أصدرت رئاسة الوزراء المصرية كتابين أهداهما رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، تضمنا مسيرة الإنجازات المصرية في سبعة سنوات، منذ ٣٠يونيو ٢٠١٤، وحتى ٣٠ يونيو ٢٠٢١، صدرت بشعار، انجازاتنا مفتاح الحياة للمستقبل، وعلى الغلاف الرئيسي مفتاح الحياة، وهو رمز من مصر الفرعونية كان يعني الحياة.
وضم الكتاب الأول مختلف مناحي الحياة في مصر خلال هذه الفترة، بداية من محور السياسة الخارجية، المحور الاقتصادي، محور قناة السويس ومحور الطاقة، محور الحماية الاجتماعية، محور بناء الانسان، محور البنية التحتية، محور السياحة والآثار، محور الري والزراعة، محور سيادة القانون، محور تنمية سيناء ومدن القناة، محور المواطنة، محور الأزمات، وأخيرا المبادرات الرئاسية.
وتم تصدير الكتاب بجملة للرئيس المصري من مؤتمر حكاية وطن (يناير ٢٠١٨)، قال فيها: "إن الجمهورية الجديدة قائمة بثبات ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، التي تمتلك القدرات الشاملة عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتُعلي مفهوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع إلى تنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصري، قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية كما تسعى إلى بناء الانسان المصري بناءً متكاملا صحيا وعقليا وثقافيا وإيمانا بأن الإنسان المصري هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره ومجده".
وتضم تصدير الكتاب مقدمة تطرقت إلى واقع التجربة المصرية خلال السنوات السبع الأخيرة، والتي تحمل فيها الشعب المصري عبء إعادة إحياء دولته وواجه، كما يبفت التصدير، التبعات المرة للإصلاح الاقتصادي بصبر وشجاعة، حتى ظهرت آلاف المشروعات القومية الكبرى والعملاقة غير المسبوقة في تاريخ مصر بما يمثل أساسا للحاضر وإرثا للمستقبل؟
ويؤكد التصدير على أن العين الراصدة لا تخطيء بالتأكيد ما تحقق على أرض الواقع من مشاريع كبرى على امتداد الخريطة المصير، وصولا الى العاصمة الإدارية الجديدة التي تم إنجازها في وقت قياسي وبدأت الحكومة بالفعل أولى اجتماعاتها فيها.
وتلفت رئاسة الوزراء المصري إلى أن الكتاب يأتي كمحاولة لحصر أهم الإنجازات التي حققتها الدولة المصرية في تلك السنوات السبع، كما أنه حتى الآن يجري تنفيذ مشروعات كبرى على مستوى الدولة مقدرا قيمة ٦.٢ ترليون جنيه لتنفيذ المشروعات في مصر خلال تلك الفترة.
وجاء محور السياسة الخارجية كأول المحاور التي تضمنها الكتاب، لافتا إلى أن السياسة الخارجية المصرية شهدت نشاطا مكثفا على مدار السنوات السبع الماضية، وارتكزت على الحفاظ على المصالح لوطنية وتحقيق التوازن والتنوع في علاقتها مع مختلف دول العالم شرقا وغربا وفتح آفاق جديدة للتعاون، انطلاقا من مباديء السياسة المصرية القائمة على تعزيز السلام والاستقرار في المحيط العربي والإقليمي والدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ودعم مبدأ الاحترام المتبادل وتعزيز التضامن.
ولفت الكتاب إلى أن مصر حققت نجاحات واسعة على الصعيد الدولي حتى أنها أصبحت نموذجا دوليا ناجحا في محاربة الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين، كما أن هناك ٦ ملايين مهاجر ولاجيء على أرض مصر يتمتعون بكافة الخدمات الأساسية.
ولفت الكتاب إلى الدور المصري الفعال في تعميق العلاقات المصرية الخارجية على كافة المستويات الإقليمية والدولية.
وفي اطار الاهتمام المصري الإقليمي تأتي الجارة الغربية ليبيا، فمصر أكدت على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمة الليبية، بما يحافظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية/ واستعادة دور المؤسسات الوطنية ومحاربة الإرهاب.
وعدد الكتاب الاستضافات التي قدمتها مصر في سياق حل الأزمة في ليبيا، من مؤتمر الغردقة واجتماع لجنة ٥+٥، واستضافة مؤتمر القبائل الليبية، إضافة إلى مشاركات مصر في المؤتمرات الدولية الخاصة بحل الأزمة الليبية.
ولفت الكتاب في محور السياسة الخارجية إلى موقف مصر من القضية الفلسطينية الثابت، لافتا إلى استضافة مصر لمؤتمر إعادة اعمار غزة في القاهرة ٢٠١٤، ومبادرة مصر لإعمار غزة وتقديم مساعدات بقيمة ٥٠٠ مليون دولار للقطاع.
وتضمن الكتاب أيضا ما قدمته مصر من دعم للسودان وصور تنسيق المواقف المشتركة بما يعد امتداد لتعزيز أواصر الروابط والعلاقة العميقة التي تربط البلدين، وكذلك فيما يتعلق بدول الخليج العربي مع التأكيد على ارتباط أمن الخليج بأمن مصر القومي، وكذلك دعم مصر للبنان والمساندة المستمرة للشعب اللبناني في مواجهة أزمته الراهنة.
في ذلك الملف الهام أيضا تم التطرق إلى آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، كما تطرقت إلى مواصلة مصر جهودها باستضافة السوريين وتقديم كافة صور الدعم لهم.
كنا تطرق الكتاب أيضا إلى العلاقات المصرية الإفريقية، وكذلك على مستوى دول الأمريكتين والاتحاد الأوروبي وكذلك على المستوى الأسيوي بما يلتف إلى أن مصر حققت نقلات واسعة في السياق الخارجي.
وتضمن الكتاب خريطة كاملة وشاملة للانجازات والمشروعات التي قدمت خلال تلك الفترة والتي حولت مصر وأحدثت لها نقلة حضارية عميقة تُضاف إلى سيرتها وتاريخها التليد وتؤرخ فعليا لجمهورية مصرية جديدة تزخر بالحياة، ويستمد من ماضيها وجذورها التاريخية ما يؤهلها لتكون في مصاف الدول المتقدمة ولتنفض عنها كل غبار الماضي.. وكأن مصر بكل تلك الملامح المتراكمة في كل الملفات وعلى كافة المحاور تقول إنها تنهض من جديد وأن تاريخًا جديدا تخطة الدولة المصرية كعادتها منذ فجر التاريخ لكنه هذه المرة بملامح جديدة تؤكد أن الإنسان المصري قادر على التغيير وعلى تحقيق المعجزات ما أن تتوافر له القيادة الواعية التي توجه المسيرة فيها نحو الصعود.