تشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان هي استمرار للمؤامرة

تشدد دولة الاحتلال التركي العزلة على القائد عبد الله أوجلان، وسط تقاعس وصمت المنظمات الإنسانية والحقوقية، وخاصة اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب في المعتقلات (CPT).

في هذا الصدد تحدثت فادية سليمان عضو مجلس عوائل الشهداء في قامشلو لوكالة فرات للأنباء وقالت في البداية: "استهدفت القوى الرأسمالية العالمية شخص القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان بعملية استخباراتية خبيثة في مدينة العاصمة الكينية نيروبي، حيث تم تسليم القائد عبد الله أوجلان بطريقة منافية لحقوق الإنسان للدولة التركية، ومنذ ذلك الوقت، تفرض السلطات الشوفينية التركية في أنقرة عزلة مشددة عليه، في سجنه بجزيرة إمرالي وتمنعه عمداً، وبشكل ممنهج ومدروس، من أبسط حقوقه، لمقابلة أهله وأقاربه، ومحاميه، منتهكة بإجراءاتها اللاإنسانية هذه كل القوانين والأعراف الدولية، وخرق جميع المعايير والمبادئ الأساسية الدولية بخصوص حقوق معتقلي الرأي.

سنستمر في وقفتنا هذه بإرادة قوية

 

 واشارت فاديا سليمان إلى ان تركيا تعد ودون منازع، من أكثر الدول التي تنتهك القوانين والحقوق والأعراف والمعاهدات الدولية، ولاسيما المعنية بحقوق الإنسان، والسجناء السياسيين، ومعتقلي الرأي، فما العبرة من تحول جزيرة إمرالي إلى منطقة عسكرية، تتصف بحراسة مشددة، ومعزولة عن العالم الخارجي، وما العبرة من سجن أصمّ لا توجد فيه أبسط مقومات الحياة، ومكانا لانتهاك حرية الإنسان، وتجريده من أدنى حقوقه، التي تتكفلها القوانين الدولية.

إمرالي مصدر للإشعاع الفكري والحضاري

 وأضافت" مهما توغلت دولة الاحتلال التركي في ممارسة العنف، وزادت من عزلتها على القائد والمفكر الأممي عبد الله أوجلان، لن تستطيع حجب شمسه، وحجب أفكاره، وفلسفته عن الشعوب المؤمنة به، فتطلعاته النيرة، وفلسفته باتت منهلاً فكرياً تجاوز جدران السجن الصماء، وغدت جزيرة (إمرالي) مصدراً للإشعاع الفكري والحضاري، والإنساني، فالفكر الأوجلاني، الذي تخطى مفعوله منطقة الشرق الأوسط، وعبر القارات، وتجاوز أبعاد الجغرافية والحدود السياسية، ترى الشعوب الحرة في تبني تلك الأفكار، واستلهامها، كسراً لنير العبودية وأغلال الاستبداد، وأن نظريته المتمثلة في الأمة الديمقراطية، التي باتت المخرج الآمن للشعوب المغلوبة على أمرها، أضحت تأخذ شكل الحل الحقيقي لمجتمع أضاع مفتاح الحلول لمشاكله التي أوجدها المستبدون، ولتعلم الدولة التركية المستبدة أن الشعب الكردي والعربي، والأرمني والسرياني والجماهير المؤمنة بفلسفة القائد التحررية، أنها قد أخطأت باعتقادها، أن أسر القائد عبد الله أوجلان، وعزله عن محبيه سيطفئان شعلة الانتفاضة ضد تركيا، وأن مسيرة الحرية ستتعطل، على العكس تماما فكل يوم تزداد وتيرة النشاطات المطالبة بفك العزلة عن القائد، وقد أقسم الشعب منذ اللحظة، التي أعتقل فيها أيقونة الحرية، أنهم لن يستكينوا ويركنوا للسكون، والصمت، حتى يتحرر القائد، ويصبح حراً طليقاً، وفي مكانه الطبيعي بين شعبه.

سنبقى في ساحات المقاومة حتى كسر العزلة وتحقيق حرية القائد الجسدية

كما أكدت فادية في حديثها: "سنرفع من وتيرة النضال في وجه أردوغان وسياساته والدول الأوروبية الرأسمالية في العالم الذي يؤيده".

 

وبدورها قالت صالحة كلش عضو مؤتمر ستار قامشلو:" جميع الاتفاقيات والمعاهدات والمخططات التي تبرم وتحاك من حولنا ستفشل، فنحن شعب تربّى على فلسفة القائد أوجلان، فلسفة الحياة الحرة التشاركية والعيش الكريم التي زرعت في عروقنا".

وتساءلت صالحة، لماذا يحاول الاحتلال التركي بكافة الطرق والسبل فرض عزلة مشددة على القائد عبد الله أوجلان...؟ وأضافت مضى على عزلة القائد أوجلان 23 عاماً وآن الأوان للوقوف بأخلاق وبحق، حيال هذه القضية الإنسانية".

"انتظرنا طويلاً أن تكشف اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب عن حقيقة الوضع في عزلة القائد أوجلان، لكن هذه اللجنة لم تبدِ أي رد إيجابي ولم تزود مكتب القرن الحقوقي بأية معلومات حول وضع وصحة القائد".

وأكدت صالحة إذا استمرت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بهذا الأسلوب، ستكون شريكة في هذه الجريمة، وقالت: "إن لم تتحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية سنعتبرها هي أيضاً شريكة في هذا الجُرم، لقد تم إفشال المؤامرة بالمقاومة الشعبية من جهة وبراديغما القائد آبو الذي كتب مرافعاته السجن من جهةٍ أخرى، كان العدو يقول إنّ من يدخل هذا السجن لا يخرج منه، لكنّ القائد جعل من سجن إمرالي مركزاً للعلم وتحرير الشعوب المضطهدة، ومرّةً أخرى، نستنكر المؤامرة بشدّة، إن الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان يلتزمون الصمت تجاه القائد الذي ضحى بنفسه من أجل الشعوب المظلومة، فكلنا نعلم أن تركيا تخدم مصالحهم، وتشديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان هو تجديد للمؤامرة التي تعرض لها القائد منذ أعوام".

جعل من سجن إمرالي مركزاً للعلم

كما أشارت صالحة كلش إلى أن القائد عبد الله أوجلان أعاد لنا الروح، وزرع فينا بفكره وفلسفته الارادة والعزيمة والتصميم، ولأجل ذلك نحن على أهبة الاستعداد للوقوف في الساحات حتى نحرره جسدياً".

واختتمت صالحة كلش حديثها بالقول: "سنمضي في حرب الشعب الثورية، فهذا الدرب وحده كفيل لكي ننجو من قبضة المستبدين، كيف لا وهو درب رسمه لنا القائد عبد الله أوجلان حتى نحيا بأمان وسلام، لذا على كل الشعوب في المنطقة التكاتف والصمود بوجه هجمات ومخططات دولة الاحتلال التركي حتى تحرير القائد جسدياً".