في لقاء أجرته صحيفة "يني أوزغور بوليتيكا"، أوضح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (HSD) مظلوم عبدي، جميع القضايا المتعلقة بشمال وشرق سوريا، بدءاً من المستجدات الأخيرة بخصوص اللقاءات مع النظام السوري وصولاً إلى احتمالية شن هجمات احتلالية محتملة من جانب دولة الاحتلال التركي، كذلك وضع ومصير المناطق المحتلة واستعدادات وقات سوريا الديمقراطية وعلاقاتها مع مصر والعالم العربي وكذلك دور إيران وروسيا.
ونشرنا لكم نص اللقاء بالكامل
- عقد الممثل الخاص للولايات المتحدة في سوريا جيمس جيفري اجتماعات مكثفة في تركيا والعراق وإقليم كردستان حتى منتصف هذا الشهر، فضلاً عن الحديث عن أن محادثات أجراها في شمال وشرق سوريا. وفي الأسبوع الثاني من هذا العام أجرى جيفري لقاءات رفيعة المستوى في تركيا إلى جانب لقائه مع بعض معارضي النظام السوري ومع المجلس الوطني السوري (ENKS)، هل تنظرون إلى هذه اللقاءات بإيجابية؟
لقد تغير الكثير في المنطقة على أعقاب قرار القوات الأمريكية بالانسحاب من روج افا وغزو الدولة التركية لسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، حدثت تغييرات في تموضع القوات الأمريكية والقوات الأخرى في سوريا؛ حاولت أمريكا مرة أخرى اثبات وجودها العسكري والسياسي في المنطقة باتباع سياسة جديدة في المنطقة. قام جيفري بزيارة البلدان ذات الصلة بسوريا ضمن هذا الإطار، عقدنا أيضاً اجتماعات مع جيمس جيفري ومسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى وحاولنا فهم سياساتهم في المنطقة، حيث نقلنا أيضا مطالبنا وجدول أعمالنا وطلبنا منهم دعم برامجنا العسكرية والسياسية والإدارية. مما لا شك فيه، أن كل قوة تعمل وفق مصالحها في المنطقة. وفي هذه الفترة نحن أيضاً قمنا بهذه اللقاءات مع أمريكا وجيفري لحماية مصالح روج افا وجميع شعوب شمال وشرق سوريا.
- من جهة ازدياد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران وتأثيره على الساحة السورية، وكذلك محاولات تثبيت النفوذ في منطقة شمال وشرق سوريا ما بين روسيا والولايات المتحدة التوترات، وأنتم في نقطة تقاطع كل هذه القوى، ما هو تعليقكم؟
تعمقت التناقضات بين أمريكا وإيران بعد مقتل قاسم سليماني وتطورت النزاعات والتناقضات بين القوى في منطقة الشرق الأوسط، كان لهذا تأثير على سوريا أيضاً، نحن بطبيعة الحال لسنا طرف في هذه التناقضات ولا ننحاز إلى أية قوى في هذه النزاعات، وعلاقاتنا مستمرة مع جميع الأطراف بهدف حماية مصالح جميع شعوب سوريا.
- مصر، واحدة من الجهات الفاعلة والحاسمة في العالم العربي، وهي غير راضية عن الاحتلال التركي لسوريا، لذلك هناك علاقات ولقاءات بشأن الوضع والإدارة في شمال وشرق سوريا. إلى أي مدى يمكن أن تكون لدولة مصر تأثير ودور إيجابي؟ ما هو دور وأهمية الاتحاد الكردي- العربي، لماذا كانت علاقاتكم مع الدول العربية محدودة من قبل؟
علاقاتنا جيدة مع المجتمع العربي وخاصة مع مصر تتطور علاقاتنا على الصعيد السياسي وتزداد قوة، مصر تريد القيام بدور في حل الأزمة السورية. في هذا السياق سنعزز علاقاتنا مع مصر في الفترة القادمة وسنحاول إجراء لقاءات فاعلة مع مصر للمساهمة في حل أزمة سوريا.
عدم تطور علاقاتنا مع المجتمع العربي إلى الآن يعتبر نقصاً جاداً، لنا ولهم نصيب في هذا النقص. تنبهت العديد من الدول العربية لذلك بعد مخططات الغزو التركي وهجماته الاحتلالية واتخذت موقفاً ضدها، كما دعموا الشعب السوري وسلامة ووحدة أراضيه. في هذا السياق أصبحت علاقاتنا معها أقوى مقارنة بالماضي. لن يتحقق حل الأزمة السورية مع الدول التي تحتل الأراضي السورية، بل عن طريق الدول العربية وشعوب سوريا نفسها.
