وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية "فرهاد شامي" قد أعلن استشهاد 7 على الأقل بهجوم تم عبر مسيرات للاحتلال التركي في شمال مدينة الحسكة، وسط تحليق مكثف للطائرات التركية، فيما اعتبرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن الهجمات التركية تأتي تحت دعاوى ملفقة وتستهدف تنفيذ مخططات خبيثة في ظل إفلاس النظام التركي ومحاولته التغطية على أزماته الداخلية.

هذه خطورة التصعيد في شمال شرق سوريا

وأكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحاته لوكالة فرات للأنباء، أن بلاده تشعر بقلق شديد إزاء التصعيد العسكري في شمال سوريا، لا سيما تأثير هذا التصعيد على المدنيين في تلك المناطق، كما أن هذا التصعيد من شأنه التأثير على العمليات التي يتم تنفيذها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وبالتالي قد يكون لها تأثيرها على فعالية تلك العمليات على نحو يضمن الهزيمة النهائية للتنظيم.

وشدد "وربيرج" على أن الدعوة لوقف التصعيد في شمال سوريا والحفاظ على وقف إطلاق النار ستتواصل من قبل واشنطن، إذ أنها تعتبر وقف إطلاق النار وخفض التصعيد ركائز أساسية للسياسة الأمريكية في سوريا، على نحو يساهم في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي ويحافظ على المدنيين. وقد لعبت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" دوراً رئيساً في هزيمة "داعش" والقضاء على خلافته المزعومة بحلول عام 2019 بدعم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي للحرب على الإرهاب.

توقعات بتوتر بين تركيا وأمريكا

وأسقطت طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-16 طائرة تركية بدون طيار بالقرب من منشأة للتحالف في شمال شرق سوريا، حيث يتم نشر 900 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد التوترات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحسب تقرير لمجلة "أل مونيتور" الأمريكية المعنية بشؤون الشرق الأوسط.

وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره التركي يشار جولر لمناقشة الأمر يوم الخميس، حسبما ذكر السكرتير الصحفي للبنتاجون بات رايدر للصحفيين والذي وصف إسقاط الطائرة التركية بدون طيار بالقرب من مدينة الحسكة السورية بأنه "حادث مؤسف"، وأضاف أنه لم يصب أي من القوات الأمريكية وأنه لا توجد مؤشرات على أن تركيا كانت تستهدف عمدا القوات الأمريكية.

واستدرك قائلاً إن "الطائرات بدون طيار التركية كانت تنفذ غارات جوية داخل منطقة عمليات محظورة معلنة، وقد أسقطت القوات الأمريكية الطائرة المسيرة بدون طيار بعد تحذيرات متعددة للجيش التركي بإبعادها عن المنطقة، وكان التقييم الأولي هو أنها لم تكن طائرة عسكرية بدون طيار، ولكن ربما كانت تابعة لوكالة التجسس الوطنية التركية التي كانت تنفذ عمليات اغتيال.

تفاصيل إسقاط الطائرة التركية المسيرة

وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين، لمجلة "أل مونيتور"، إن طائرة أمريكية من طراز F-16 أسقطت الطائرة التركية، وكانت عدة طائرات تركية بدون طيار تحلق بالقرب من موقع أمريكي في تل بيدر، وقد اتصل موظفون أمريكيون بالمسؤولين الأتراك لتحذيرهم من سحب الطائرات بدون طيار بعيداً عن المنطقة، علماً أن الطائرات بدون طيار لم تكن تحلق مباشرة فوق القاعدة، مضيفاً أن الأتراك بدا أنهم يمتثلون في مرحلة ما وأن الطائرات بدون طيار غادرت المنطقة، لكنهم عادوا مرة أخرى، وذلك عندما تم اتخاذ القرار بإطلاق النار على أحد الأشخاص غير الأمريكيين بالقرب من محيط القاعدة الأمريكية.

وأشارت المجلة إلى أن التطورات بين واشنطن وأنقرة ستتوقف كثيراً على الكيفية التي سيقرر بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرد، حيث من المرجح أن يتعرض لضغوط شديدة من حليفه القومي دولت بهجلي لاتخاذ موقف حازم بعد إسقاط تلك الطائرة التركية.