صيد الصقور" الطير الحر" في المناطق الشرقية من سوريا هواية متوارثة

تشهد المناطق الشرقية, منذ منتصف شهر أيلول من كل عام انتشاراً واسعاً لهواة صيد الصقور "الطير الحر" المتوارثة عن آبائهم وأجدادهم , لتستمر حتى نهاية شهر كانون الأول.

وتتسم مهنة صيد الصقور شعبية واسعة لدى أهالي المناطق الشرقية وأرياف الرقة, كونها تجلب لأصحابها أرباحاً تتعدى الأربعين مليون ليرة سورية, وذلك بحسب صفات الطائر العالمية.

وتعدّ صفات الطائر من أهم العوامل لتحديد قيمته الشرائية، حيث هناك صفات عالمية لشراء الطائر مثل العمر وسلامة جناحيه ونظره وطول الريش وتناسق قطر جسمه مع طوله.

ولـ "الطير الحر" أنواع عدة من أهمها: الصافي، الشامي، الفارسي، والأشعل، الجرودي، الأبيض، الشاهين والأخير من أكثر الطيور الحرّة المنتشرة في المناطق الشرقية وأرياف الرقة.

ويهاجر "الطير الحر" في أشهر الخريف من مناطق منغوليا وروسيا وتركيا, بحثاً عن مناخ ملائم ومعتدل, وأثناء رحلته إلى شبه الجزيرة العربية, يمر الطائر فوق الأراضي السورية, ليستقبله الصيادون في المناطق الشرقية, بعدما اكتسبوا الخبرة من أجدادهم وآبائهم.

ويبدأ هواة صيد الطيور الجارحة في بداية فصل الخريف رحلتهم, ببناء مخيمات مخفية في أرياف الرقة مجهزة بكافة المستلزمات من طعام وشراب وشباك واقفاص وناظور وطيور الحمام.

وتعتمد طريقة صيد الطير الحر على تحضير الطُعم المكون من طيور الحمام, وتثبت الشباك الناعمة على ظهورها, ليقوم الصياد بإطلاقها في حين رؤية أحد الطيور الجارحة في السماء.

وأثناء انقضاض الصقر نحو الحمامة تعلق المخالب في جسد الفريسة مما يعيق طيرانه, ويهوي على الأرض, ليسارع الصيادون بتخليصه من الشباك وتفقد سلامته من أي مرض أو كسر في جناحيه أو علة في ريشه وذيله.

 ليصل بعدها عبر تجار مختصين، غالبيتهم من بلدة الرحيبة في ريف دمشق، إلى قصور أمراء الخليج الذين يهتمون باقتنائها، وفق ما يقول صيادو طيور في الرقة.

وتعد قبيلة عنزة، والتي يتواجد قسم منها في الرقة، من أشهر القبائل العربية المعروفة باهتمامها  بإرث صيد "الطير الحر"، وتعود المهنة بالأصل إلى  الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وهو أول عربي عُرف عنه ممارسة هواية صيد الصقور.

وفي ذات السياق قال الهاوي فايز القصير من طواريد البشير في ريف الرقة الشمالي أن "هواية صيد الطيور من المهن المحببة لدينا منذ عشرات السنيين وتوارثنها منذ القدم".

وأوضح "يزداد في فصل الخريف من كل عام بيع وشراء الصقر الجارح "الطير الحر" في المنطقة الشرقية, وذلك عن طريق تجار المهنة القدامة, من خلال الأسواق المخصصة لبيع الصقور, والتي يتم فيها مشاركة جميع الصيادين في روج آفا لتحديد القيمة الشرائية للصقر.

وأضاف "منذ بزوغ الشمس نرصد السماء بحثاً عن صقر لنرمي عليه الطُعم, ويعد الوقت المناسب لاصطياد الصقور من  مغيب الشمس حتى بزوغها من أفضل الاوقات للصيد, وهبوط الجوارح على الارض الصحراوية.

واختتم فايز القصير حديثه قائلا "تعتبر مهنة صيد الطير الحر هواية متوارثة من آبائنا وأجدادنا, ويمكن الاستفادة منها من الجانب المادي حيث يتراوح سعر الطير بين 30 مليون إلى 60 مليون ل.س بحسب تناسق قطرة من جسده وملمس الريش ولونه.