بدأت مجموعات المرتزقة في الآونة الأخيرة، بشن هجماتها على منبج، وسد تشرين، وعين عيسى، مستخدمةً كافة أنواع الأسلحة، ومرتكبةً المجازر بحق السكان المدنيين، بالإضافة إلى سرقة منازلهم، ومن جانب آخر، إذا استمرت هذه الجرائم والانتهاكات التي تنفذها المرتزقة بدعم من دولة الاحتلال التركي، ستزداد معاناة السكان في هذه المناطق، وستفشل كل محاولات الحل السياسي في سوريا، لذلك، يجب الاعتماد على تجربة الإدارة الذاتية ومشروع الأمة الديمقراطية، والاستمرار بالضغط على تركيا لإيقاف نظام الإبادة والتعذيب الذي يتعرض له القائد عبدالله أوجلان، حيث يرتبط الحل في المنطقة والشرق الأوسط بحرية القائد."
وأكد الرئيس المشترك لمكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة الحسكة، فرحان داوود، أن الوضع السوري والأزمة السورية وحلولها ستطول أكثر نتيجة وجود القوات التركية في سوريا ودعمها للفصائل التابعة لها، فهذه الفصائل، التي لا تنضوي تحت سقف الحكومة الجديدة في سوريا، تأخذ تعليماتها من تركيا، وترتكب المجازر بحق أبناء الشعب السوري، وتحتل المناطق كما فعلت في سري كانيه، وعفرين، وكري سبي، والمناطق الأخرى.
وأضاف: "إذا أرادت الولايات المتحدة والدول الضامنة حل الأزمة السورية، فيجب إخراج الحكومة التركية ومرتزقتها من سوريا، وأن تبدأ جميع مكونات الشعب السوري الحوار من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، بحيث تكون سوريا لكل السوريين؛ دولة تعددية لا مركزية، أما في ظل الوضع الحالي الذي نعيشه، فإنه لا يمكن وضع حل للأزمة السورية، وستطول الأزمة أكثر فأكثر وتتجه نحو الفوضى، ليس في سوريا فحسب، بل في الشرق الأوسط عامة، وفي الأيام الأخيرة، شهدت مناطق اللاذقية صدامات بين هيئة تحرير الشام والفصائل التابعة للنظام السابق، تحولت إلى قتال شرس فيما بينهم."
وتابع قائلاً: "من جهة أخرى، قامت الفصائل التابعة للحكومة التركية بمهاجمة مناطق الإدارة الذاتية، وخصوصاً في مناطق جسر قرقوزاق ومدينة منبج وسد تشرين، وارتكبت مجازر في المناطق التي سيطرت عليها، وفي ظل هذا الوضع، لا يمكن حل الأزمة السورية، فإذا أرادت الولايات المتحدة والدول الضامنة إيجاد حل للأزمة السورية، فعليها أولاً إخراج جميع الفصائل التابعة لتركيا من سوريا، وبعد ذلك يتم تطبيق بنود القرار الأممي 2254 بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، بما في ذلك الإدارة الذاتية، من أجل الوصول إلى حل حقيقي للأزمة السورية، وبهذا، يمكن لسوريا أن تصل إلى بر الأمان عبر تشكيل حكومة توافقية وتشاركية تمثل جميع مكونات الشعب السوري."
وأشار إلى أن الخطأ الكبير الذي ترتكبه الحكومة الجديدة الحالية، وكذلك حكومة بشار الأسد السابقة، هو تجاهل تجربة الإدارة الذاتية بمشروعها الديمقراطي، القائم على مبدأ الأمة الديمقراطية، والتعايش المشترك، والعدالة، والمساواة بين جميع المكونات والشعوب، إذ استطاعت هذه الإدارة، بمؤسساتها المدنية والعسكرية، أن تُمكّن الشعوب من إدارة شؤونهم بأنفسهم عبر نظام الكومينات والمجالس، وقد نجحت هذه الشعوب في إدارة أمورها، والحفاظ على أمنها واستقرارها ضمن الأزمة السورية، بفضل جهود قوات الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية.
