تربية الخيول في الرقة هواية تتوارثها الأجيال للحفاظ على تراث الأسلاف

قال مختص ومربي خيول عربية أصيلة، أن الخيل الأصيل له صفات ومميزات ينفرد بها عن غيره، وشدد على مواظبة تربية الخيل وتوريثها للأجيال، للحفاظ على تراث وهوية الأسلاف.

الخيل العربي الأصيل هو من سلالات الخيول الخفيفة في العالم في منطقة الشرق الأوسط في شبه الجزيرة العربية، تتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع وتعدّ بذلك واحدة من الأنواع التي من السهل التعرف عليها عبر العالم، وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول وأفضلها وقدرتها على الركض لمسافات طويلة وجمالها الملفت للنظر، فالأدلة الأثرية ترجع أصول الخيول العربية إلى أكثر من 4500 سنة.

بدأت الخيول العربية من قلب الجزيرة العربية وانتشرت في باقي بلدان العالم، إما عن طريق التجارة أو الحروب، كما تستخدم للتناسل مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر والدقة والسرعة، وتعدّ الخيول العربية الأكثر حضوراً في سباقات ركوب الخيل في دول العالم.

ويتجمع محبي وهواة الخيول العربية الأصيلة في نادي الفروسية الواقع غربي مدينة الرقة، وذلك بعد تأهليه، حيث تعرض لدمار أثناء الحرب التي شهدتها مدينة الرقة في الأعوام السابقة، ويحوي النادي ما يقارب 43 خيل أصيل، يتم ترويضهم وتدريبهم على يد مختصين، للمشاركة في سباقات تنظم بين الفترة والأخرى.

ولمعرفة تفاصيل أوسع عن صفات ومميزات الخيل العربي الأصيل، تحدث مربي خيل يمارس هذه المهنة منذ 50 عاماً، عامر المقداد، البالغ من العمر 65 عاماً، قائلاً "أحببتُ ركوب الخيل منذ نعومة أظافري، وورثتها عن آبائي وأجدادي، وحبنا للخيل واظبنا على الاستمرار في المهنة والتعلق بها".

مضيفاً "نمتلك ما يقارب 43 من الخيول في مزرعة الفروسية في الرقة، وأعمل على تدريبها وتعليمها للأجيال، وشاركنا في عدة فعاليات وبطولات، وحققنا الفوز في عدة سباقات على مستوى المنطقة".

تلقيح الخيل وإنتاج السلالات  

واوضح، المقداد "بداية نختار فرس أصيل ذو قوام جيد، ويتم تلقيحها مع حصان عربي أًصيل، لإنتاج سلالات تصنف بحسب نوعها وأصالتها، لفرزها بحسب قوتها على الشكل الآتي ، الجري، والسباق، والقفز، ويتم تجهيزها وفق القدرة البدنية والقوام.

وحول حمل الفرس والولادة، قال، عامر المقداد، "تحّمل الفرس مهرها ما يقارب السنة، ولا تحتاج مساعدة أثناء الولادة، وبعد ولاده المهر، يتم تعقيمه وإرضاعه والاعتناء به جيداً ما يقارب السنتين، ريثما نتمكن من ترويضه وتدريبه.

صفات ومميزات الخيل العربي الأصيل

وقال المقداد "يتميز الحصان العربي برأسه الصغير نسبياً، والمقعر من الجانب في المنطقة الموجودة تحت عينيه، ويمتاز عنقه بأنّه طويل، عيناه واسعتان ومتباعدتان، كما أنّهما قاتمتا اللون، ويمتاز ذيل الحصان العربي بارتفاعه للأعلى واستقامته، وأنفه دقيق وذو خياشيمٍ كبيرة، خاصةً أثناء الحركة أو العمل، أذناه صغيرتان رقيقتان، وأطرافهما معقوفةٌ قليلاً إلى الداخل، ويمتاز فكه بأنّه عميق وعريض، ويمتاز الظهر بأنّه قصير، حيث يبلغ عدد فقرات ظهر الحصان العربي 23 فقرة، بينما يبلغ عدد الفقرات في السلالات الأخرى، ويتوسط طوله 1.52 متر، أمّا وزنه فيتراوح ما بين 360 إلى 450 كيلوغرام".

مضيفاً، صفات أخرى للخيل العربي الأصيل، "هناك مجموعة مواصفات أخرى، حب الموسيقى والتمايل على أنغامها، الحنية والذكاء الخارق، وقادرة على المحاربة وشجاعتها كشجاعة الفارس، وتتحمل العطش والأوزان الثقيلة، والجري لمسافات طويلة، سرعة التئام الجروح، الوفاء والتضحية في سبيل صاحبها، عدم فقد القدرة على الانجاب بالرغم من تقدمه في السن، حيث أخذ الخيل العربي السوري المرتبة الأولى بالقدرة على التحمل لمسافة 120كم".

ويمتاز الحصان العربي الأًصيل بالقدرة على التحمل والصبر، حيث يتم اختياره للسباق، فيما تعد الفرس أغلى ثمناً من الحصان.

وبدوره قال رئيس جمعية الخيول العربية سابقاً، حسام المطر، "في القدم، كان في كل منزل خيل، وكان يستخدم لتنقل وجلب مستلزماتهم اليومية، ولكن بعد غزو الحداثة، ظهرت وسائل نقل عديدة سهلت عملية النقل والسفر، وقلصت أعداد الخيل، وذلك بسبب غلاء تكلفتها وتربيتها، فيما أصبحت تربية الخيل محدودة لدى محبيها".

واختتم، المطر حديثه قائلاً "ارتبط الخيول منذ القدم نسبة لألوانها وأصحابها، وتنقسم سلالات الخيول العربية إلى خمسة، كحيلة العجوز نسبتاً لجمال عينيها، صكلاوية وهي أكثر وفاء لصاحبها، ولها شعر مصقول وله لمعان وبريق ، العبية وهي من الخيول الجميلة، الداهمة، الشويمة له شكل جميل ويكثر على جسده الشامات ويتميز بالعنف والشجاعة، الملوشية صوت صهيلها عذب جداً".