دعوات ترحيل السوريين من لبنان..هل تتحول إلى واقع أم أداة لابتزاز الغرب

انطلقت العديد من الدعوات لترحيل السوريين من لبنان عقب مقتل أحد قيادات حزب القوات اللبنانية وتحدث العديد من المسؤولين على ضرورة إعادتهم لبلادهم.

تتصاعد الدعوات في لبنان لترحيل السوريين عن البلاد خاصة بعد قتل أحد قيادات حزب القوات اللبنانية على يد سوريين، وتحدث العديد من المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على ضرورة ترحيل السوريين إلى بلادهم على إعتبار أن معظم مناطق سوريا أصبحت آمنة، مما يثير التساؤلات حول جدية تلك الدعوات وهل ممكن أن تتحول إلى إجراءات حقيقية لترحيلهم.

كشف علي مراد، الناشط السياسي وأستاذ مساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية،  أن الدعوات لترحيل السوريين تتحرك من فترة إلى أخرى دون أن تكون ثابتة، وهذا إن دل على شيء يدل على عمق أزمة هذا الملف بعد ١٣ عام من اندلاع الثورة السورية، مشيراً إلى أن النظام السوري يتحمل المسؤولية الأكبر في تهجير السوريين بسبب تغيير الواقع الديموغرافي في سوريا

وأكد مراد في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هذا التغيير الديمغرافي انعكس على لبنان لأنه أصبح ٣٠٪ من سكان لبنان من اللاجئين السوريين، ولذلك لا يمكن ترك الأمور بهذا الشكل، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية تقاعست عن تنظيم هذا الوضع.

وأضاف الناشط السياسي وأستاذ مساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية، أن المجتمع الدولي أيضا لم يقوم بكل ما يلزم في تلك القضية، حيث لم يغير النظام أو يقوم معه بتسوية سياسية، مشيرًا إلى أنه وأمام عجز الدولة اللبنانية عن حل المشكلات العالقة ومنها مشكلة اللاجئين السوريين، وفي ظل الأزمة الإقتصادية نجد تلك الدعوات لترحيل السوريين

وبين مراد، أن هذه الدعوات مدانة لأنها تذهب تجاه الشعبوية ولا تقدم حلول حقيقية للأزمة، كما أن لبنان غير قادر على ترحيل اللاجئين السوريين، وكل تلك الدعوات لا تساهم في حل المشكلة، ولكن يجب أن نعترف أن هناك مشكلة كبيرة بسبب الوجود السوري، ولكن تلك المشكلة تحتاج لمعالجة شجاعة وهادئة بعيدا عن الشعبوية..

 وأردف الناشط السياسي وأستاذ مساعد في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة بيروت العربية، أن الدولة اللبنانية كلما اقتربت اللقاءات الدولية وخاصة مثل مؤتمر بروكسل نهاية هذا الشهر نجد الأصوات تعلوا داخل الدولة للمطالبة بترحيل السوريين دون تقديم حلول حقيقية للأزمة، ولا يريد إعادة النظر سوريا قبل حدوث هذا التغيير، كما أنه لا يريد إعادة اللاجئين لموطنهم اصلا.

وأشار مراد، إلى أن الحادث الأخير الذي أثار تلك الدعوات كان بسبب مقتل أحد المنسقين المحليين لحزب القوات اللبنانية، بطريقة غير واضحة وقدمت من الأجهزة الأمنية بأنها حادثة سرقة سيارة، بأنه لم تتم سرقة السيارة كما أنه نقلت جثمان الضحية إلى داخل الأراضي السورية على بعد عشرات الكيلومترات عن مكان الحادث،

ولذلك مع الاحتقان الموجود في الشارع خرجت تلك الدعوات، والمشكلة الأكبر أن تفلت الأمور مع غياب دور العقلاء، مشيداً بما فعلته القوى السياسية في المناطق التي شهدت الواقعة، بالدعوة لوقف تلك الدعوات، ولكن أيضا يوجد تحريض على المستوى المحلي لا يمكن الاستهانة به،

بينما كشف سراج بهجت، السياسي اليساري اللبناني، أن دعوات ترحيل السوريين ليست جدية إنما كانت هي ردة فعل لا أكثر بعد عملية اغتيال القيادي القواتي ، خاصة  مع الوضع الحرج الذي وصلت اليه لبنان

وأكد بهجت في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الدولة اللبنانية جعلت من الوجود السوري كمحط ابتزاز لدول العالم، مشيرًا إلى أن الأموال والمساعدات التي تأتي بأسم اللجوء يتم سرقتها من قبل أزلام السلطة.

وأضاف السياسي اليساري اللبناني، أن اللجوء السوري يشكل عقبات كبيرة للشعب اللبناني وحرمانه من العمل ولقمة العيش لكن تسلط أزلام السلطة  على ملف اللجوء هو العقبة لترحيل السوريين.

وبين بهجت أن الدعوات التي تخرج حاليًا وحديث المسؤلين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إنما هي سيناريوهات للضغط لجلب أموال على حساب اللجوء

وأوضح السياسي اليساري اللبناني، أن الوجود السوري هو تحول كبير في الاقتصاد اللبناني لو الدولة الفاسدة في لبنان أحسنت التعامل بهذا الملف، لجعلت الاقتصاد اللبناني في أوج عطائه.