- قوات سوريا الديمقراطية هي قوة عسكرية تضم في صفوفها عدداً مهماُ من المكون العربي وكذلك في مساحة جغرافية واسعة يسكنها العرب، وكذلك الأمر بالنسبة للإدارة الذاتية، هناك أيضا أنشطة استفزازية تسعى إلى دق إسفين ما بين العرب والكرد، ماذا تقول عن ذلك؟
حاولت العديد من القوى وخاصة الدولة التركية، كسر الاتحاد الذي أنشأناه مع الشعب العربي، لقد حاولوا خلق انقسام كبير في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، لكن الاتحاد مع الشعب العربي كان أقوى من ذلك وأزداد هذا الاتحاد قوة في مواجهة هجمات الغزو التي قامت بها الدولة التركية. يشرفنا موقف الشعب العربي هذا، لأنه كان واضحاً وحازماً حيال احتلال الدولة التركية، هم أيضاً حاربوا جنباً إلى جنب مع الشعب الكردي ضد الهجمات الاحتلالية للدولة التركية، وازدادت مطالبهم ورغبتهم في النضال من أجل مستقبل سوريا. نحن نعتقد أن وحدة الشعوب ومشروع الأمة الديمقراطية سينجحان على أساس وحدة الشعبين الكردي والعربي.
أرادت الدولة التركية والنظام السوري إبعاد الشعبين الكردي والعربي عن بعضهما البعض. يمكننا القول بسهولة أن هذه الجهود لم تكن ناجحة. لا سيما الشعوب العربية في شمال وشرق سوريا، ترى التحرر في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية ونموذج الأمة الديمقراطية، إضافة إلى ذلك يؤمنون أن قوات سوريا الديمقراطية هي وحدها الكفيلة بالدفاع عنها. لذلك فشلت خطط القوى التي تحاول تفكيك وحدة الشعبين الكردي والعربي. على العكس من ذلك، عزز الشعب الكردي والعربي وحدته ضد محاولات التفكك، وأصبح مصير الشعوب الكردية والعربية في شمال وشرق سوريا مشتركاً وواحداً.
- لديكم محادثات مع القوتين العظمتين في العالم. في حين كانت الإدارة والقوى في شمال شرق سوريا تقول إنه مع استمرار "آلية أمن الحدود"، لم تتخلى الدولة التركية عن تنفيذ غزوها واحتلالها، وقامت باحتلال المدينتين مع محيطهما. الآن، عندما تعود إلى الوراء وتنظر إلى ما قبل مرحلة "آلية أمن الحدود" وأثناءها، هل كان من الممكن إيقاف هذه الغزو، هل كانت لديكم فرص لفعل شيء ضد هذه الهجمات ولم تقوموا به؟
بالطبع، كان لدينا أوجه قصور وأخطاء في مرحلة الاحتلال التركي لـ " سيري كانيه وكري سبي"، قبل كل شيء نقدم نقدنا الذاتي في هذا الصدد، برزت هذه النتيجة لأن الإجراءات اللازمة التي كان من الواجب اتخاذها في الاستعدادات العسكرية والدبلوماسية لمقاومة غزو الدولة التركية لم تتحقق؛ كانت لدينا استعدادات كبيرة للدفاع عن هذه المناطق، نظراً لأن الدولة التركية كانت تعلم أنها لن تنجح في حال اكتملت استعداداتنا، لذلك اسرعت في البدء بغزوها واحتلالها على الرغم من ردود الفعل العالمية، لأنها كانت تعلم مدى المقاومة التي كانت ستجابهها في حال اكتمال الاستعدادات.
كما أنه لا شك بأن للسياسة الأمريكية تأثير على هجمات الغزو. أمريكا لا تريد أن تعرض مصالحها للخطر مع الدولة التركية. فقد ظلت صامتة إلى حد ما في مواجهة هجمات الغزو التي قامت بها الدولة التركية، نظراً لأنها ترعى مصالحها.
