تركزت حول جبهات الجنوب ..اسرار عودة هجمات الحوثيين للحرب في اليمن

تستمر الحرب في الجغرافيا اليمنية بعد خرق الحوثي الهدنة وعودة هجماته العسكرية من جديد، والتي تركزت حول جبهات الجنوب، مما يثير التساؤلات حول ذلك خاصة وأنها تتزامن مع تحركات لحزب الإصلاح في شبوة وحضرموت.

 

كشف نصر هرهرة، مقرر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن الحرب عادت للجنوب في جبهات يافع والصبيحة وفي ابين وسقط شهداء وجرحى.


وأكد هرهرة في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحرب ليست متواصلة وانما تعاود من وقت لآخر، مبيناً أن الحوثي يريد ان يحتل مواقع مهمةعسكرية على حدود الجنوب، ومنها موقع في حد بافع البيضاء.

بينما كشف عيدروس النقيب، السياسي الجنوبي وعضو البرلمان اليمني، أن الهجمات الحوثية لم تتوقف على جبهات الجنوب رغم الهدنة المعلنة بين الشرعية والحوثي، مشيراً إلى أن تلك الهدنة كانت في حقيقتها بين الشماليين ولا سيما حزب الإصلاح والإخوان المسلمين وبين الحوثي

وأكد النقيب في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الحوثي يعلم أهمية جبهات الجنوب وأنهم القوى الوحيدة التي تقاتلهم، كما أنه استكمال للمخطط بمحاولة إضعاف الجنوب عسكريا.

فريدة أحمد

كما كشفت فريدة أحمد، المدير التنفيذي لمركز سوث24 للأخبار والدراسات، أنه عادت هجمات الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على الجبهات الجنوبية بوتيرة عالية الشهرين الأخيرة، إذ نفذت الميليشيا منذ مطلع مايو وحتَّى 13 يوليو الفائت، قرابة 51 هجمة، في محافظات الضالع، ولحج، وشبوة، وأبين وجبهة حريب بمأرب الشمالية بالمثل. كما أن الجماعة الحوثية هددت باستئناف الحرب وإنهاء مرحلة خفض تصعيد الجبهات، ذلك بعد مضي ستة عشر شهراً على الهدنة التي باتت امراً واقعاً، بعد انتهائها رسمياً في أكتوبر 2022. وبالتزامن مع تحركات مشبوهة للإخوان المسلمين في وادي وصحراء حضرموت.

واكدت احمد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يحاول الحوثيون استغلال هدنة الأمر الواقع، لتعزيز قدراتهم العسكرية، وقد ينظرون للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تسيطر قواه الأمنية والعسكرية على معظم جغرافية جنوب اليمن، بأنّه الكيان المكافئ لهم عسكرياً على الأرض، وكذا الأكثر تهديداً، خاصة وأنّهم خبروا تجربة قتالية لا يستهان بها ضد القوات الجنوبية منذ 2015، وانتصرت فيها الأخيرة عليهم وحررت كثير من جبهات القتال في حينه. وربما يعتقد الحوثيون إن أعادوا كرة القتال مع القوات الجنوبية، سيعزز ذلك من فرص نقاط قوتهم في مفاوضات الحل بشأن السلام في اليمن، خاصة إذا ما استطاعوا التغلب عليها.

وأضافت المدير التنفيذي لمركز سوث24 للأخبار والدراسات، أنّ القوات الجنوبية تبدو أكثر تيقظاً لهذه التحرّكات والهجمات الحوثية المتوالية، فقد حققت نجاحات على أكثر من جبهة أمنية وعسكرية في وقت سابق، سواء في مكافحة الإرهاب أو المخدرات أو ضبط عصابات وشبكات التهريب المتعددة. وباعتقادي أن القوات الجنوبية سترفع من جاهزيتها القتالية بقوة واقتدار مثل المرات السابقة للتصدي لأي محاولات يمكن أن تضعف من خياراتها في خطوط القتال، وبالمثل سياسياً واقتصادياً والتي تسعى أطراف عديدة منها إقليمية، لمحاولة إضعافها.