واحدة من أكثر خنادق الحرب في حرب الوجود والحرية التي تستمر منذ 9 أشهر في مناطق الدفاع المشروع، التي يتم الحديث عن مقاومتها وصمودها في الشهرين الماضيين هي أنفاق الحرب في ساحة الشهيد بوطان، حيث كثف جيش الاحتلال التركي هجماته الاحتلالية على خنادق المقاومة على وجه الخصوص في هذه الأشهر الأخيرة، وفي هذا السياق، شن هجماته 150مرة بالأسلحة الكيماوية على هذه الخنادق، 150 مرة في يوم واحد خلال شهر كانون الأول، وأصبح كالثور الهائج ضد قوات الكريلا ومقاومتها، وعلى الرغم من هذه الهجمات، وضعت مجموعة من مقاتلي الكريلا الذين يدافعون عن خنادقهم الحربية، جيش العدوان التركي في موقف عاجز لم يشهده تاريخ الحرب من قبل، حسناً، أين تقع أنفاق الحرب في ساحة الشهيد بوطان؟ من هم الأبطال الذين وضعوا جيش الاحتلال التركي في هذا المستنقع؟ كيف تمكنت قوات الكريلا في هذه المنطقة من خوض مقاومة عظيمة ضد كل أنواع هجمات جيش الاحتلال التركي الذي يعتمد على حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مدار الأشهر التسع الماضية...؟
خالقو المقاومة في تلال منطقتي زاب وآفاشين
تحولت الحرب التي بدأتها دولة الاحتلال التركي في 14 نيسان 2022 في مناطق زاب، آفاشين، ومتينا، إلى مرحلة المقاومة والنصر من خلال الضربات القوية التي وجهتها فرق الكريلا المتحركة لجيش الاحتلال التركي والمقاومة التي أبدتها في خنادق الحرب، مقاومة صقور زاغروس الثورية، خلقت أبطال خارقون، في الأشهر الأولى من الحرب، عندما دارت الحرب بشكل محتدم وشرس في منطقتي زاب وآفاشين، ووصلت إلى منطقة جمجو في تموز الفائت، كان لهؤلاء الأبطال دوراً عظيماً في تنفيذ العمليات العسكرية النوعية في التلال الاستراتيجية في ساحة الشهيد عادل، قلعة جمجو، الشهيد فدكار، منطقتي جمجو وسيدا، وفي اليوم الأول للحرب وخاصةً لتنسيق الحرب في تلال الشهيد شاهين، ورخليه، وكاركر، لم يترك المقاتلون الذين نفذوا عملياتهم الناجحة في تلال جمجو وسيدا بالأسلحة الثقيلة، رفاقهم الكريلا الذين يقاومون في تلال زاب وآفاشين بمفردهم حتى ليوم واحد، كما أنهم لم يخلدوا إلى النوم للحظة على مدار 24 ساعة وتعقبوا تحركات قوات العدو بتقنياتهم وإمكانياتهم القليلة، وحذروا رفاقهم الكريلا بذلك، ولم يسمحوا لجيش العدوان التركي بالوصول إلى مداخل أنفاق الحرب، كان أحد خالقي المقاومة طويلة الأمد في تلال منطقتي زاب وآفاشين، هو تلال ساحتي جمجو وسيدا، بينما أطلق جيش الاحتلال التركي عملية عسكرية ضد تلال سيدا وجمجو في شهر تموز من أجل منع قوات الكريلا من أداء الحرب في المناطق المذكورة، أنفاق الحرب في كل من قلعة جمجو، ساحة الشهيد فدكار، الشهيد عادل، والشهيد بوطان، قاومت بطريقة أسطورية على مدى شهور.
