رشاهات آدا: لن أستكين ولن أتوقف حتى يتحرر السجناء

قالت رشاهات آدا، التي تناضل منذ سنوات طويلة من أجل سجناء عائلتها: "سأستمر في نضالي حتى يُطلق سراح سجنائنا."

يتعرض بيت عائلة آدا، التي تنحدر من قرية سيدقنة التابعة لناحية فارقين، للحرق من قِبل الجنود في العام 1994 لعدم قبولها بالمشاركة ضمن مرتزقة حراس القرى، ويُعتقل محمد صدق آدا الأب لعشرة أولاد ونجله، وبعد اعتقال محمد صدق آدا، تصبح ابنته رشهات آدا المسؤولة عن البيت، ويُطلق سراح الأب والأبن بعد شهر ونصف، لكنهم يضطرون لمغادرة القرية، وتتحدث رشهات عن والدها بعد إطلاق سراحه، وتقول : "عندما جاء أبي إلى البيت، بدأ أطفالنا بالبكاء خوفاً، وشابت روحه وشعر رأسه وأصبح ضعيفاً نحيل الجسد، وقمنا بأخذ والدنا إلى أعلى البيت، وأحرقنا ملابسه ومن ثم قمنا بإدخاله إلى الحمام للاغتسال."

       

اعتقال شقيقها الذي كان يستعد للزفاف

ألقيَ القبض في العام 2011 بمنطقة ليجه، على شقيقهم حمدُ الثناء آدا، الذي كان يجري التحضيرات والاستعدادات للزفاف، وسجن بزعم وتهمة "عضوية التنظيم".

اُعتقلت ابنتها أيضاً

وتتعرض هِلال آدا (32 عاماً) ابنة رشاهات آدا للاعتقال في العام 2015، أثناء قيامها بأعمال الانتخابات في منطقة بسمل، وتُسجن على إثر ذلك، وتُرفع قضية ضدها بحجة "عضوية التنظيم"، وتُسجن لمدة 6 سنوات في سجن كَبزي، وحينها تحاول رشاهات آدا في الوقت نفسه، التوافق بين زيارة ابنتها وشقيقها المسجونين، وثم تنضم لجميع الفعاليات من أجل السجناء، كما أن شقيقها الآخر، مولود آدا مسجون منذ العام 2018.

تذهب لزيارة ثلاثة سجناء

وتتنقل رشاهات آدا ذهاباً وإياباً بين مدن إسطنبول وريزا وآمد لزيارة السجناء، حيث تستقل في البداية الحافلة من آمد وبعد رحلة تستغرق  24 ساعة، تصل إلى إسطنبول لزيارة ابنتها المعتقلة، وبعد إجراء اللقاء تعود في نفس اليوم مرة أخرى بعد كل هذا العناء على الطريق، آدا، التي تسافر لمسافة تستغرق كيلومترات طويلة لزيارة شقيقها حمدوالثناء، تتحدث عن الصعوبات التي واجهتها في ذهابها إلى مدينة ريزا، وتقول: "توجهنا في إحدى المرات للزيارة إلى ريزا، وعلى مقربة من حدود ريزا تتعطل السيارة، وكانت الثلوج على أشدها، وبقينا على هذه الحالة في السيارة لعدة ساعات متواصلة، وكان الجو بارداً للغاية، وعليه أردنا الذهاب إلى المسجد لنقوم بتدفئة أنفسنا،وقال إمام المسجد، "إن لم يكن هناك جنازة فلا يمكننا فتح الباب"، لقد كنا على وشك الموت، وكان والدي حينها بعمر 77 عاماً، كان هو ووالدتي مريضان، وكانت يداي على وشك التجمد، وقال والدي للإمام، "افتح الباب، هناك جنازة، افتح الباب".        

وسأل الإمام عند الجنازة، فأشار والدي إلينا، وقال "إنهما على وشك الموت"، في ظل هذه الظروف والشروط قمنا بهذه الرحلة، وذهبنا إلى ريزا للزيارة التي تستغرق نصف ساعة، ومع رؤيته ارتاحت عائلتي بعض الشيء، وبعد رؤية شقيقي، لم يكن مهماً إن متنا وفارقنا الحياة."    

وبعد أسبوع من ذلك، تقوم رشاهات آدا بالخروج لزيارة شقيقها، وتواجه رشاهات آدا، التي لا تعرف القراءة والكتابة صعوبات ومشقات جمة للغاية في الطريق وخاصة أثناء ذهابها إلى المدن التركية.

لا يسمحون للسجناء بحضور جنازات أشقائهم

ويغرق عبدالرحمن آدا، شقيق رشاهات آدا في النهر، ويتم إعلام السجن بذلك قبل الدفن بثلاثة أيام، ويُرد الطلب المقدم للمشاركتهم في مراسم الدفن والتعزية بالرفض لأسباب أمنية، حيث لم يتمكن كل من حمدوالثناء ومولود من رؤية شقيقهما للمرة الأخيرة، وكذلك هلال آدا لم ترى خالها للمرة الأخيرة.   

ويتعرض منزل رشاهات آدا للمداهمة لعدة مرات، ففي العام 2020، تعرض المنزل للمداهمة ستة مرات، ويتم توقيف رشاهات آدا، وتبقى معتقلة لمدة 9 أيام ومن ثم يُطلق سراحها.  

النضال من أجل السجناء

حمدُ الثناء الذي يعاني من مرض القلب والكلى، والذي يحتاج كل شهر إلى حقنها بحقن العلاج، يقبع في السجن منذ 11 عاماً، وتلجأ رشاهات آدا، التي لم تتمكن من زيارة شقيقها منذ ثلاث سنوات بسبب المرض، مع الأسر الأخرى للسجناء إلى جميع الوسائل للإفراج عن السجناء المرضى، حيث في البداية، تنزل إلى الأزقة وتقوم بالفعاليات، وتدلي بالبيانات أمام السجون، وتخاطب المؤسسات الرسمية، لكن تُسد كل الأبواب التي تطرقها، وتقوم بإطلاق مناوبة العدالة لمدة 400 يوم من أجل إسماع صوتها، وذكرت آدا بأن 20 حارساً من حرس السجن هاجموا شقيقها المريض بمرض القلب والكلى، والذي يحتاج إلى الحقن كل شهر، وتساءلت قائلةً: "يتعرضون الآن للضغط والعنف، أي ذنب اقترفوه بين أربعة جدران مغلقة؟"      

وقالت آدا بأنها ستناضل إلى الأبد من أجل حرية السجناء، وأنها لن تنسى ما تعرضوا له من انتهاكات على مدار 30 عاماً الماضية.