية وقيمة، ولا يزال هذا الجدل مستمراً في إمرالي.
وإن الحرب المستمرة التي تشنها دولة حزب العدالة والتنمية بعد العام 2015 وما زالت تصر عليها حتى الآن، هي الأولى في تاريخ نضالنا الممتد على مدى 40 عاماً، كما أن الدولة التركية الاستعمارية الاستبدادية، لم تنفذ على مدى نضالنا الممتد لـ 40 عاماً، مثل هذه الخطط الحربية طويلة المدى والمتواصلة ولم تصقلها لهذه الدرجة، ولم تستثني ممارسة أي ضغوط وأساليب من أجل قمع المجتمع وجعله يتحمل عواقب الحرب على كل المستويات، وقد تم تنظيم "حركة الوجود الوطنية" لهذا الغرض، حيث إن استراتيجية الحرب التي طورها ضد قوات كريلا كردستان قد تم تنفيذها بالكامل من خلال خطة الانهيار، ففي الواقع، إن هجمات السنوات السبع الأخير القائمة على أساس خطة التركيع، هي في غاية الأهمية، حيث لم يتم التقيد في هذه الهجمات بأي قاعدة من قواعد الحرب ولا أي معايير إنسانية وأخلاقية، واُستخدمت التقنيات والأسلحة الأكثر تطوراً في العالم، حيث تلجأ يومياً إلى استخدام الغازات السامة والأسلحة الكيماوية المحظورة من قِبل الأمم المتحدة، لكن الأهم من كل هذا، هو المقاومة المنقطعة النظير لكريلا كردستان، ففي كل يوم، يُظهر نساء ورجال الكرد في زاب وآفاشين ومتينا أمثلة على المقاومة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، كم أن الأسلحة الأكثر تطوراً في هذا العصر والسياسات الوحشية والغاز الكيماوي وتقنيات الدولة التركية تنهار أمام إرادة مقاتلي ومقاتلات الكريلا، ومما لا شك فيه، فإن عدد شهدائنا ليس بقليل، ولكن هذه هي ايضاً جدلية ثورة كردستان.
كانت الدولة التركية قد خططت في العام 2015، تنفيذ خطة التركيع ضد الكريلا وشعبنا بطريقة ناجحة، حقيقة، بذلت في هذا الصدد فعل كل شيء قدر المستطاع، وعلى الرغم من هذا الأمر، لم تحقق غايتها المرجوة لا في زاب ولا آفاشين ولا حتى في متينا، وربما لم نحقق نحن أيضاً النصر كما كنا نرغب فيه، ولكن هذه حقيقة أيضاً، وهو أننا دحرنا خطة دولة الاحتلال التركي في عام 2022، ولا تزال المقاومة مستمرة بكل روعتها في جغرافيا تكاد الأطراف تتنفس فيها، وليس لدي شك أبداً في أننا إذا ما قمنا بتنظيم الجوانب السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية للحرب وقمنا بتحريك شعبنا بشكل كامل في جميع المجالات، فإن النصر سيكون حليفنا.
لقد نُظمت في الأيام الأخيرة كما حصل في مرحلة المؤامرة، فعاليات "لن تقدروا على حجب شمسنا"، وقد أوضح القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني منذ البداية، بأنهما لا يتبنّيان فعاليات من هذا القبيل، ماذا يمكنكم القول حول هذا الموضوع؟
بلا شك، حزب العمال الكردستاني حركة فدائية، ليس هناك أي شي يتركه كوادر وأبطال الحزب وراءهم، يجعلهم يتخلفون، في الحقيقة، حزب العمال الكردستاني مختلف في هذا الشأن، عندما تصبح المشكلة هي المعايير والأهداف والقيم، فالموت لا يكون شيئاً، ويمكن رؤية هذا الشي عملياً، من خلال عشرات الآلاف من شهدائنا، الأربعة الذين أضرموا النار بأجسادهم في سجون آمد، كانوا الأوائل في تاريخنا، الذين استشهدوا خلال حملات الإضراب عن الطعام، كانوا الأوائل، ولهذا حقيقة، فإن حزب العمال الكردستاني هو حركة هزمت الموت، ولكن إذا ما تكرر الأمر، ينبغي للموت أن يكون في سبيل القيم النبيلة والأهداف العظيمة.
