الشهيد عزيز عرب: وثيقة استشهادي أهم من وثيقة نجاحي في الثانوية

"قلت له، كيف يمكنك رفع الظلم عن ملايين الناس، هذا ليس ممكنا؟، فرد عزيز علي بالقول بأننا سنرفع الظلم عن جميع الشعوب بصوت واحد ويد واحدة" هذا ما صرح به والد الشهيد عزيز عرب، وأكد أن ولده نال ماكان يتمناه.

كان عزيز عرب من أوائل الشبيبة العرب الذين انضموا لحركة التحرر الكردستانية  عام 1980، وكان أول شهيد عربي من شهداء حركة الحرية.
ويعرف عزيز بأنه كان من الرواد الأوائل لحركة التحرر بين أبناء الشعب الكردي والعربي في شمال وشرق سوريا.
وتحدث والد الشهيد عزيز عرب حسن شيخ حسن لوكالة فرات للأنباء ANF عن حياة ولده وانضمامه للحركة.
وفي بداية حديثه، أشار حسن شيخ حسن إلى تغيّر ابنه بشكل جذري واختلاف تصرفاته في الحياة الاجتماعية لكنهم لم يتوقعوا أن يكون السبب في هذا التغير هو انضمامه للحركة، قائلاً: "ذهب عزيز إلى عفرين بعد أن أنهى دراسته الابتدائية وذلك من أجل إتمام المرحلة الإعدادية، درس حتى الصف التاسع الاعدادي ومن هناك عاد إلى حلب، حينها لاحظنا الاختلاف الذي طرأ على عزيز".
وأضاف "في 1981 جاء عزيز إلى المنزل بصحبة عدد من رفاقه، وفي اليوم التالي أخبرني بأنه سيخرج من البلد مدة شهرين أو أكثر، قلت له أين ستتجه؟ هل وضعنا الاقتصادي يسمح بذلك؟ فرد علي قائلاً بأنه سيذهب إلى ليبيا".
وتابع: "بعد ذهابه إلى ليبيا علمت أنه انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، لم نكن نعلم حينها ما هذا الحزب، وما هو عمله، حين كان في ليبيا بعث لي رسالة قال فيها: أبي لوكنت تعلم مدى الظلم الذي يمارس على الشعب الكردي في تركيا كنت ستقول لي اذهب وارفع عنهم ذلك الظلم، قلت له بأن ليس باستطاعتك رفع الظلم عن ملايين الناس هذا ليس أمراً ممكنناً، فرد علي بقوله 'سنرفع الظلم عن جميع الشعوب  بيد واحدة وصوت واحد'.
في 1982 ذهب عزيز مع رفاقه إلى منطقة زيوي وذلك من أجل العمل في البساتين والمزارع، كانوا يجمعون الخضار والفاكهة ويوزعونها على أعضاء التنظيم، وبقي مستمرا في هذا العمل مدة سنة.
سنة 1984 أرسل لي أخي رسالة قال فيها أن عزيز سيأتي إليك، قمت بالتوجه نحو المطار، لكنني لم ألتقى بولدي، ذهبت إلى ابن عمي وهو طبيب سألته عن عزيز فقال لي بأنه جاء وبات عنده ليلة واحدة فقط ثم ذهب إلى طبيب آخر، قمت بالتوجه فوراً نحو ذلك الطبيب الذي أخبرني بدوره أن ابني بقي عنده 5 أيام وأنه جاء باسم عزيز وليس باسم نادر، بعدها توجهت إلى رفاقه، وعندما رأيته حضنته بشدة وقلت له ليكن النصر حليفك يا ولدي.
ولدي نال ماكان يتمناه
واستطرد: بعد 5 أيام بعث لي رسالة كتب فيها بأنه ذاهب إلى تركيا، وبعد مرور 5 أشهر وصلتني رسالة تخبرني أن عزيز استشهد ! توجهت نحو منزلي لأجد أكثر من 600 شخص عند منزلي، وعند دخولي المنزل فوجئت بوالدته تهلهل وتقول لقد نال ولدي الشهادة، اعتقدت للوهلة الأولى أنها قد أصيبت بالجنون، لكن سرعان ما التفتت إلي لتقول: "عزيز قبل أن يذهب أخبرني بأنه سيستشهد، فقلت لها: كيف أخبرك بأنه سيستشهد؟، قالت لي بأن عزيز عندما كان يدرس المرحلة الثانوية قال لي بأنه سيذهب وأن وثيقة استشهاده ستكون أهم من وثيقة نجاحه في الثانوية.