هناك دروس عسكرية وسياسية ودبلوماسية استخرجناها من أجل قطع الطريق ومواجهة مثل هذه الهجمات، يمكننا القول إن أية هجمات احتلالية للدولة التركية لن تكون سهلة لهم من الآن فصاعداً. الدروس التي تعلمناها والتدابير التي اتخذناها من شأنها أن تردع مثل هذه الهجمات. ولأن الدولة التركية أدركت أنها لن تنجح عسكرياً في هجماتها في مواجهة المقاومة العظيمة التي أبدتها قواتنا، لذلك لجأت إلى تحجيم مناطق احتلالها.
- بعد الاحتلال التركي، انتقلت روسيا أيضً إلى مناطق شمال وشرق سوريا، كيف هي علاقتكم مع روسيا، ما هي مخططات روسيا المستقبلية لشمال وشرق سوريا؟
يمكننا القول أن روسيا هي الفاعل الرئيسي أو الأساسي في حل الأزمة السورية، ملف حل المشكلة السوريا في يد روسيا. لذلك، نأمل أن يكون لوجود روسيا في المنطقة تأثير إيجابي. هناك اتفاقية سوتشي الموقعة بين روسيا والدولة التركية. ونحن نقبل بنود الاتفاق المتعلقة بوقف إطلاق النار. وفقًا لاتفاقية سوتشي، يتعين على روسيا اتخاذ موقف ضد احتلال الدولة التركية، لكن الدور الرئيسي لروسيا هو لعب دور الضامن القوي والوساطة بيننا وبين الحكومة السورية؛ يجب أن تضمن تطوير حوار سياسي واتفاق سياسي إيجابي، وهذا ما نأمله من روسيا.
- لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة والتعاون مستمر فيما بينكم، هل يمكن أن تأخذ علاقاتكم مع الولايات المتحدة الأمريكية منحىً سياسي أم ستقتصر على المجال العسكري؟
لقد ارتكبت أمريكا أخطاء كبيرة وأوجه قصور في الماضي. كانت السياسة الأمريكية أحد الأسباب الرئيسية لتجرؤ الدولة التركية على مهاجمة هذه المنطقة. وهي تحاول اليوم التخلص من السلبيات التي نجمت عن سياساتها. وعلى هذا الأساس، تسعى إلى تطوير سياسة واستراتيجية جديدة في سوريا من خلال تجميد قرارها بسحب قواتها من المنطقة. لا يمكننا الحديث سياسة أمريكية واضحة، ولكن يبدو أنها تعمل في إطار استراتيجية موضوعة ومحددة. باختصار، يمكننا القول أنها تعمل على إزالة النتائج السلبية عليها وعلى روج آفا، الناتجة عن قراراتها الخاطئة. وقد تم وضع مخطط جديد للعلاقات بين كل من قواتنا المسلحة والأمنية وقوات الولايات المتحدة. وفي إطار هذا التخطيط يتم تنفيذ عمليات مشتركة ضد الإرهاب والدفاع عن المنطقة. في المجال السياسي، لا يزال للولايات المتحدة موقف غير واضح تجاه الحل السياسي. هي ما زالت تريد حل الأزمة السورية من خلال قوى المعارضة القريبة من تركيا، وهذا أمر هذا غير ممكن، يجب على أمريكا أن تسعى إلى حل هذه الأزمة السورية مع القوى الموجودة في شمال وشرق سوريا، مثل قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية والقوى الموجودة في سوريا، في هذا الإطار، تستمر علاقاتنا مع أمريكا، هناك بعض التطورات ولكننا لم نصل إلى النتيجة المرجوة حتى الآن.
- إيران أجازت العزو التركي، ونحن نعلم أنها وافقت على اللجنة الدستورية، وعلاقاتها بالولايات المتحدة أسوأ الآن، كيف يمكن أن يؤثر ذلك على موقف روسيا والنظام تجاهكم؟
لإيران دور كبير في المنطقة وفي سوريا. إذا أرادت إيران بإمكانها الضغط على الحكومة السورية للتوصل إلى حل. تأملنا أن تلعب إيران دوراً في حل الأزمة السورية، والتي تتعلق بحل القضية الكردية ووضع شمال وشرق سوريا، لم تلعب إيران دورها في هذا الصدد حتى الآن. يمكن لإيران أن تحل هذه المشكلة إذا رغبت في ذلك، وهذا ما يُطلب منها.
