بعد مقتل قيادي في داعش.. ما مصير التنظيم بشمال سوريا وهل تعمل الهجمات التركية على إحياؤه

أثارت الغارة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت ابو ليث الجنابي أحد القياديين البارزين في تنظيم داعش الشكوك حول قدرات التنظيم الحقيقية وإمكانية عودته إلى سابق عهده، ومدى ارتباطه بمناطق الاحتلال التركي.

كشفت العملية الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية لاستهداف أحد قادة داعش البارزين أبو ليث الجنابي عن العديد من الجوانب الخفية للتنظيم، ومنها أن الغارة كانت على المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال سوريا. وعن قدرات التنظيم، واحتفاظه بالكثير من قياداته البارزة، مما يثير العديد من الأسئلة حول إمكانية عودة التنظيم من جديد، ومدى ارتباطه بمناطق الاحتلال التركي، وتحولها لملذات آمنة لقيادته، ومستقبل التنظيم حال استمرار الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا.

لا يتوفر وصف.

أوضح منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب أن تنظيم داعش سقطت دولته في ٢٥ أبريل\ نيسان ٢٠١٩ ولكن لم يسقط التنظيم، ولكن الحقيقة أن التنظيم لا يزال يتمتع بحرية الحركة في كل من المناطق السورية والعراقية وتوجد خلاياه النائمة في تلك المناطق.

وأكد أديب في تصريح خاص لوكالة فرات، أنها ليست الحادثة الأولى التي تحدث في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، ولكن سبق وأن استهدف زعيمين للتنظيم في تلك المناطق.

وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن التنظيمات المحلية الموجودة في مناطق السيطرة التركية مثل فصائل أحرار الشام وأحرار الشرقية والسلطان مراد معظمها تنتمي لتيار الإسلام السياسي ورغم أن بعضها يحمل عداء لداعش إلا أنها قريبة ايدلوجياً وتنظيمياً من داعش مما يتيح الدعم والتنسيق بين الطرفين.

وبيّن أديب أن العملية الأخيرة توضح أن التنظيم لا يزال قوياً، وأنه مستمر في العمل وقد تصبح عودة التنظيم أقوى مما كانت عليه في عام ٢٠١٤.

وأردف الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الصدام مع قوات سوريا الديمقراطية يزيد من فرص عودة التنظيم لمناطق شمال وشرق سوريا لأنها القوات الرئيسية التي تحارب التنظيم المتطرف، والمفترض أن ندعم من يحارب الإرهاب وليس أن نحاربه، ولكن تركيا تصر على الاستمرار في تلك الحرب العبثية، مبيناً أن أي تصعيد جديد بين الطرفين سيساعد على زيادة قوة التنظيم وقد يعود للسيطرة على بلدات مرة أخرى لأن التنظيم لا يزال موجوداً وخلاياه منتشرة.

وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن العملية الأخيرة قامت بتصفية قيادي وهي لن تؤثر بشكل كبير على التنظيم لأن داعش عادة ما تضع بدائل لقيادتها. مبيناً أن استهداف القيادات تضعف التنظيم. لكنها غير كافية لدحره والقضاء عليه.

وطالب الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، مجلس الأمن والقوى الدولية أن تنتبه لخطورة عودة التنظيم وأن تعيد النظر في الوسائل والطرق المتبعة في محاربة التنظيم خاصة مع القوات المحلية.

لا يتوفر وصف.

بينما كشف أحمد سلطان الباحث في شؤون الحركات المتطرفة أن الجنابي هو من أبرز قيادات تنظيم داعش الحاليين وهو كان مسؤول عمليات اللوجستية في التنظيم وخاصة عملية التفخيخ وكان في السابق قيادي في فرقة ذات الصواري التابعة لجنود الخلافة المركزية في العراق ثم وبعد اغتيال أبو إبراهيم القرشي انتقل إلى سوريا بعد أن قام التنظيم بإعادة الأدوار وهيكلة مكاتبه مرة أخرى.

وأكد سلطان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن سبب اختيار مناطق الجيش الوطني هو السيولة الأمنية الموجودة في تلك المناطق، والرشاوي التي يحصل عليها الفصائل المسلحة، لاستخراج بطاقات هوية مزيفة والاستقرار في تلك المناطق. مشيراً إلى أنها باتت منطقة مفضلة لقيادات التنظيم، بسبب الفساد المستشري داخل الفصائل المسلحة هناك. بعد أن كانت مناطق هيئة تحرير الشام هي المنطقة المفضلة، ألا أن التنظيم الأمني للهيئة قام بعمل حملة، وارشد عن الكثير من قيادات التنظيم، ومناطق الجنوب السوري، إلى مناطق عشائرية، ويصعب فيها قبول الأجانب والغرباء، والدليل على ذلك أن الزعيم الثالث للتنظيم قتل فيه، بلدة جاسم في اشتباك مع قوات إحدى العشائر في الجنوب، ولم يعلم أحد بوفاته، إلا بعد أن أعلن التنظيم عن ذلك.

وأضاف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، أن تنظيم داعش لم ينتهي حتى يعود، ويشهد في الفترة الأخيرة زيادة في نشاطه، وقوته، ولا يزال توجد قيادات للتنظيم، بعضها لا أحد يعلم عنها شيئاً، والبعض الآخر تم الكشف عنه بواسطة جهاديين سابقين، ولكن التنظيم له معاييره بعد تلك العمليات من تغيير أماكن قياداته، وتغيير أماكن مخازن الأسلحة والذخيرة.

وبيّن سلطان، أن أي خطر تتعرض له قوات سوريا الديمقراطية سواء بتصعيد الهجمات التركية، أو بتقليل الدعم الدولي المقدم لها، سيعطي فرصة كبيرة لتقوية تنظيم داعش، وذلك لأن التنظيم أماكن نشاطه الأساسية هي شمال وشرق سوريا، والبادية السورية، وهو يعتبر قوات سوريا الديمقراطية هي العدو الأول والأساسي لهم، وذلك لأنها كانت السبب الرئيسي في إنهاء دولته وخلافته في سوريا، وهو أعلن منذ عام ٢٠١٩ أنه دخل في معركة استنزاف مع قوات سوريا الديمقراطية وباقي القوى المناوئة له، وهو يستغل أي فرصة لمهاجمة قوات قسد.

وأردف الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت في القبض على جزء من شبكة داعش، ولكن التنظيم لا يزال موجوداً في مناطق شمال وشرق سوريا، بل وزادت من قدراته خلال الفترة الماضية، والدليل على ذلك استخدام المفخخات ضد قوات سوريا الديمقراطية، لأول مرة منذ خمس سنوات، مما يدل على أن التنظيم لا يزال يحتفظ بورش لتصنيع السلاح، وتضيع المفخخات.