ولقد أثبتت هذه التجربة نجاحها بفضل تكاتف جميع المكونات، من كرد وعرب وسريان وآشور، في مواجهة الهجمات ومحاولات الاحتلال التركي ومرتزقته لضرب أمن واستقرار المنطقة، والتي باءت بالفشل، وإن تجربة الإدارة الذاتية وصلت أصداؤها إلى العالم أجمع، وأصبحت نموذجاً حيّاً للتعايش المشترك في سوريا.
ونوّه فرحان داوود إلى أنه لو أرادت الحكومة السورية السابقة، المتمثلة بحكومة بشار الأسد، الوصول إلى حل للأزمة السورية، لكانت تجربة الإدارة الذاتية أكبر دليل ومفتاحاً للحل، وكان بإمكانه إنقاذ نفسه وحكومته من خلال هذا المشروع.
وعلى الحكومة الجديدة، بقيادة الجولاني، أن تستفيد من تجربة الإدارة الذاتية، التي تمتد لأكثر من 12 عاماً في المنطقة، حيث نجحت في تحقيق التعايش بين الشعوب بحرية وأمان واستقرار، مع دفاع كل المكونات عن قيمها ومكتسباتها.
وإن تجربة الإدارة الذاتية تُعدّ نموذجًا ناجحاً ليس فقط في سوريا، بل في الشرق الأوسط عموماً، حيث تتعايش جميع مكونات المجتمع، كما أن نظام الرئاسة المشتركة يمنح المرأة دوراً كبيراً، بينما تشكّل الشبيبة العنصر الأساسي في بناء المجتمع.
وأشار إلى أن هناك عدة دول لا تريد حل الأزمة السورية، وعلى رأسها الحكومة التركية، التي تسعى إلى استمرار الفوضى وانعدام الاستقرار من أجل الاستيلاء على المزيد من الأراضي في المنطقة وتنفيذ أجنداتها الخاصة.
وشدّد الرئيس المشترك لمكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة الحسكة، فرحان داوود، على أن الأيديولوجيات الرأسمالية العالمية التي تهيمن على العالم تتناقض مع أيديولوجية القائد عبد الله أوجلان، لأن الأفكار والحلول التي قدّمها القائد عبدالله أوجلان تهدف إلى الدفاع عن حقوق جميع المكونات والشعوب، بينما الأيديولوجيات الأخرى تسعى لترسيخ السلطات المستبدة والدفاع عنها.
وأكد أن تجربة الإدارة الذاتية، التي بُنيت على مشروع الأمة الديمقراطية، قد وصلت إلى مستويات متقدمة بفضل الاعتماد على هذا الفكر، وأضاف أن الهدف الأساسي من فكر القائد عبدالله أوجلان هو إحداث تغيير جذري في فكر المجتمعات.
وبيّن داوود أن المناطق التي توغلت فيها دولة الاحتلال التركي مثل منبج والمناطق المحتلة الأخرى، بدأت عمليات السرقة والخطف والاعتداء على المدنيين، حيث طالب السكان بعودة قوات سوريا الديمقراطية لتخليصهم من هذه المجموعات الإرهابية.
وأكد أن مسألة حل الأزمات في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط مرتبطة بحرية القائد عبدالله أوجلان، وأن القائد عبدالله أوجلان هو المصدر الرئيس لحل هذه الأزمات، كما أن تجربة الإدارة الذاتية تؤكد للعالم أن القائد عبدالله أوجلان هو قائد الشعوب المناضلة والتواقة للحرية.
وتسعى تركيا إلى أن تبقى سوريا في حالة فوضى وحروب، لنشر مرتزقتها وتنفيذ مخططاتها الشوفينية، كما أن احتجاز القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي يُعتبر جريمة بحق الإنسانية، لأن القائد هو الحل لجميع الأزمات، وتستطيع هذه المجتمعات أن تعيش مع بعضها بأمان، حيث أثبت التاريخ على مدار آلاف السنين أن هذه الشعوب تتعايش في التآخي والإنسانية في كافة المناطق.
وفي ختام حديثه، الرئيس المشترك لمكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة الحسكة، فرحان داوود، أن الحل في المنطقة والشرق الأوسط يكمن في أخذ تجربة الإدارة الذاتية والأمة الديمقراطية، وبفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، لإيجاد الحل لجميع الأزمات العالمية.