وكالة فرات تفتش في أسرار نشاط "داعش" بآسيا الوسطى.. مراقبون أفغان يوضحون

أثار هجوم "داعش – خراسان" في روسيا علامات استفهام متواصلة، لا سيما فكرة نشاط عودة نشاط التنظيم الإرهابي في آسيا الوسطى وأفغانستان بعد السقوط في سوريا والعراق.

وبات الحديث خلال الفترة الماضية بشأن نشاط داعش مرتكزاً حول تنظيم ولاية خراسان، لا سيما الضجة الكبيرة التي أحدثها هجوم قاعة الحفلات الموسيقية التي خلفت أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، على نحو جعله الهجوم الأكثر دموية داخل روسيا وداخل الأراضي الأوروبية من قبل أحد فروع "داعش".

ومع اتجاه الأنظار إلى ولاية خراسان ترى بعض وجهات النظر أن هناك أجهزة ما تقف خلف هذا التنظيم، لا سيما التركيز في نشاطه على أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى، على نحو دفع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إلى استطلاع رأي اثنين من المراقبين الأفغان، كما تستكمل الوكالة نقاشاتها بشأن التنظيم الإرهابي في تقارير لاحقة وفق أطروحات وزوايا جديدة.

داعش وأفغانستان

No description available.

في هذا السياق، يقول عبد الجبار بهير رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في آب/ أغسطس 2021، وسقوط الحكومة في ذلك الوقت أتت حكومة طالبان، ومنذ ذلك الوقت وتدور اشتباكات من وقت لآخر بين الحركة وتنظيم "داعش"، بل واشتدت العداوة بين الطرفين لا سيما بسبب الاستهداف المتبادل.

وأوضح بهير أن الحكومة الأفغانية الحالية لا تزال تتهم باكستان والولايات المتحدة بدعم أنشطة تنظيم "داعش – خراسان" في أفغانستان، أو أنه يتم التمهيد لأن يكون نشاط التنظيم الإرهابي أكثر فعالية في منطقة آسيا الوسطى، خاصة وأن الاستهداف الذي طال قاعة الحفلات الموسيقية قرب العاصمة الروسية موسكو تبناه التنظيم.

ويقول الخبير الأفغاني إن هناك إجماعاً لدى كثير من المراقبين بأن هذا التنظيم من صنع إسلام آباد وواشنطن، مشيراً إلى أن الحكومة الأفغانية تعهدت للعالم والمجتمع الدولي بألا تكون ملاذاً للإرهاب، أو لكل ما يشكل خطراً على المصالح الغربية والمنطقة بشكل عام، مؤكداً أن "داعش" يعمل بفاعلية في أفغانستان ودول آسيا الوسطى، على نحو اتضح خلال الفترة الماضية.

وتتواصل التقارير المحذرة من خطورة النشاط الإرهابي في هذه المنطقة، أبرزها التقرير الصادر عن معهد واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي حذر من خطورة تنظيم ولاية خراسان، مؤكداً أنه أكبر تهديد عالمي الآن لـ"داعش"، مشيراً إلى أن الأخير بات يوزع قوته حول العالم، ما يثير مخاوف بشأن استعادة التنظيم قوته ولكن في بؤرة جديدة.

بدوره، يقول الكاتب الأفغاني سيف الله ساعي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك نوعين من الأشخاص الذين يعملون باسم تنظيم داعش الإرهابي وينتسبون إليه، موضحاً أن النوع الأول هم الأشخاص الذين يتحملون ويقبلون مسؤولية كل حادث في المنطقة، وأغلبهم مرتبطين ببعض الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة، خاصة الباكستانية.

وأضاف أن هؤلاء يستخدمون اسم "داعش" فقط وليسوا من أفراد التنظيم، وهؤلاء يتحملون مسؤولية كل عملية إرهابية باسم التنظيم، لافتاً إلى أن النوع الثاني ممن ينشطون في آسيا الوسطى فلديهم عقيدة خاصة، وعلى أساسها ينشطون في تلك المناطق ويركزون على أفغانستان وهم من عدة جنسيات، وقد يرتبط رواج نشاطهم بأسباب عديدة أولها الحكومات الاستبدادية في منطقة آسيا الوسطى.

وأوضح سيف الله ساعي أن الشباب في آسيا الوسطى سأموا إزاء مستقبلهم في هذه الدول ما يدفعهم نحو التطرف، كما أن المعرفة الدينية في تلك المناطق ضعيفة نسبياً، وبالتالي من السهل أن يستغل "داعش" ضعف المعرفة بالدين لاستقطاب هؤلاء الشباب بسرعة وسهولة، لافتاً إلى أن سبب آخر لانتشار التنظيم يعود إلى عدم السيطرة في هذه الدول على وسائل الإعلام التي يمكن من خلالها تمرير رسائل تدفع للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.

وتحدث الكاتب الأفغاني، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن تنظيم داعش يركز على أفغانستان ربما لاعتقاد منه أن الحكومة الأفغانية الجديدة لا تزال في مرحلة التشكيل، وربما تكون غير قادرة على مقاتلة الدواعش بمفردها، ولأجل هذا يجتهدون كل الجهد للتركيز على أفغانستان، وأن يجدوا لهم ملجأ، منوهاً أنه لهذه الأسباب العديدة يمكن تفسير زيادة نشاط "داعش" في آسيا الوسطى مع تركيزه على أفغانستان أكثر.

جدير بالذكر، أن التقرير السنوي للاستخبارات الأمريكية بشأن مكافحة الإرهاب، كان واضحاً في تحذيراته من أن الفروع الإقليمية لتنظيم داعش ستتوسع مستقبلاً، وقد يظهرون من خلال خلايا نائمة أو جماعات صغيرة بنفس الأفكار ليشنوا هجمات عنيفة، في إشارة إلى أن هناك موجة قادمة من الإرهاب، وربما "داعش – خراسان" النموذج الأبرز.