طوق النجاة من النفق المظلم.. مفكرون وساسة سودانيون يدعمون فكر "الأمة الديمقراطية" للقائد أوجلان

أوضح مفكرون وساسة سودانيون أن فكر وفلسفة القائد أوجلان يعد الملهم للكثير من شعوب شرق الأوسط، وأكدوا أن أوجلان قدم نموذج للنضال الوطن الديمقراطي ليس لشعبه فحسب بل للشعوب الأخرى أيضاً، مبينين أنهم يناضلون حالياً من أجل تطبيق فكر أوجلان في السودان.

لا يزال فكر القائد الأممي عبد الله أوجلان يعد الملهم للكثير من شعوب الشرق الأوسط، ونظريته الأمة الديمقراطية يرى الكثير من المجتمعات أنها المخلص الحقيقي من الظلم والاستبداد الذي تعيش به مكونات تلك المجتمعات، ومن تلك الشعوب هو الشعب السوداني، الذي يرى الكثير من المفكرين والساسة فيه أن فكر القائد أوجلان هو طوق النجاة الذي يمكنه أن يخرج السودان من نفقه المظلم.

لا يتوفر وصف.

كشف محمد المختار محمود ، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني وسكرتير الحزب في العاصمة القومية الخرطوم، أن المفكر الأممي عبد الله أوجلان حزن الكثير من السودانيين عندما علموا باعتقاله ولكن كان الحزب الشيوعي السوداني في وقتها يقوم بعمل سري ضد نظام الإنقاذ، مبينا أن فكر الأممي لعبد الله أوجلان جاء بعد دراسة للواقع بشكل عميق ووجد أن انسب الطرق لعمل الديمقراطية وعمل التنمية هي الإدارة الذاتية، مبينا أن الحزب الشيوعي السوداني طرح نفس الفكرة لحل أزمة جنوب السودان وهي فكرة الحكم الذاتي الإقليمي، منذ مؤتمر المائدة المستديرة عام ١٩٦٤م وهذا تحقق بعد عام ١٩٧٠ في ظل نظام ديكتاتوري عسكري وهو نظام جعفر نميري، ولكن هذا النظام شوه نظام الحكم الذاتي ونكثوا عن اتفاقية أديس أبابا، مع حركة الانانيا ولذلك لا يمكن تطبيق تلك الأفكار إلا في أنظمة ديمقراطية لأن الأنظمة الشمولية تشوه القضايا وترفع شعارات ولكن تفرغها من محتواها.

وأكد المختار في تصريح خاص لوكالة فرات أن مبدأ التعايش بين الشعوب الذي أقره القائد عبد الله أوجلان في الأمة الديمقراطية ، يحتاجه السودان لأنه بلد متسع يوجد به العديد من القبائل وإثنيات كثيرة وعرقيات كثيرة والسودان يتمتع بهذا التعايش السلمي ولكن جعفر النميري ومن بعده المؤتمر الوطني وكلا من عمر البشير والترابي عمقوا مسألة القبلية وهو ما يعاني حاليا منه الشعب السوداني في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع والذي تدعمه قبيلة حميدتي والتي تتحدث على أن القبائل الشمالية همشتهم ولم تعطيهم حقوقهم ولذلك يجب التعايش السلمي واحترام ثقافات كل الشعوب وهذا يبني الدولة، وان تشجع الدولة الناس على أن يثروا ثقافتهم وان تكون لغتهم ناطقة ومكتوبة.

واضاف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، أن فكر عبد الله أوجلان يساعد في أن يكون السودان خالي من العنصرية، وأن تسود دولة المواطنة بدلا من أن يسود الدولة التي تحكمها قبيلة أو فكر معين.

وبيّن المختار، أنه من الملامح الهامة لفكر القائد عبد الله أوجلان هو فكرة اللامركزية وهي مطبقة في السودان ولكن بشكل ديكتاتوري سلطوي، فهي مطبقة بشكل رئاسي لأن الشمولية لا تولد إلا شمولية ادني منها حيث أن سلطات رئيس الجمهورية تكون قابضة فيقوم بتفويضها لوالي الولاية وهو يكون قابض على المدراء التنفيذيين والمحليات، مطالباً بأن تطبق في ظل نظام برلماني ديمقراطي، يتم فيه تداول سلمي للسلطة بعيدا عن الانقلابات العسكرية أو التلاعب في الانتخابات.


بينما قال علي سعيد عضو الحزب الشيوعي السوداني، إن القائد عبد الله أوجلان كان منطقه الأساسي النظرية الماركسية ولكنه طور فيها، بحسب ظروف تركيا والعالم العربي في فترة هامة من فترات التحرر الوطني والتي تدعو لتكوين الدولة الوطنية من جميع المكونات الموجودة فيها بدلا من دولة المكون الواحد، بلا تمييز بين هؤلاء المواطنين، كما يعد من الملامح الهامة لفكر أوجلان هي التعايش بين المكونات والتي تسمي في السودان المواطنة، حيث يطالب السودانيين بدولة المواطن الذي يتساوى مع غيره من المواطنين دون النظر إلى عرق او قبيلة.

وأكد سعيد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يجب أن يكون المجتمع منتج وأن التنمية الاقتصادية دائما يتبعها عدالة اجتماعية والقائد طرح هذه المسألة كنوع من التصالح بين القوميات، كما طرح فكرة التحدي حيث كان في تحدي للواقع الموجود في هذا الوقت وجلب مجموعة من الشباب الكرد لكي يقوم بدوره في المجتمعات التي يعيش بها.

وأضاف عضو الحزب الشيوعي السوداني، أن اوجلان قدم لشعبه وحتى للشعوب الأخرى سواء كانت تركية أو عربية نموذج للنضال الوطن الديمقراطي، مبيناً أنهم يناضلون حالياً من أجل تطبيق فكر أوجلان في السودان وهو بناء الأمة الديمقراطية، والتي يسود بها الحرية والعدالة الديمقراطية وهم كتلة واحدة، والتي يسود بها الحرية والعدالة الديمقراطية والثلاثة كتلة واحدة لا يختلفون عن بعض، كما أن السودان تحتاج إلى التعايش السلمي بين الشعوب والمكونات.

وبيّن سعيد وذلك أن السودان منذ عام ١٩٥٥ وهو يقوم بحروب أهلية بين الجنوب الزنجي الافريقي والشمال العربي في الوقت الذي يوجد داخل السودان اكثر من ٤٠٠ إثنية، وفي المكونات الاجتماعية للشعب الواحد لا تصلح لفكرة الأكثرية او الأغلبية، فلا يمكن أن تقول إن الاكثرية عرب أو مسلمين أن يكون العنصر العربي هو الغالب على الثقافات الأخرى، ويجب أن نحرص على تدريس للأطفال اللغة الأم بل وأن تكون في المرحلة الأساسية.

كما تطرق سعيد لمشروع أوجلان عن المرأة، مبيناً أن السودان لديها تجربة رائدة للمرأة حيث كانت أول دولة عربية تكون المرأة بها قاضي في المحكمة العليا، وسياسية بارزة، وحتى حزب المؤتمر الوطني المنبثق من الإخوان المسلمين الذي كان يحتقر النساء وصلن فيه نساء السودان لهيئته العليا، وفي تاريخ السودان وصلت المرأة لمنصب الملكة.