القائد أوجلان صرح بشكل علني في العديد من المرات بأنه غير راضٍ عن الاستشهاد عبر إضرام النار بالنفس، وعملية مؤامرة 15 شباط الدولية كانت عملية نوعية من أجل الكرد، لا أعلم ما إذا عشنا لحظة أو عملية كهذه أم لا عبر تاريخنا الممتد لآلاف السنوات، لم يكشف ولم يناقش أي أحد عن شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، نحن كلنا، كوادر وأبطال حزب العمال الكردستاني رأينا وجودنا ومستقبلنا من خلال وجود ومستقبل القائد أوجلان، وأغلبية الشعب الكردي هو هكذا أيضاً، والوعي واستيعاب هذا الشي مفاده هو لا حياة بدون القائد أوجلان، الكرد في الأجزاء الأربعة لكردستان في القرى والمدن والجبال وفي خارج الوطن، في أوروبا والكثير من الأماكن الأخرى، يجعلون من أجسادهم قنابلاً من النيران ويصرخون ويهتفون شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا" حتى النفس الأخير ويصلون للشهادة، وهذا بالتأكيد موضوع مختلف للنقاش، في أيام المؤامرة الدولية، كنا في خضم نضال المقاومة والحياة ضد وضع كنا نشعر وكأنه توجد أيادٍ ملتفة حول رقابنا كلنا ولا تسمح لنا بالتنفس، هذا صحيح، عندما حدثت المؤامرة الدولية، العشرات من رفاقنا والوطنيين الكرد الأعزاء، أضرموا النار بأجسادهم، وبهذه الطريقة، مرة أخرى نستذكر بكل احترام وامتنان جميع الأبطال الخالدين، وسيكون من الأصح تقييم هذه الفعاليات وفقاً للحالة العقلية والنفسية وللظروف في ذلك الوقت، وهذا يعني أن حالات الاستشهاد التي حدثت خلال حملة "لن تستطيعوا حجب شمسنا" خلال المؤامرة، كانت تمثل روح المقاومة الكبرى ضد المؤامرة لحزب العمال الكردستاني، والوعي الذي نشأ عند الكثير من رفاقنا خلال المؤامرة وبعدها، أصبح فقط موتاً مشرفاً وليس أي شيء أخر، ولذلك صرحت بأننا واجهنا وضعاً لم يتوقعه أحد، أصبحنا في وجه موجة مفاجئة، وأي شيء غير المقاومة الفريدة وردود الفعل ضد هذا الأمر، لم يكن عادياً.
رفيق خرج من السجن وهو الآن موجود ضمن صفوف الحزب، كان قد قال، أنه قد زاره أحد الوطنيين الكرد في السجن في اليوم الثاني من مؤامرة 15 شباط، وذلك المواطن المسن الذي كان يتحدث باكياً، كان قد قال لذلك الرفيق،" أمنيتي الوحيدة من الله هي أن أموت قبل اعدام القائد أوجلان"، حقيقة تلك الروح وذلك الشعور الذي عاشه ذاك المواطن المسن، كان بمثابة تفسير للحالة الروحية والعاطفية للشعب الكردي، ومن الطبيعي أن يفكر الكرد بهذه الطريقة، فكل القادة الكرد عبر التاريخ، فقدوا حياتهم إما في المحاكم أو السجون أو في المنفى، وإذا ما كانت كل حالات الاستشهاد هذه بإضرام النار بالنفس، قد حدثت بعد المؤامرة، فهو بسبب وجود وعي باطني وتاريخ بهذا الشكل، ولكن بعد تدخل القائد أوجلان، تم قطع الطريق أمام حالات الاستشهاد تلك.
بلا شك، الوضع مختلف اليوم، حزب العمال الكردستاني الذي ظل يقاوم بعد 24 سنة من المؤامرة، يواصل نضاله بعزم وإرادة على كافة المستويات، ومذكرات الدفاع الخاصة بالقائد أوجلان تكفي لخمسين سنة، ليس من أجل الشعب الكردي فقط بل لكافة شعوب العالم، كل كوادر وأبطال حزب العمال الكردستاني، وكل شعبنا وكل الوطنيين الكرد، لديه حقيقة تمكنه من معرفة ما ينبغي عليه فعله وكيفية التصرف، نحن في خضم عملية تضعف فيها قوة مقاومة العدو وامكاناته ومراجعه تدريجياً أمام إنجازات الثورة وتأثيرها الكبير على الإنسانية، في كل مكان توجد الأرضية المناسبة والفرص التي تمكن أي شخص من لعب دورٍ ضد العدو عبر نهج القائد أوجلان، في هذا الوضع، في الوقت الذي نملك فيه الإمكانات لاستخدام كل ارادتنا وقوتنا وقدراتنا مباشرة ضد العدو، إذا لم نفعل ذلك وبدلاً منه توجهنا نحو أنفسنا، بالتأكيد هذا وضع لم نعد نقبل به ونختاره، والذي يملك ارادةً ليضرم النار بنفسه، إذا ما تحرك بوعي وبشكل منظم، يمكنه النجاح والانتصار في أي شيء يقوم به ضد العدو.