-على الرغم من ازدواجية المعايير في مواقف الدول وهياكل مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بصدد عدوان الدولة التركية، فإن موقف الرأي العام كان لصالح الكرد. علاوة على ذلك، باستثناء قطر، لم تدعم أي دولة منذ اليوم الأول الدولة التركية في عدوانها. هل استطاع الكرد قراءة هذه الصورة بشكل واضح لتحويلها إلى مكسب دبلوماسي دائم؟
هناك دعم للشعب الكردي، حيث يقول الكثير من الناس الذين يدعمون الشعب الكردي " الآن ليست فقط الجبال أصدقاء للشعب الكردي، بل لهم أصدقاء آخرين أيضًا"، في مواجهة قرار ترامب بسحب قواته، مارس الكونغرس الأمريكي والبنتاغون والعديد من المؤسسات الأمريكية المهمة ضغوطًاً على البيت الأبيض لإعادة ترامب خطوة إلى الوراء. العديد من الدول ساندتنا بشكل مباشر مباشرة خلال مرحلة الحرب هذه. لقد دعمتنا الدول العربية والخليجية وفرنسا ودول أخرى وكذلك الصحافة العالمية، هذا لكه خلق مستوى سياسي ودبلوماسي جديد معه. يمكننا الآن أن نعلن أن لدينا أصدقاء في جميع أنحاء العالم. لن يبقى العالم صامتاً ضد سياسات الإبادة والإنكار تجاه الشعب الكردي. حتى وإن بقيت السلطات الرسمية في العالم صامتة، فإن الرأي العام العالمي لن يبقى صامتا، ويمكننا اعتبار ذلك إنجازاً كبيراً وجديداً للشعب الكردي.
-في الأسبوع الأخير يجري الحديث عن احتمالية هجمات تركية محتملة، وأن الولايات المتحدة ستوافق على ترحيل الكرد نحو المناطق النفطية، هل تعتقد أنه يمكن أن يكون هناك هجمات جديدة وشاملة؟
قبل كل شيء لا بد من توضيح ما يلي: قصة أن أمريكا ستدفع بالكرد إلى المناطق النفطية ليست صحيحة، يتم نشر ذلك عمداً على الرأي العام. لا أمريكا لديها سياسة لتوجيهنا صوب حقول النفط، ولا الشعب الكردي يقبل بمثل هذا التوجه ولا يمكن لأحد أن يفعل ذلك. موضوع النفط هي حجة من أجل أيقاف قرار سحب القوات الأمريكية، خلاف ذلك، ليس له حقيقة في الواقع أبداً؛ حقول النفط كانت في السابق أيضاً بيد الكرد على مدار 8 سنوات ولا علاقة لذلك بتواجد القوات الأمريكية.
الدولة التركية تريد الهجوم والاحتلال دائماً، لكن ظروف هذه الهجمات أصبحت صعبة. هناك الآن قوى دولية، روسيا، أمريكا وقوى أخرى. المناطق التي تريد الدولة التركية مهاجمتها واحتلالها هي المناطق التي يتواجد فيها الشعب الكردي، وفي هذه الحالة، ستواجه مقاومة تاريخية وستخسر الدولة التركية سياسياً وعسكرياً في هذه المناطق. حتى وإن أرادات الدولة التركية شن مثل هذا الهجوم، إلا أنها لا تستطيع التنبؤ بما ستكون عليه عواقبه.
- على العكس من ذلك، هل لديكم استعدادات وخطط فيما تتعلق بالمناطق المحتلة؟
بالطبع، لدينا الاستعدادات لإعادة المناطق المحتلة إلى شعبنا وتطهير هذه المناطق من الغزاة. سوريا منطقة تتواجد فيها جميع القوى الدولية ويتم اللعب على التوازنات السياسية. ونحن في قوات سوريا الديمقراطية على استعداد لإعادة تحرير هذه المناطق، لكن لكل شيء ظروف وأوقات مناسبة، عندما يحين الوقت والظروف المناسبة، ستعود هذه المناطق لأصحابها الحقيقيين مرة أخرى، هذا لن يستغرق وقتاً طويلاً. ونؤكد هنا على أنه سيتم لم شمل عفرين مع أصحابه الحقيقيين وسيتم تحريرها، وكذلك الأمر نقوله بالنسبة لشعب سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، كان احتلال هذه المناطق خسارة كبيرة، لكن رغم كل شيء لا تزال لدينا قوة كبيرة لتحرير هذه المناطق. لم تستطع الدولة التركية كسر إرادتنا وقتنا قوتنا، لذلك لم تحقق أهدافها، وطالما لدينا هذه القوة سوف نحرر مناطقنا عندما تسمح الظروف، وهذه هي مخاوف الدولة التركية.
