تستمر رحى الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع توسع الداعمين الإقليميين والدوليين لطرفي الحرب، والتي أبرزت معركة أخرى دبلوماسية بين السودان والإمارات، حيث اتهمت حكومة الخرطوم الأخيرة بمساندة وتمويل الدعم السريع، ولم تتوقف المعركة على المشادات الإعلامية بين الطرفين، ولكن قدمت السودان شكوى رسمية ضد الإمارات في مجلس الأمن، مما يثير التساؤلات حول مستقبل تطور الصراع بين الدولتين.
وبدوره أوضح بكري عبد العزيز رئيس مبادرة الاسناد الإعلامي للقوات المسلحة السودانية، أن السودان لديها مشكلة مع الإمارات لأنها دولة تعبث بالأمن القومي السوداني وثقف مع الكيان الصهيوني، وتمد ميليشيات الدعم السريع بالمال والسلاح، مبيناً أن التقارير الأممية الصادرة عن الأمم المتحدة أثبتت تورط الإمارات في دعم ميليشيات الدعم السريع.
وأضاف رئيس مبادرة الاسناد الإعلامي للقوات المسلحة السودانية، أن السودان قدم شكوى أمام مجلس الأمن بإدانة الإمارات ولكن توجد بعض الدول وخاصة بريطانيا حاولت أن تضغط أن هذه الشكوى لا تمر وعدم إدانة الإمارات.
وأكد عبد العزيز في تصريح خاص لوكالة فرات، أن موقف بريطانيا هو موقف يمثلها، ولكن السودان تحدثت مع العديد مع الدول التي تربطها صداقة مع السودان وستكرر الشكوى مرتين وثلاثة في مجلس الأمن حتى تتم إدانة الإمارات.
الإمارات أصبحت عدوة للسودانيين، وسيقاتلونها عسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً وشعبيا، إذا لم تدين الجلسة الأولى لمجلس الأمن الإمارات فإن هناك جلسات مستمرة ولن توقف السودان شكواها المقدمة ضد الإمارات.
وبيّن عبد العزيز، أن أعداء الشعب السوداني واضحين وهم قوات الدعم السريع والموالين لها من الحرية والتغيير ومبادرة تقدم ومعهم الإمارات، وأي دولة تدافع عن هؤلاء الأعداء يعتبرها الشعب السوداني عدو له، وإذا أرادت الإمارات دخول السودان عسكرياً سيكون مصيرها مثل ما فعل بها الحوثيين في اليمن، وإعلامياً ودبلوماسياً سيكون لها ردود فعل ضد تلك الدولة التي تحاول أن تعبث بالسودان وأمن المواطن السوداني.
بينما كشف مبارك النور، الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، أن الشعب السوداني أصبح يدرك حجم المؤامرة الكبيرة على السودان والتي ترعاها دولة الإمارات، نطالب المجتمع الدولي بفضح تلك الدولة وتصنيف أفعالها كجرائم حرب.
وأكد النور في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الإمارات مولت المليشيا المتمردة وساندتها وأعوانها بالداخل والخارج، وخطط بمعاونة بعض العملاء لتدمير السودان، مما جعلها شريك أساسي في كل الجرائم والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بالسودان.
وأضاف الأمين العام للتنسيقية العليا لكيانات شرق السودان، أن الإمارات تعتبر شريكة في تدمير البنية التحتية للسودان، وحرق دار الوثائق السودانية، وتدمير المتاحف السودانية، وتدمير الأعيان المدنية للسودان، قتل الأبرياء وتشريد الأسر السودانية، وسرقة سيارات وممتلكات المواطنين الأبرياء بالسودان.
بينما بينت نشوى عثمان، القيادية في حزب البعث السوداني، أن الحكومة السودانية تحاول عبر الشكوى ضد الإمارات في مجلس الأمن تتهرب من مسؤولياتها من إدارة البلاد وحماية المواطن ودخول المساعدات، مشيرة إلى أن المواطن السوداني حالياً معرض إلى المجاعة والمرض والموت حتى لو بدون السلاح فلن ينجو الأسباب الأخرى.
وأكدت نشوى عثمان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحكومة وقيادة الجيش ينخرطون في مواضيع جانبية لشغل الرأي العام عن إيقاف الحرب، مبينة أنه إذا كانت الشكوى حقيقية فإنه مازال سفير السودان موجود في الإمارات وسفير الإمارات موجود في بورتسودان.
وأضافت القيادية في حزب البعث السوداني، أن الحكومة السودانية لا تمتلك دليل أن الإمارات داعمة للحرب، فهي لا تملك دليل قاطع ولكن مجرد اتهامات، كما أنه مازالت العلاقات الدبلوماسية موجودة بين الدولتين.
وأوضحت القيادية في حزب البعث السوداني، أن الشكوى هي دلالة على التخبط في العلاقات الدبلوماسية مع البلدان ودليل قاطع للفشل من كل النواحي.
كما أوضح كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن مجلس الأمن لم يتخذ أي خطوات ملموسة بشأن الحرب وتداعياتها في السودان غير الإعراب عن القلق، وكأنها صارت قضية منسية، بينما الكل يعلم أن هناك أطراف خارجية تغذي الحرب بالمال والسلاح، وهي مستفيدة من الحرب.
وأكد القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن تأجيل الجلسة الخاصة بالشكوى ضد الإمارات بحجة أسباب فنية، يأتي في إطار التسويف وعدم جدية المجلس في الوصول لقرارات محددة.
وأضاف القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، أن الصراع السوداني سيتمدد من محيطه الإقليمي للعالمي ونحن نشهد دخول روسيا في الخط والكل يلعب علي مصالحه، مشيراً إلى الشعب السوداني يعرف أن العالم لا يأبه به والتعويل على موقف شعبي موحد لإيقاف الحرب وابعاد شبح انقسام السودان.