بعد ثماني سنوات من التهجير.. مطالبة تدعو إلى العودة الآمنة وإنهاء الاحتلال في عفرين

أكد أهالي عفرين المهجَّرون من مدينتهم أنهم لن يسمحوا أن تظل أرضهم الطاهرة وأغصان الزيتون تحت سيطرة مرتزقة الاحتلال التركي، مطالبين بالعودة الآمنة وإنهاء الاحتلال وإخراج المرتزقة.

مرّ شعب عفرين بظروف قاسية عبر رحلة تهجيرٍ مريرة استمرت لثماني سنوات، عانى خلالها من العديد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي أثناء حملته العسكرية على المدينة. كما استمر هذا الجيش في قصفهم يومياً أثناء تهجيرهم إلى مناطق الشهباء، حيث عانوا من ويلات الحروب والدمار. ورغم كل هذه المحن، ظل الشعب العفريني عنواناً للشجاعة والصمود، فبطولاتهم وتضحياتهم ستظل منارة تُضيء الطريق للأجيال القادمة.

واليوم، يواصل شعب عفرين مطالبتهم بالعودة الآمنة إلى أرضهم، وفي قلوبهم ينبض الأمل بأن العودة ليست مجرد العودة إلى البيوت والمنازل، بل إلى الذكريات، التاريخ والهوية التي لا يمكن أن تزول مهما مر الزمن. سيواصلون مسيرتهم في بناء عفرين جديدة، حرةً، خالية من الاحتلال. كما ستظل عفرين، بكل قوتها وعزيمتها، رمزاً للحب والتعاون بين أبنائها، وستبقى منارة للسلام والعدل لكل من يسعى إليهما.

وفي هذا السياق، أكد مصطفى نبو، الناطق الرسمي للعلاقات الإيزيدية في سوريا، في حديث لوكالتنا، قائلاً: "شنَّ جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعون له هجوماً عنيفاً على مدينة عفرين بكافة الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية. وبعد مقاومةٍ بطوليةٍ من أهالي عفرين بكل مكوناتها، والتي استمرت لمدة 58 يوماً، تمكن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من السيطرة على المدينة. نحن اليوم مهجَّرون منذ ثمانية أعوام من مدينتنا عفرين، ككرد إيزيديين من عفرين المحتلة. ورغم تهجيرنا للمرة الثانية على يد دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، فإننا في المرحلة الثانية من مقاومة العصر."

وأضاف نبو: "نحن، شعب عفرين، نجدد عهدنا بالمقاومة، ونستمر في النضال والعمل والتضحية من أجل عودة أهل عفرين إلى مدينتهم. لن نسمح أن تظل أرضنا الطاهرة وأغصان الزيتون تحت سيطرة مرتزقة الاحتلال التركي. اليوم، نشهد هجمات الاحتلال التركي والمرتزقة على مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة على سد تشرين. لكننا نرى أيضاً أن المقاومة مستمرة يوماً بعد يوم، ضد الاحتلال التركي، وأن المقاومين يثبتون للعالم أجمع أن مقاومتهم هي التي ستنتصر، وأن الرد على العدو هو أننا لم نترك أرضنا لهم".

وفي ختام حديثه، أكد مصطفى نبو على مطالب أهل عفرين بالعودة إلى مدينتهم، قائلاً: "سنعود إلى عفرين مرفوعين الرأس، مطالبين بعودة تليق بدماء الشهداء التي سفكت على أرض عفرين الطاهرة. نطالب بعودة كريمة وآمنة، كي نعيش كما كنا قبل الاحتلال التركي، بلغتنا ومؤسساتنا. يجب أن تتم عودة أهل عفرين بعد إنهاء الاحتلال التركي وطرد المرتزقة الذين يرتكبون أبشع أنواع الانتهاكات، من قتل وخطف بحق أهالي عفرين".

مقاومة مستمرة ضد الاحتلال التركي

ومن جهتها، تحدثت شيراز حمو لوكالتنا، مستذكرة في بداية حديثها هجمات الاحتلال التركي على مدينة عفرين أثناء العملية العسكرية، قائلة: "نستنكر هذا اليوم الذي بيّن لنا حقيقة الدولة التركي من خلال احتلاله لمدينة عفرين وهجماتها المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة في هذه المرحلة التي نمر بها وهجماتها على سد تشرين. إن هدف جيش الاحتلال التركي هو توسيع رقعته الاحتلالية وإبقاء وجوده في مناطق سوريا، لكننا في المقابل نرى وقفة الشعب في وجه الاحتلال التركي وتصديهم لكافة الهجمات التي استمرت في مدينة عفرين لمدة 58 يوماً".

وأضافت شيراز: "المقاومة التي استمرت لمدة ثمانية أعوام في مناطق الشهباء رغم القصف التركي اليومي والحصار الذي كان يفرضه نظام البعث على المناطق، كانت تهدف إلى كسر إرادة الشعب العفريني، إلا أننا شاهدنا بأن الشعب العفريني لم يرضخ لمخططات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته. لقد هجم المرتزقة على مناطق الشهباء، وتعرض الشعب العفريني لقتل عام، لكن المقاومة التاريخية التي قدمها الشعب العفريني وأبناؤه وبناته لم تتوقف".

وأنهت شيراز حمو حديثها بالقول: "الشهداء الذين قدموا تضحيات عظيمة في قوات تحرير عفرين كانوا رمزاً للمقاومة في مواجهة الاحتلال التركي، واليوم نؤكد أن إرادة الشعب العفريني لن تهزم مهما كانت التحديات، وأننا مصرون على النضال والمقاومة حتى تحقيق العودة إلى مدينتنا".