- قبل فترة، تحدثتم عن تطورات إيجابية في الحوار مع النظام السوري. هل حصلت على نتائج من هذه المبادرات؟ في أي مستوى هي علاقاتكم مع النظام السوري؟
علاقاتنا مع النظام السوري مستمرة، وستكون هناك لقاءات وحوارات لدينا حوار في الفترة المقبلة، ولكن جميع الحوارات تسير ببطء، لأن عقلية النظام البعثي لا تزال بعيدة عن الحل. مطالبنا وعروضهم بعيدة كل البعد عن بعضها البعض. المسافة بيننا لا تزال شاسعة، في جميع الأحوال اللقاءات ستستمر ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى اتفاق. ويجب على روسيا إلى تلعب دوراً قوياً من أجل التوصل إلى اتفاق يؤمن مصالح جميع الأطراف. بالإضافة إلى أنه على قوات التحالف أن تلعب دوراً قوياً أيضاً فيما يتعلق بالمسألة السورية. بلا شك، من الضروري أن يكون موقفنا في المنطقة قوياً، قوتنا العسكرية والسياسية في هذه المنطقة ستدفع بالنظام السوري للتقرب من الاتفاق.
- أنتم في قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الإدارة الذاتية بجميع مؤسساتها، تعلنون أنكم على استعداد للحوار والحل مع الحكومة السورية. لقد توصلتم إلى "اتفاق عسكري" مع النظام السوري، لكن جنودها وصلوا إلى عدد محدود من الأماكن..! برأيكم، ما هي العقبات الرئيسية أمام الحوار مع الحكومة السورية للمضي قدماً نحو حل ديمقراطي؟
السبب الرئيسي وراء بطء تقدم الحوارات واللقاءات وعدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن هو موقف الدولة السورية. كما ذكرت، الدولة السورية بعيدة كل البعد عن عقلية الحل، تحتاج الدولة السورية إلى معرفة أنه لم يعد بإمكانها العودة إلى عام 2011 وعليها أن تدرك أن القضية الكردية ليست مسألة مصالحة ما بين طرفين، هي قضية سياسية ويجب الاعتراف بها وقبولها. إذا لم تتفق الدولة السورية مع الشعب الكردي ومع شعوب شمال وشرق سوريا، لا يمكنها الحديث عن سوريا مستقبلية قوية ابداً؛ تحتاج الدولة السورية إلى هذا الوعي للتوصل إلى اتفاق. ولكي يحدث هذا، يجب أن تلعب جميع القوى المشاركة في هذه القضية دورها.
-عقد رئيس تشكيلات الأمن القومي التركي (MIT) هاكان فيدان، اجتماعاً مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك في موسكو، وقال مسؤول تركي إنهم ناقشوا "التعاون المحتمل في الحرب ضد وحدات حماية الشعب (YPG)"، هل هناك انعكاسات لذلك الاجتماع الذي جرى وما هي العواقب المحتملة؟
الدولة التركية تريد العودة إلى اتفاقية أضنة، وفي هذا السياق تسعى نحو إيجاد حل في سوريا بما يتماشى مع مصالحها الخاصة؛ نحن نعلم تماماً أن هذا الاتفاق قام على حساب الشعب الكردي ويستهدف وجوده، واللقاء الذي جرى كان على هذا الأساس، هاكان فيدان طالب بضرورة الاستمرار في معاداة الشعب الكردي والحرب على شكال وشرق سوريا الحفاظ على معاداة الأكراد والقتال ضدنا في شمال شرق سوريا؛ على حد علمنا إن النظام السوري غير مستعد لذلك، هناك أزمة وحرب في إدلب ومناطق أخرى، ومن ناحية أخرى، تغيرت الأجواء ولم تعد المشكلة أحادية الجانب، ويواجه النظام السوري تناقضات ومشاكل مع الدولة التركية، لأن الدولة التركية تدعم المرتزقة ضد النظام السوري. لهذا السبب، نرى أن الاجماع على اتفاقية أضنة لن يكون سهلاً، والدولة التركية ليست مستعدة لإنهاء دعمها للإخوان المسلمين، لذلك من الصعب تطبيق شروط ذلك الاتفاق.