زاغروس أصبحت إحدى خنادق الحرب المهمة للكريلا
في تموز 2022، هاجم جيش الاحتلال التركي بكل قواته العسكرية وتقنياته أنفاق الحرب في ساحة الشهيد بوطان في تل الشهيد عادل في ساحة جمجو، حاول لأيام، إنزال قواته على قمة التلة بواسطة مروحيات هليكوبتر من نوع سكورسكي، وفي سياق متصل لهذه المحاولات، أجبرت مروحيات هليكوبتر سكورسكي من الانسحاب في كل مرة، وذلك من خلال تدخلات قوات الكريلا الفورية من قلعة المقاومة على هذا التل، وأيضاً من خلال الضربات القوية كبدها جيش العدوان التركي، حاول جيش الاحتلال التركي الذي أدرك أنه لا يستطيع إنزال قواته في الساحة باستخدام المروحيات، مجدداً، إيصال قواته إلى التلة عن طريق البر، بينما اندلعت معركة عنيفة بين قوات الكريلا وجيش الاحتلال التركي في أنفاق الحرب بساحة الشهيد بوطان، وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود من جيش الاحتلال التركي وأجبرهم الباقين على الفرار من جبهة خنادق الحرب والتراجع إلى سفوح تلة الشهيد عادل وتمركزوا هناك، وبالتالي من هنا، كبدت قوات الكريلا خسائر فادحة بجيش الاحتلال التركي بالأسلحة الثقيلة ولم تسمح لجيش الاحتلال التركي بالتمركز في الساحة نتيجة الضربات القوية التي تلقاها.
وتعد أنفاق الحرب في ساحة الشهيد بوطان الواقعة في تلة الشهيد عادل، خندقاً مهماً للغاية لأجل استمرار المخططات الاحتلالية التي ينتهجها جيش الاحتلال التركي في منطقة زاغروس، لأنها تقع على حدود سيدا، جمجو، وساجا، كما أنها ساحة رئيسة استراتيجية لتلال منطقتي زاب وآفاشين، وفي الوقت نفسه، إن انتصار قوات الكريلا في هذه المنطقة مهم للغاية، لهذا السبب، ورغم مقتل العديد من ضباط وعشرات الجنود من جيش الاحتلال التركي، أرسل جيش الاحتلال التركي قواته إلى هذه الأنفاق مرة أخرى في شهر آب، وتستمر مقاومة الكريلا في أنفاق الحرب بساحة الشهيد بوطان منذ شهر آب، وقد أصبحت هذه المقاومة من أعظم المقاومات في تاريخ الكريلا.
لم يقولوا لرفاقهم قط ... عبارة "عجزنا عن المقاومة" أو "سنترك خنادقنا الحربية"
مجموعة من مقاتلي الكريلا الذين يقاومون في أنفاق الحرب في ساحة الشهيد بوطان، أصبحوا خالقو المقاومة الأسطورية التي تستمر في ظل أصعب الظروف منذ بداية الحرب التي دارت وتدور رحاها في المنطقة، إن هذه المقاومة التي يتم خوضها في ظل هجمات الغازات الكيماوية، تسلط الضوء على الإرادة الآبوجية لقوات الكريلا وأنفاق الحرب للشهيد بوطان التي تحولت لقلاع من المقاومة التي لن تهزم أبداً.
لقد دافع مقاتلو حركة التحرر الكردستانية الذين يتعرضون للغازات الكيماوية التي تستخدمها دولة الاحتلال ضدهم كل يوم، كل ساعة منذ أربعة أشهر الماضية حتى الآن، ولم يقولوا لرفاقهم الكريلا "إننا عجزنا عن الصمود" أو "سنترك خنادقنا الحربية"، بإمكانيات قليلة، عن خنادقهم الحربية ووجهوا ضربات عنيفة لمرتزقة جيش الاحتلال التركي الوحوش الذين وصلوا إلى أمام الأنفاق الحربية.
المقاومة مستمرة
تستمر المقاومة الأسطورية التي تبديها قوات الكريلا في أنفاق الشهيد بوطان منذ 9 أشهر، يخوض مقاتلو الكريلا في ظل هجمات الغازات الكيماوية والقنابل المحظورة لجيش الاحتلال التركي، مقاومة بإرادة غير عادية لفلسفة الآبوجية منذ 9 أشهر ويقضون على جذور جنود جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.