هذا وضع نحزن فيه ونحترمه أيضاً، بلا شك، نحن نكن الاحترام المطلق لهذه الإرادة، ولكن بالتأكيد هذا لا يعني أننا نقبل ونؤيد هذه الفعاليات ومواصلة القيام بها، ومثلما أعلنت، هناك شروط قانونية وممنوعة، شبابية، نسائية، سياسية وعسكرية، في كل مجال وعلى كافة المستويات، وبدلاً من تنفيذ فعاليات بهذا الشكل، ينبغي على كل الرفاق والوطنيين الذين يملكون إرادة عظيمة كهذه، تنظيم أنفسهم أكثر ولعب دورٍ أكبر ضد العدو.
من أجل انهاء المؤامرة.. ماهي المسؤوليات التي تقع على عاتق الشعب الكردي الوطني والشباب والنساء؟ ما الذي يجب القيام به وفعله؟
مثلما قلت سابقاً، المؤامرة أتمت عامها الـ 24، والآن تدخل في العام الـ 25، أي ربع قرن، وهذا يدل على مدى الخطورة الكبيرة لهذه المؤامرة الدولية، يشير إلى مدى تصميمهم على النيل من تأثير القائد أوجلان وتصفية حزب العمال الكردستاني، وهذا هو سبب وجود كل هذه الضغوطات والعزلة المشددة.
موسوليني كان قد قال بحق أنطونيو غرامشي، أنه يجب إيقاف هذا العقل لمدة 20 سنة، يجب ألا يعمل، والدولة التركية الآن تمارس السياسة نفسها في إمرالي ضد القائد أوجلان، ولكن القائد أوجلان بأعماله وانتاجاته في إمرالي، لعب دوراً للبشرية جمعاء، وموقف القائد أوجلان أفشل كل خطط الدولة التركية المجرمة وكل القوى المتآمرة، وأفرغ حساباتهم مرة أخرى، والقائد أوجلان لعب دوره بالرغم من الظروف الأكثر قساوة وصعوبة في إمرالي، لأننا نحن، أكثر الأشخاص الذين يعيشون نتائج الروح الرفاقية الأخلاقية والضميرية الغير كافية، يجب علينا إعادة النظر في أنفسنا في كل يوم وفي كل ساعة، وكي نصبح رفاقً أكفاء يجب علينا إعادة بناء أنفسنا من جديد، وهذا في الوقت نفسه هو نقدنا لذاتنا، وإلا لما كان القائد أوجلان قد تمكن من البقاء لمدة ربع قرن في إمرالي، ونحن كحركة، كشعب وبالأخص كشباب ونساء، مسؤولون عن تحقيق وضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ينبغي أن يكون نضالنا كله في سبيل تحقيق وضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وبالتأكيد دور الشباب والنساء في هذا الأمر واضح، والحملة الموجودة والمستمرة في سبيل تحقيق وضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، بلا شك، الشباب والنساء قد لعبوا دورهم في هذه الحملة، والشعب اتخذ مكانه ضمن العملية، ولكن هذا ليس كافياً، وإلى أن نحقق ونضمن الحرية الجسدية للقائد أوجلان، يجب ألا نرضى ونقبل بأي مكسب أخر، ولهذا ينبغي علينا ألا نرتخي، الهدف واضح، ويجب علينا بذل كل قوتنا لتحقيق هدفنا، ونحن كشعب وحركة وبقيادة المرأة والشباب يجب أن نشارك ضمن النضال في كل مكان وعلى أعلى المستويات وأن نقويه أكثر فأكثر، ومن الواضح أن النضال يجب أن يكون متنوعاً، ينبغي أن نناضل بقوة كبيرة على المستوى السياسي والدبلوماسي والحقوقي والاجتماعي، بلا شك اذا ما قمنا بتوحيد ارادتنا ونتاج مقاومتنا، بالتأكيد سننتصر وسنحقق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولهذا، فإن النساء الكرد يملكن الإمكانات والمزايا الكبيرة ويستطعن أيضاً لعب أدوارٍ قيادية وتحقيق انتصارات كبيرة، لأن المرأة الكردية تقوم بكتابة التاريخ، وقيمتها وتأثيرها على الإنسانية عالٍ جداً، وبنفس الشكل، الشباب الكردستاني دائم النضال، والدور الريادي مهم جداً، وأنا أومن بأنه بتحقيق هذا الشيء وبتلبية متطلباته، سنصبح مع القائد أوجلان، أحراراً في كردستان.