عُرفت ليمان شويش ضمن صفوف نضال الحرية باسم ريحان عامودا، ولدت في 3 تشرين الثاني 1968 في عامودا التي تعد واحدة من مدن كردستان التاريخية، كانت الابنة الصغرى لـ حسينة وحجي بوسف، بين 9 أشقاء وشقيقات، ذهبت إلى المدرسة لمدة 6 سنوات، استشهد شقيق ريحان، عبد الله عام 1994 ضمن صفوف الكريلا في منطقة غرزان بعد أن تعرف على نضال حرية كردستان في روج آفا.
في سن الـ 17، التقت بيريفان (بنفش أغال)، واحدة من الكوادر البارزين في نضال حرية كردستان، وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث معاً لمدة 3 ساعات، أرادت الانضمام إلى صفوف النضال على الفور بعد تأثرها بكلام بيريفان وأيديولوجية نضال الحرية، وبعد أن عملت لمدة 3 سنوات في روج آفا، انضمت إلى صفوف النضال، ودخلت مجال القيادة في العام 1994، وأثناء عملها في جنوب كردستان بين عامي 2002 و2003، اعتقلتها قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني وسجنت لمدة 6 أشهر، وعندما كانت في السجن، شددت على أهمية النضال في وجه القوميين أمثال الحزب الديمقراطي الكردستاني.
38 عاماً من الخبرة النضالية
عملت ريحان بجهد ونشاط في العديد من الأماكن من جنوب كردستان وإلى روسيا، وعندما حاصرت عصابات داعش كوباني، توجهت نحو كوباني حيث كانت تخاض مقاومة تاريخية، كامرأة رائدة، دائماً ما تواجدت في الخطوط الأمامية للنضال ضد داعش من كوباني إلى منبج في روج آفا، ولعبت دوراً رئيسياً في تنظيم المرأة وتأسيس نظام لحرية المرأة في شمال وشرق سوريا، ناضلت ريحان عامودا على أساس الوحدة الوطنية لكردستان، واستشهدت مع اثنين من رفاقها نتيجة استهدافهم بطائرة مسيرة في 20 حزيران 2023، في نفس اليوم الذي كان مسرور بارزاني من الحزب الديمقراطي الكردستاني يجتمع فيه مع رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان.
"كانت كردستانية، مُحبة لتراب وطنها"
في بداية حديث الصحفية ستيرك كلو عن رفيقتها لمدة 23 عاماً، ريحان عامودا، قالت:" ريحان من عائلة شويش من عشيرة كركري بمدينة عامودا، وكان أبناء هذه العشيرة هم أول من انضموا إلى صفوف نضال حرية كردستان في روج آفا، كما شارك ابن عمها في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) في دمشق، إنها عائلة قريبة من القضية الكردية ولديها شهداء في ثورة روج آفا".
وتابعت ستيرك حديثها على النحو التالي:" كانت الابنة الصغرى للعائلة، كنا لا نزال صغاراً عندما سمعنا أن الرفيقة ريحان قد انضمت إلى صفوف نضال الحرية، التقت الرفيقة ريحان عام 1985 بالرفيقة بيريفان (بنفش أغال)، وبعد أن تحدثتا معاً لمدة 3 ساعات، تعهدت الرفيقة ريحان بالانضمام إلى صفوف النضال، كامرأة، كسرت سطوة نظام البعث وعادات وتقاليد المجتمع الكردي، وانضمت الرفيقة ريحان إلى نضال الحرية بتصميم وتفاني، كانت امرأة كردية، كانت مُحبة لأرضها ووطنها، كانت دائماً ما تقوم بذكر هذا الأمر".
"قالت بإنه يجب القضاء على النهج القومي بعد أن اعتقلها الحزب الديمقراطي الكردستاني"
وأشارت ستيرك كلو إلى أن الشهيدة ريحان ناضلت على الدوام لخلق روح المرأة الكردية الحرة وقالت:" أرادت خلق روح المرأة الكردية الحرة بالروح الكردستانية والفكر والقضية القومية، وخاضت نضالاً كبيراً بين رفاقها وأبناء شعبها في ما يتعلق بهذا الأمر، وعندما رأيتها لأول مرة عام 2000، كانت تعمل بروح المرأة الحرة، كانت تقاوم من أجل حرية المرأة وضد التمييز الجنسي، كانت مثابرة على الدوام ومخلصة للأمة الحرة وأفكار القائد أوجلان، بعد محادثة استمرت ثلاث ساعات، تعهدت بنضال استمر لمدة 38 عاماً، وناضلت في أجزاء كردستان الأربعة خلال هذه المدة الطويلة، خاضت نضالاً كبيراً ضد النهج القومي في كردستان، اعتقلت من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) وسُجنت لمدة 6 أشهر في جنوب كردستان، وفي ذلك الوقت، آمنت بأنه يجب القضاء على النهج القومي في كردستان. كامرأة، ناضلت كثيراً من أجل تحقيق هذا الأمر".
