وصفت لقاءها بالقائد أوجلان بالتجربة العظيمة ودعت لحريته.. الأم ربيعة تروي التفاصيل

الأم ربيعة زلفو (في العقد السادس من العمر) تَقطن في مدينة قامشلو وهي من الشخصيات القليلة التي حظيت بلقاء القائد عبد الله أوجلان في مُعسكرات التدريب التي افتتحها حزب العمال الكردستاني (PKK) في حلب ولبنان في تسعينات القرن العشرين.

وحول ذلك، قالت المواطنة ربيعة تركي زلفو، أنه دائماً كان يفضل الحوار والسلام على الحرب، وتؤكد بأن أوجلان أخبرهم أن العدو أجبرهم على حمل السلاح لرفض إرساء حل سلمي.

أوجلان.. شخصيَّة مَهيبة وقائدٌ عظيمٌ

وأشارت بأن شخصية القائد مَهيبة للغاية، وكان يَقف حينها بشكلٍ واثقٍ وسط الحشود الشعبيّة ليَتحدث، وقالت "كان يَستخدمُ حركتين ملفتتين كان يَتكتفُ بيديه تارةً، ويضعهما على الطاولة، ويستند إليهما تارة أخرى، وخلال الأيام التي كنا نتواجد فيها ضمن المعسكر التقى بالوفود الشعبية من كل المناطق، كلّ على حدة، ليَتعرف عليهم، ويَتعرفوا عليه عن قُرب”.

 

وتتذكر الأم ربيعة  جيداً كيف أنها أصرت على حضور كافة الاجتماعات الشعبية الخاصة والعامة، مما كان يُزعج الرفاق المنظمين على حد وصفها لكونها تخالف نظام الاجتماعات المُقرر، وأشارت“كنت متشوقة جداً للاستماع للنقاشات وتبادل وجهات النظر التي كانت تدور بين الوفود الشعبية والقائد عبد الله أوجلان، وكان يعرض أفكاره وأفكار رفاقه كمعصوم قورقماز ومظلوم دوغان، وكان يوازي بين موضوع القضية الفلسطينية والكردية، ويذكر بأن قضيتنا والقضية الفلسطينية واحدة، ومثلما الشعب الكردي مظلوم كذلك الشعب الفلسطيني”.

اطُروحاته أوضحت الكَثير من التَّساؤلات

وتضيف الأم ربيعة بأن اطروحات القائد تلامس كافة القضايا العالمية، وتعمل على إيجاد حلول لها، ونوهت “في احدى الاجتماعات – مثلاً – سألت امرأة من الحشود الموجودة القائد أوجلان، لماذا يوجد دولة لكافة الشعوب والشعب الكردي يعيش بدون دولة…؟!، فتبسم لسؤالها وأجابها: أنا أنُكر وجود الدولة أصلاً، وأنا ضد السُلطة والعُنف، لذلك يَجب أن نُصلح أنفسنا أولاً، ثم لا يوجد فرق بين كافة الشعوب”، وشدّد بالقول: إن ما يؤجج المَشاكل ويزيد التفرقة والخلافات بين الشعوب هو الدولة والسلطة، وبالتالي يزداد العنف، وتتعمق الخلافات بشكلٍ أكبرٍ.

وتطرقت الأم ربيعة إلى وجهة نظر القائد بالنسبة للدولة التركية بالقول: كان القائد عبد الله أوجلان يوجه رسائل إلى الدولة التركية بوجوب حل كافة الخلافات، وعدم تعميقها، مما سيتسبب بارتكاب مجازر بين الشعبين الكردي والتركي سببه تعنت الدولة التركية، وطلب منها أكثر من مرة مُراعاة الحُقوق المشروعة للشعب الكردي، واحترام الحقوق المُشتركة فيما بينها، وكان الرد من قبل الدولة التركية هو الاستمرار بسياسةِ سفكِ الدماء، واتباع نهجهم الدموي والإقصائي

تَواضع القائد ورفضهُ فكرة التسلط والسُّـلطة

وذكرت الام ربيعة بأن أي شخص قابل القائد شخصيّاً تأثر بأفكاره وبكافة الأفعال التي قام بها، لأنَّه القدوة الحقيقيَّة في سبيلِ تحقيقِ الكرامة والعزة والعيش المُشترك المبني على السلام بين كافة الشعوب.

وتستذكر الأم ربيعة واقعة حدثت مع القائد أوجلان خلال اجتماعاته وهي أنَّ أحد الصحفيين استغرب عندما شاهدَه يَجلس مع رفاقه من دون أي صفة، حيثُ كان يتصور بأنَّه يجلس على كرسي فخم، ويحيط به الحرس والمرافقون، فسأله الصحفي: “في حال استشهدت أو جُرحت أو حلتْ بك مَلمة من سيَخلفك…؟ فأجابهُ القائد آبو “كل شخص يَحمل فكري سيَكون (سروك) أي قائد”، وكان يرفضُ رفضاً باتاً أن تُطلق عليهِ ألقاب سلطويّة، وكان يُراهن دائماً على الشَعب المُقاوم الصامد الذي يأبى الظُلم، ويرفض ما تفرضه العقليَّة السلطويَّة التي ورثتها الأنظمة المُتحكمة بالشعوب”.

أفكاره الحرّة علمتنا المُقاومة

تقول الأم ربيعة: “تألمنا كثيراً عندما تآمروا على القائد عبد الله أوجلان، وقد كانت نتيجة تلك المؤامرة تسليمه إلى السلطات التركيَّة التي أودعتهُ خلف القضبان لكنها لم تستطع أن تسجن أفكارهُ ونهجه الذي حقق المعجزات رغم دخوله السجون التركية، وفي رسائله تطرقَ إلى هذا الأمر مؤكداً أنه لو كان مع شعبهِ لن تسطيع أي قوة في العالم أن تَقوم بما قامت به الدُّول المُتآمرة”.

واختمت الأم ربيعة حديثها بالقول: “رغم ما مر علينا من مؤامرات سنقاوم، وإن كنا بلا بيت فإننا سنُقاوم، ونُريد أن نحرر القائد عبد الله أوجلان، وسيتحقق هذا الأمر عاجلاً أم آجلاً، وبالنسبة للمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان نُطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقيَّة الدولية بأن تَعمل بشكلٍ فعلي على إطلاقِ سراح القائد عبد الله أوجلان، وأرى في فلسفتهِ وآرائهِ نهجاً للوصولِ إلى حلٍّ شاملٍ لكافةِ القضايا العالقة”.