وأحدثت موافقة النظام التركي على عضوية السويد في حلف الناتو نقلة نوعية في ملف طائرات إف 16، حيث أكد مؤخراً جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن ستمنح تلك الطائرات لتركيا، لكن المسؤول البارز لم يحدد بعد الموعد الذي سيتم فيه إبرام تلك الصفقة التي كانت واحدة من أبرز أسباب التوتر بين أردوغان والإدارة الأمريكية.
تركيا مطالبة بضمانات
في هذا السياق، تقدم أعضاء بالكونغرس الأمريكي بطلب إلى وزارة الخارجية الأمريكية يحثونها على الحصول على ضمانات من قبل النظام التركي بشأن استخدام تلك الطائرات على نحو يهدد مصالح الولايات المتحدة والأمن القومي الأمريكي.
وأكد أعضاء الكونغرس، الذين تقدموا بتلك المذكرة إلى أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، أن سلوكيات تركيا غير مضمونة وعدوانية، ومن ثم فإنه يجب قبل المضي قدماً في تلك الصفقة أن تحصل واشنطن على ضمانات كافية، خصوصاً إذا كان هذا الأمر يتعلق بتهديدات قد تطال اليونان الدولة العضو في حلف الناتو.
"أردوغان" استغل الظرف
وتعليقاً على تلك التحركات، يقول الدكتور جبريال صوما عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إن سياسة أردوغان تجاه الولايات المتحدة تتغير حيال التعامل مع واشنطن، إذا كانت أكثر قوة في السابق مع روسيا والرئيس الروسي بوتين وقرر شراء منظومة إس 400 من موسكو رغم الاعتراض الأمريكي على ذلك.
وأضاف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أنه لهذا السبب الكونجرس الأمريكي وبصفة خاصة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ التي يترأسها الديمقراطي بوب مينيدس قررت عدم بيع طائرات إف 16 إلى أردوغان، كذلك كان الرئيس التركي طلب قطع غيار لطائرات إف 16 التي كان اشتراها في السابق.
وتابع: "يبدو أن سياسة أردوغان تغيرت إلى العكس، وقرر عدم المضي في علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتقرب إلى حلف الناتو بشكل مفاجيء للجميع، وقد كانت لديه معارضة بشأن عضوية السويد وفنلندا في الحلف، لكنه يبدو لي أنه قد غير سياسته ويبتعد تدريجياً من بوتين إلى واشنطن".
ويرى "صوما" أن أردوغان معروف باستغلال الظروف، وقد استغل الظرف الخاص بمسألة طلب السويد وفنلندا من أجل عضوية حلف الناتو ليضع شرطاً عليها وهو الحصول على طائرات إف 16 من الولايات المتحدة مقابل رفع معارضته على طلب عضويتهما، معرباً عن اعتقاده بأن الاتجاه العام في الوقت الحالي من قبل الكونجرس أو الإدارة هو أن يتم بيع تلك الطائرات له.
إجراء تكتيكي
من جهته، يرى محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات أن أردوغان يعرف جيداً كيف يتلاعب على مختلف الحبال، ومسألة ابتعاده عن روسيا هو مجرد إجراء تكتيكي في الوقت الحالي نظراً للظروف التي يمر بها الاقتصاد التركي وحاجة أردوغان إلى واشنطن، والأخيرة تعلم ذلك.
وأوضح "الشريف"، في تصريح لوكالة فرات للأنباء، أن الرئيس التركي يتقلب في العلاقات مع الدول كثيراً حسب مصلحته الآنية، لكنه دائماً ما يبقي على نقاط اتصال يستطيع من خلالها العودة، ومسألة ابتعاده عن موسكو لا يعتقد أنها واقعية، وإنما هو يتعامل مع ملفات عديدة وأراد الاستفادة من مسألة عضوية السويد وفنلندا للحصول على بعض المكاسب السياسية والعسكرية.
ولفت الباحث السياسي إلى أن الولايات المتحدة بدورها تعرف أردوغان وتصرفاته السياسية، لكنها في الوقت الحالي تغاضت عن ذلك كي تؤمن عضوية السويد وفنلندا في حلف الناتو نكاية في روسيا، وهذا أمر يشغل الإدارة الأمريكية أكثر من انشغالها بتوجهات السياسة الخارجية لأردوغان.