ناضلت ضد داعش في منبج وكوباني
أوضحت ستيرك كلو أن الشهيدة ريحان كانت تقاتل على الجبهات من ناحية، ومن ناحية أخرى كانت تدرب النساء بفلسفة الأمة الديمقراطية وتحدثت عن تلك المرحلة قائلة:" عندما التقينا بها خلال عملية تحرير منبج، كانت واحدة من قياديات نضال المرأة، كانت تعمل مع المقاتلين، بذلت جهداً كبيراً في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، قبل ذلك كانت في كوباني، كانت تناضل ضد التمييز الجنسي الذي كان يقوم به تنظيم داعش على أعلى المستويات، مع التنظيمات النسائية في المنطقة، خاضت الرفيقة ريحان نضالاً كبيراً في كوباني ضد ذلك، كانت تُدرب وتنظم النساء من المكون السرياني والعربي والكردي وكافة المكونات الأخرى".
"إرث الشهيدة ريحان سيكون سبباً بتصعيد مستوى النضال أكثر"
وأشارت ستيرك كلو إلى أن إرث الشهيدة ريحان سيكون سبباً بتصعيد مستوى النضال أكثر وقالت:" ظلت تناضل حتى لحظة ارتقائها إلى مرتبة الشهادة، واستشهادها هو إرث كبير لروح المقاومة بالنسبة لنا ولكافة النساء أيضاً، بنضالها وحياتها وروحها الرفاقية، تركت لنا إرثاً كبيراً يمتد لـ 38 عاماً، هذا النهج البطولي هو نهج لكافة النساء في كردستان، استشهاد الرفيقتين ريحان ويسرى سيفتح المجال أمام نضال كبير، ومع شعار "المقاومة حياة "، ستُخلق حياة حرة، زَرع هؤلاء الأبطال بذور ذلك، وسيستمر نضالهم في كردستان".
نضال المرأة سيهزم هدفهم في إبادة المرأة
وأوضحت ستيرك كلو أن هدف الدولة التركية من الهجمات التي تطال القياديات والرياديات في شمال وشرق سوريا هو "إبادة المرأة"، وقالت: "سمعنا اليوم أنه في اجتماع آستانا، لا يعتبرون تنظيم داعش منظمة إرهابية، لكن الفدائيات مثل ريحان ويسرى، هزموا هذا القرار، لقد ضحوا بحياتهم من أجل جغرافية حرة، من أجل الكرد وجميع مكونات المجتمع، ومن خلال نضالهن، تتشكل الوحدة الوطنية الكردية، وأصبحن في ذروة المقاومة للقياديات في روج آفا، وشعاراً يجعل الجميع يسير على خطاهم، حيث يريدون إبادة المرأة من خلال شن هجماتهم على القياديات في شمال وشرق سوريا، تخوض القياديات مقاومة عظيمة ضد هذه الإبادة، أججت النساء في شمال وشرق سوريا في شخص هؤلاء الرفيقات ووأولئك الذين استشهدوا من قبل، نار النضال، ولم يتراجعوا خطوة إلى الوراء في هذا النضال بل سيصعدون وتيرته، من خلال استهداف الرياديات يريدون القضاء على النضال من أجل الحرية، وشن هجماتهم على شمال وشرق سوريا.
لا يستطيعون كسر إرادتنا
هؤلاء البطلات، اللواتي يقاتلن في كل شبر من أراضي كردستان، أصبحن الرسالة الأكثر أهمية وذات معنى لحرب الشعب الثوري للوصول إلى ذروتها في هذه العملية، إنها تضمن الحفاظ على المكاسب التي تحققت تحت قيادة المرأة، واستهدفت الدولة التركية، التي أرادت احتلال المنطقة وتقسيمها، إن الهجمات التي تشنها على المدنيين هي بحد ذاتها مجزرة بحق الكرد، تنتهج تركيا سياسة فاشية تجاه المنطقة، كما أظهرت ردود الأفعال التي ظهرت بعد استشهاد هؤلاء الرفيقات أن إصرار وتصميم النساء على النضال أصبح أقوى، وهذا يعني أن الدولة التركية لم تعد قادرة على كسر هذه الإرادة، فإنه رد كبير على الاحتلال التركي، وعلى قلق داعش في المنطقة وعلى تلك القوى الموجود في آستانا، إن نضال الرفيقة ريحان، يسرى وجميع الرفيقات رسالة عظيمة ضد المجازر والإبادة، إن النظام المستقل الذي أسسته النساء هو رسالة لبناء نظام تقوده النساء ومن أجل الحياة المجتمعية الحرة".